صفحة الكاتب : مصطفى محمد الاسدي

العتبات المقدسة في العراق منارة العمران والحداثة
مصطفى محمد الاسدي

 «من المُعيب أن يصاب الإنسان بالخواء حتى في تفكيره ويساهم في خلقِ خلخلاتٍ ولائية تصل إلى عقيدته»؛ من منا لم يرى ويستشعر مدى الدمار والمعاناة الذي كان يصيب مراقد الأئمة الأطهار في العراق في زمن المقبور؟، هل لعاقلٍ أن يقارن ما بين تلك المرحلة وهذه! وهل لهذه الفترة القصيرة أن تساهم في تعمير المراقد لدرجة أن تصنف عالميًا بالعمارة الإسلامية، وهل يحق لاحدٍ غيرنا ان يفتخر بمثل هكذا انجازات تدخل السرور على قلوب الموالين في كل العالم؟ لو أن فاسدًا تمكن من أن يصل إلى قيادة أو مركز مسؤولية في العتبات المقدسة وبقيت على حالها إلى هذه اللحظة، هل سنتساءل أين تذهب الميزانية المخصصة؟ وأين الإعمار في المراقد المقدسة؟ هل نحن شعب ينتقد الحق ويترك الباطل؟ اليوم وصلت العتبات لمرحلة الاكتمال العمراني وبشهادات دولية فاقت بها كل العمران الإسلامي، حتى راحت الإدارة الناجحة إلى خلق مشاريع لم تخلق في العراق على يد حكوماته المتعاقبة، العاقل وحدة سيعرف ان هذا النجاح لا ينسب الى إدارة فاسدة بل إلى إدارة واعية خلقت من اللا شيء روضة من رياض الجنة؛ الأكثر من هذا ان هناك دول شاركت بكل فخر واعتزاز في عمران هذه المراقد المقدسة ومنها دولة إيران والتي ساهمت مساهمة فعالة في دعم العتبات المقدسة وسط صخب وحديث الكثير من العراقيين غير اللائق بمقام أهل البيت عليهم السلام في العراق، رغم أن أغلب النجاح والازدهار الذي نال المراقد جاء من تبرعات وعطايا المؤمنين الذي استشعروا قدسية وأهمية هذه الأماكن، ولكنَ الآخر نجح في خلخلت عمق الإيمان النابع في قلوب بعض الشيعة بعد عام ٢٠٠٣ والانتقالة المهمة. حتى راح البعض ينهال على مقام وقدسية أصحاب المراقد ظنًا منهم أن التطور العمراني والخدمي الذي وصلت إليه العتبات المقدسة جاء من فسادٍ أو سرقة!، وهو من الأمور غير المعقولة والتي لا تناسب أي مؤمن شيعي أن تخرج منه هكذا ادعاءات وترهات في ظل الأزمات الحقيقية التي يعيشها المسؤولين في الحكومة، تاركين خلفهم كل الدمار الذي أنتجه فساد الحكومات المتعاقبة في البلد ليصبوا جام غضبهم على مرقدٍ مقدس يعتبر ازدهاره فخرًا للاحرار في العالم أجمع.

 

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى محمد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/27



كتابة تعليق لموضوع : العتبات المقدسة في العراق منارة العمران والحداثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net