صفحة الكاتب : نزار حيدر

هَذِهِ مُقَوِّمَاتُ النَّصْرِ، وَ [نِظَامُ القَبِيلَةِ] {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} [أَلْجُزْءُ الثَّانِي]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ٢/ إِنّ النِّظام الذي يوظِّف الارهاب بكلِّ أَشكالهِ لتحقيقِ أَجنداتهِ السِّياسيَّة لا يمكنُ أَبداً أَن نتخيَّل أَنَّ بالامكانِ أَن يتغيَّر ويترك عادتهُ مهما تبدَّلت الوجوهِ واختلفت الأَزياء ومرَّ الزَّمن! وبنظرةٍ سريعةٍ لتاريخ نِظامِ [آل سَعود] الارهابي الفاسد فسنلمس هذه الحقيقة واضحة جدّاً!.
   فيومَ أَن كان السَّيفُ هو أَداة الارهاب لقتلِ الأَبرياء وسبي النِّساء وتدمير التَّاريخ مارس نِظامُ القبيلة ذلك بلا هوادةٍ سواء ضدَّ القبائل التي تقطُن في الجزيرة العربيَّة وعموم منطقةِ الخليج أَو في الدُّوَل المجاورة كما هو الحال مع الْعِراقِ الذي تعرَّض خلال قرنَين من الزَّمن الى أَكثر من (٢٠٠) غارةٍ مسلَّحةٍ كان من أَشهرِها هجومهُ الدَّموي الشَّهير على مدينة كربلاء المقدَّسةِ عام (١٨٠٢) والذي استشهد فيه اكثر من (٥) آلاف من الآهالي الأَبرياء من النِّساء والأَطفال والكُهول [أَمّا رجال المدينة فكانوا يزورونَ النَّجف الأَشرف لتجديدِ البيعة مع أَميرِ المؤمنين (ع) في عيد الغديرِ الأَغَرّ] وتدنيس المرقد المقدَّس لسيِّد الشُّهداء الامام السِّبط الحُسين بن علي وأَخيهِ أَبا الفَضْلِ العبَّاس عليهِما السَّلام وتحطيم البناء وسِرقة المُقتنيات والتُّحف والهدايا والآثار الثَّمينة.
   أَمّا يوم أَن تحوَّل السَّيفُ إِلى سلاحٍ وسيَّاراتٍ مُفخَّخة وأَحزمة ناسفة كأَداة لممارسةِ الارهاب وتنفيذ عمليَّات الإبادة الجماعيَّة وجرائم ضدَّ الانسانيَّة فلم يألُ نِظامُ [آل سَعود] جهداً لتسخيرِ كلَّ ذلك لينشر الارهاب في كلِّ مكانٍ! وبات يتصدَّر قوائم المستوردين للسِّلاح في العالم كلَّ عامٍ!.
   وبكلمةٍ أَقول؛
   قد يُغيِّر نِظامُ القبيلة من لهجتهِ الحادَّة إِلى أُخرى ناعمةٍ جدّاً! فيتظاهر بأَنّهُ يواجه الارهاب ويثيرُ زوبعةً من الأَزمات ضدَّ شقيقتهِ الارهابيَّة الأُخرى قطر بحجَّة أَنَّها تُعرقل جهودهُ في محاربةِ الارهاب! وقد ينحني أَمام العواصف التي تضربهُ بين الفترة والأُخرى كلَّما افتضحَ أَمرهُ! وقد يُقدِّم الديبلوماسيَّة النَّاعمة على الأُخرى الخشِنة والإرهابيَّة! وقد يستبدل أَزياءهُ وأَقنعتهُ ويبدأ بإطلاقِ المُبادرات السِّلميَّة مع هذه الدَّولة الجارة أَو تلك! قد يفعل كلَّ ذلك ولكن ليس من بابِ التَّغيير الحقيقيِّ لطبيعتهِ العدوانيَّة التي تكره الخير للآخَرين وتعشق الموت! أَبداً وإِنّما لامتصاص الهجمةِ مؤقَّتاً ليعودَ الى حقيقتهِ وجوهرهِ ولو بَعْدَ حينٍ!.
   وإِنَّ ما يُطلقهُ نِظامُ القبيلة هذه الأَيام من مبادراتٍ ديبلوماسيَّةٍ باتِّجاه الْعِراقِ مثلاً أَو سوريا وغيرهما إِنَّما لأَنَّهُ مضغوطٌ بالمنهجيَّةِ الهجوميَّةِ الابتزازيَّة التي بدأَها الرَّئيس ترامب ضد حليفتهِ التَّاريخيَّة [المملكة] وما سبقتهُ من خطواتٍ خطيرةٍ وضعت الرِّياض في زاويةٍ حرجةٍ منها تشريع الكونغرس لقانون [جاستا] الذي فضح علاقة نِظامُ [آل سَعود] بالارهاب بشَكلٍ مباشرٍ ومن ثم تسريب التَّقرير السرِّي في بريطانيا والذي أَكَّد كذلك على أَنَّ الحزب الوهابي المحمي بسلطةِ [آل سَعود] هو المُلهم والمنبع للارهاب وحاضنتهِ بشَكلٍ رسميِّ وليس عابراً أَو لنزوةٍ وحاجةٍ مؤَقَّتةٍ مثلاً!.
   إِنَّهُ ينحني للعاصفةِ ولكن من المستحيل أَن يتغيَّر والدَّليلُ على ذلك؛
   *يتبع
   ١٠ آب ٢٠١٧
                            لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/10



كتابة تعليق لموضوع : هَذِهِ مُقَوِّمَاتُ النَّصْرِ، وَ [نِظَامُ القَبِيلَةِ] {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} [أَلْجُزْءُ الثَّانِي]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net