قصةٌ واقعيةٌ من مؤسسةِ العين: عمّتي هيَ والدتي والسيدُ السيستاني هو والدي.
مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية
مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية
عائلةٌ بسيطةٌ عاشَتْ في مِنطَقةٍ مُختَلَطَةِ السُّكانِ في أطرافِ محافظةِ بغداد، في يومٍ مَّا في عامِ 2006 عادَ والدُهُمْ مِنْ زيارةِ الإمامِ الحسينِ (عليهِ السلام) فكانَ ذلكَ جُرْمَاً بِنَظَرِ الإرهابيينَ يَستَحِقُّ عليهِ قطعَ رأسِهِ و رَمْيَ جثتِهِ في مستنقعِ مياه، وبعدَ ما فعلَ الإرهابيونَ ذلكَ اضطَرَّت العائلةُ إلى مغادرةِ المِنطقةِ نتيجةَ الضغوطاتِ التي مارَسَها الإرهابيونَ عليهِم، فتهجَّرتِ العائلةُ إلى محافظةٍ في جنوبِ العراق، وبعدَ انتهاءِ تلكَ الفترةِ المظلمةِ -وبالتحديدِ في عامِ 2013- عادَت العائلةُ إلى منزِلِهِا لتتخلَّص من وضعِ النزوحِ وعدمِ الاستقرارِ، ولكنْ لَّم تكن تعلم بِأنَّ القدرَ سيفعلُ فِعلَتَهُ بِهِا، فقدْ فوجِئَتِ العائلةُ عندَ صباحِ يومٍ مَّا بأنْ يَهْجَمَ عليهِا شِرْذِمَةٌ منَ الإرهابيينَ فعَمَدوا على قتلِ كلِّ من كانَ في المنزلِ حتى الطفلِ الذي كانَ في جوفِ أمِّهِ بعدَ أنْ قتلوها وعَقَرُوا بَطنَها لإخراجِ الجنينِ منها، ولم يكنْ هنالكَ سبباً إلا انتماؤهمُ الطائفي، فراحَ ضحيةَ ذلكَ رجُلان من العائلةِ وزيجاتهُمُا وأبناؤهُما -إلا من نَجَا منَ الأطفالِ بأعجوبةٍ- وخالُهُم الذي ساقَهُ القدرَ ليَحِلَّ ضيفاً عليهِم في ذلكَ اليومِ فتَشْمَلُهُ تلكَ المصيبة، ونجتْ منَ الحادثةِ أختُ الشهيدينِ بعدَ أنِ استَطاعَتْ أنْ تُخْفِيَ نفسَهَا في خِزانَةِ الملابس، وكذلكَ نَجا بعضُ أولادِ أخيها الأكبرِ الذينَ أخفَتْهُمْ أمُّهُم في غرفَتِهَا وتصدَّتْ هي للذبحِ حتى لا يُفَتِّشُوا الغرفةَ فيَجِدُوا صغارَها، وكذلكَ نَجَا احدُ أطفالِ أخيها الآخر الذي احْتَضَنَهُ والِدُهُ فصارَ الرَّصاصُ في جسمِ الأبِ إلّا ما نفذَ من جِسْمِهِ وصارَ بالطفلِ الصغير، ولم يكتفِ الإرهابيونَ بذلكَ، وإنَّما عَمَدُوا على تفخيخِ المنزِلِ وتفجيرِهِ، لكن استطاعتْ عمَّةُ اليتامى إخراجَ منْ بَقِيَ حَيَّاً منَ الأطفالِ قبلَ أنْ يَتِمَّ التفجيرُ.
هذهِ العائلةُ تمَّ التكفُلُ بِها منْ قبل مؤسسةِ العينِ للرعايةِ الاجتماعيةِ، ولمْ تَدَّخِرِ المؤسسةُ شيئاً تستطيعُ أنْ تُقَدِّمَهُ إلّا وقَدَّمَتْهُ لهذهِ العائلةِ، وقبلَ عدةِ أيامٍ تمَّ تسفيرُ اليتيمِ الذي احتَضَنَهُ والدُهُ واختَرَقَتِ الرصاصاتُ كِلْيَتَهُ ومثانَتَهُ، ليتِلقى علاجُهُ خارجَ العراقِ حتى يستطيعَ تصريفَ إدرارِهِ بشكلٍ طبيعيٍ، والطفلُ يقولُ لمنْ يسألُهُ عنْ والديْهِ "إنَّ أبي وأمي الآنَ في الجنةِ، ولكنْ بالوقتِ الحالي عمَّتي هيَ والدتِي، والسيدُ السيستاني هوَ والدي".
لقدْ كانتْ هذهِ الجريمةُ دليلاً على وحشيةِ الإرهابيينَ التكفيريين، ولعل المتأمِّلَ في هذهِ المسألةِ سيَستشرِفُ حالَنا جميعاً لوِ استَمَرَّتْ عصاباتُ داعش بالزحفِ نحوَ بغداد وباقي المحافظات، فإنّ المصيرَ المتوقَّع لكلِ عائلةٍ هوَ المصير ذاته الذي واجَه تلكَ العائلةِ المنكوبة، بلْ لعلَّهُ أكثرُ منْ ذلكَ، فالموتُ أهونُ منْ اسرِ النساءِ والأطفالِ وتجنيدِهِم لصالحِ الإرهابيينَ من أصحابِ الجنسياتِ المختلفةِ وغيرِهِم، ومنْ يستوعِبُ ذلكَ يشكُر اللهَ على نعمَةِ تلكَ الفتوى التي صَدَرَتْ منَ المرجعيةِ العليا، وكانتْ هيَ السدَّ المنيعِ الذي أوقفَ ذلكَ السيلِ العارِمِ بعدَ اجتياحِهِ الموصلَ وغيرِهَا منَ المُدُنِ والمحافظات.
تاريخ النشر 2015-11-25
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat