صفحة الكاتب : ساهرة الكرد

محرم الحسين.. بين المراجعة والتغيير الإيجابي.
ساهرة الكرد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جلسن يتحاورن، بأيام منصرمة من شهر محرم الحرام، ورائحة الدخان المنبعث من المواقد الحسينية بدأ يتسرب ألى أعماق نفوسهن، وتذكرن لحظات خلت.. كيف وقفن بدون خوف، وسط حشود الزائرين، يقدمن الطعام على حب شهيد كربلاء، وأل بيته الأطهار عليهم السلام.

قال لهن أحد المارة من الزائرين، ممن كان قاصدا لقبر حبيبه، مشيا على الأقدم، "هلا بالزينبيات"، كلمة مدوية هزت نفوسهن، وسط مجتمع ذكوري، يرى المرأة عورة بكل وجودها!!.. عليها أن لاتخرج، ولاتتحدث لأجنبي، ولاتبتسم، بذلك سترتكب إثم عظيم، حتى وان كانت متجلببة بجلباب الزينبيات، وتصرفاتها كانت تلقائية.

للرجال أحيانا رؤيا، ووجهة نظر مقبولة، وفق ماذكره الباري عزوجل، في كتابه العزيز، فليست كل من أرتدت الحجاب، أعطته حقه، وأحترمته!.. البعض وليس الكل، وهذا يعود لطبيعة ماتربت عليه، وترعرعت فيه، فمن شب على شيء، شاب عليه.

التربية الأسرية لها دور كبير، في نفوسنا جميعا، خاصة ونحن نستقبل شهر محرم الحرام، كيف سنوظف هذه التربية، وكيف نعكسها للمجتمع؟ الذي يطلق الأحكام، على المقابل، وفق مايراه واضح للعيان،  هل هو فعلا تربى على المبادئ الحسينية أم لا؟.

فمن لايفهم لماذا قامت ثورة الأمام الحسين عليه السلام، لايحق له أن يرفع شعاراته، ويتوشح بوشاح الحزن، الذي اكتست به الحوراء زينب عليها السلام، المرأة التي كانت ولازالت الصوت الهادر، الأعلامية العظيمة، التي نطقت بالحق، أمام طاغوت عصره، حين صعقت اسماعه كلماتها، "كد كيدك، واسع سعيك"، خرج صوتها قاهرا للظلم، مزين بزينة العفة والشرف، وفق مجتمع يجهل من هي زينب بنت علي ومن هو الحسين عليهم السلام.

في الوقت الحالي، الزمن والمجتمع اختلفا، فهو ليس مجتمع جاهل، يدرك من هن بنات الرسالة، ومن المقتديات بهن، ورغم ذلك نجد من يشجع، ويطبل، لمن ابتعدت عن الثوابت الحسينية الزينبية!، واستمرت الجلسة ساعات طوال، في حوار لم يخل، من علامات الأستفاهم والتعجب؟! هل سنراجع أنفسنا، ونقلب اوراق وثوابت هذه الثورة العظيمة، هل وهل...التساؤولات مفتوحة، لأننا سنبدأ من جديد بأجواء حرم، ونعظم فيها شعائر الله، لأنها من تقوى القلوب، وسنحصل جميعنا على درجات هذا التعظيم، واجزم بأن الزينبيات المحتفظات بالثوابت، سيحصلن على درجات جيدة، بالرغم من اختلاط الافكار عند البعض! وستدون اقلامهن ماذا كانت ثمرة هذا الألتزام، وفق رياح التغيير،التي عصفت حتى بقلوب رجالها!، وسنرى حينها من هم الثابتون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساهرة الكرد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/23



كتابة تعليق لموضوع : محرم الحسين.. بين المراجعة والتغيير الإيجابي.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net