صفحة الكاتب : امجد العسكري

شيش عوازة
امجد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتغير العادات وتبنى وتطور نفسها تبعا للمكان والزمان المتولدة فيه، يشاع في المطاع العراقية الشعبية غالبا مصطلح "شيش عوازة" والمقصود بيه ان الزبون يقدم له الطعام وفقا للطلبه، وفيما اذا انهى طلبه دون ان يسد جوعة يدعى له ببعض الطعام الذي لا يدرج ضمن قائمة الحساب فهو بمثابة الكرم لزبون من قبل صاحب المطعم، الغاية منه سد حاجة الوافد حتى الاشباع، غالبا مايتميز هذا الطلب بقلته وعدم الاعتناء به، من ناحيته تقديمه وترتيبه في الاناء قد يكون بسبب مجانيته، وعلى الاغلب يستخدم مصطلح شيش عوازة مع طبق الكباب المشهور بكثرة في المطاعم العراقية.

يشابه مسمى شيش عوازة الى الدرجة الوظيفية التي اطلقتها وزارة التربية العراقية منذ فترة قريبة بعنوان "محاضر بدون اجر" ففي طياته تحمل معنى شيش عوازة، فجميع الوظائف بالعالم ليس بالعراق فحسب، يلاقي موظفيها اجرا يتقاضوه مقابل عملهم قد يتباين مقدار المرتب بحسب الوظيفة و قدرة الشخص، عانت التعينات في عراق الحاضرة وبلد سومر واشور منذ عام 2003 من شحة الوظائف المتوفرة لطلبة الخريجين بصورة بشعة، قد يعود السبب في ذلك لزخم حاملي الشهادات وتوجه غالبية الشعب لاكمال تعليمهم، فقد حرموا الاغلب منهم من فرصة التعليم ايان الحكم الصدامي لسوء الوضع المعيشي وترديه، فترك البعض مدارسهم والتحقوا بسلك السوق الحر لتوفير لقمة عيش لهم ولعوائلهم.

(شر البرية مايضحك) يشاع هذا القول بين شعبنا العراقي لدرجة اصبح تغيره شي واجب فنقول ( شر العراق مايضحك) ان توفير فرص عمل هو شي غير عقلاني قد يعجر عن تفسيره رواد التصوف والفلسفة امثال "عين القضاة" والتبريزي فاين منهم لايجد تعليلا واضحا لهذا العمل الذي اطلقه مجلس الوزراء قبل فترة ونحن على علم، ان غالبية القرارات الصادرة من الوزارة هي بموافقة معالي وزير التعليم العالي والبحث العملي وكذلك السيد رئيس الوزراء، ساحدثكم بما هو ادهى من هذا، فهناك بعض الخريجي يبحثون عمن يسهل لهم قبولهم في مثل هذا الوظيفة، على امل ان تتغير بتغير الزمن وتتحول ل"محاضر مع اجر" في اجل غير مسمى.

مايزيد الطين بلة في بلد العجائب عدة امور اهما تسلط الاحزاب الحاكمة واحتكارها للتوظيف والتعين في اغلب الوزارات لا بل جميعها، جعل ممن احتفظوا بوطنيتهم واستقلالية انتمائهم يعانون الامرين في امكانية توفر فرصة عمل لهم في القطاع الحكومي، وهناك من امسك زمام الامور في التعيينات واخذ يضع المبالغ الخيالية للحصول على وظيفة براتب قد يحتاج المتوظف فيها الى عدة سنوات لسد هذه المبالغ.

لكل داء دواء كما سمعنا، وان الخروج من هذه الازمة لا تحمل عدة خيارات سوى خيار واحد فقط، هي التحرك من دائرة السكون والتخبط بالوعود الكاذبة، والتملص من المسؤولية والاتكال على الغير، وانتظار المنقذ " سوبر تعين مان" وهو يحلق في سماء الخريجين العاطلين عن العمل، مزيح هذه الغمة عن هذا الامة! كأن الشاعر "محمود البارودي" قد نعى هذا الشريحة منذ قديم قدم بقوله؛ كذي جرب يلتذ بالحك جلده يرى الضيم يغشاه فيلتذ وقعه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امجد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/24



كتابة تعليق لموضوع : شيش عوازة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net