انسحاب العراقية والأمريكان .. مكسب للعراق
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غفار عفراوي
![](images/warning.png)
ليس المقصود من عنوان المقال هو التهجم على القائمة العراقية كما يتصور البعض، كما أنني لست محرضا على قادتها الذين ثبت تورطهم أو الذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا. إنما أحاول أن أوضح المكاسب التي سيجنيها الشعب العراق والدولة ككل في حال انسحاب القائمة العراقية من الحكومة واختيارها صف المعارضة الوطنية المراقبة لأداء الحكومة بكافة وزراءها والذين لا تربطها بهم أية علاقة صداقة أو صفقة تجارية أو مذهب أو عشيرة سوى علاقة المراقب الوطني والحريص على شعبه ومصلحة وطنه.
إن الشد والجذب بين الكتل السياسية عموما وبين العراقية ودولة القانون بشكل خاص هو خير دليل على أن بقاء الأمر على حاله معلقا لا ينفع كلا الكتلتين كما انه يضر بالدولة العراقية ويمنعها من الوصول إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف المنشودة في الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي. إن الدول المتحضرة والشعوب المتطلعة يجب أن يكون لديها حكومة ومعارضة وهذا ما نشاهده في اغلب دول العالم التي تنتهج نظام الحكم الديمقراطي ولم نسمع سابقا بمصطلح حكومة التوافقات السياسية أو حكومات الشراكة إلا في الدول الغير مستقرة أو التي تنعدم فيها الثقة بين الأحزاب الحاكمة أو التي فازت بمقاعد قليلة في الانتخابات.
أتصور أن الخطأ الذي سارت عليه العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام البعثي هو التوافق وإشراك الجميع في الحكم حتى الكتل والأحزاب التي نشأت وولدت بأنفاس وأموال بعثية من داخل وخارج العراق وهو أمر لا لبس فيه أو نقاش. وان الوقت قد حان لتصحيح ذلك الخطأ وهو تطبيق نظام حكم الأغلبية المعمول به عالميا لكي تكون الحكومة مسؤولة مسؤولية تامة عن كل شيء كتقديم الخدمات وتحقيق الأمن الداخلي والخارجي وانجاز المشاريع والتنمية والتوعية وغيرها من أمور الدولة المهمة. وستكون المعارضة بالمرصاد للحكومة لان التوافق سوف يكون غير موجودا والمحاباة والحزبية والطائفية والعرقية ستنتهي ويكون المواطن على بينة من أمره لا تأخذه التصريحات يمينا وشمالا كما حدث ويحدث الآن.
أتمنى على القائمة العراقية أن تكون جادة هذه المرة بانسحابها ولا يكون الأمر جس نبض أو ضغط سياسي كما في السابق كما أتمنى على التحالف الوطني أن يبدأ بمراجعة سياسة الحكومة بعد انسحاب العراقية لأنها ستكون مشكلة من التحالف حصرا إضافة إلى الكردستاني الذي لن يكون بيضة القبان ولن يستطيع اللعب على الحبلين حينها لان الأغلبية متوفرة في مجلس الوزراء والقرار سيكون ملزما وليس لعبة بيد الكتل أو رؤساءها أوحسب أمزجة الكتل المرتبطة بدول خارجية كانت ولا زالت تحاول إسقاط العملية السياسية برمتها وإعادة نظام الحكم الديكتاتوري مجددا.
انسحاب القوات الأمريكية وانسحاب القائمة العراقية فاتحة خير للدولة العراقية أتمنى ان يتم استثماره بأفضل شكل لأنه فرصة سانحة لبناء عراق جديد خال من الاحتلال والإرهاب والبعث.
كاتب عراقي
Afrawi70@yahoo.com
18-12-2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat