الإعلام بين الحياد والإثارة
احمد الشيحاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد الشيحاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدايةً نتحدث عن الحياد الذي ينقسم الى قسمين الأول الإيجابي الذي يعني عدم الانحياز الى طرفٍ ضد الآخر مع الاستقرارية في القرار والثاني هو بطبيعة الحال السلبي الناجم عن الضعف وقلة الحيلة والذي يسعى أصحابه الى تجنب أنفسهم المشكلات كما يعتقدون ذلك
ولكن في مجال الإعلام يمكن أن يكون هناك حياد لايهمّل المصالح الوطنية العليا ولامجموعة القيّم والسلوكيات التي توافقت عليها الجماعة الوطنية ولايهمّل الأهداف والمقاصد الرئيسية للعمل الإعلامي وهذا النوع من الحياد مُرتبط بالموضوعية باعتبارها إحدى أهم القيّم في العمل الإعلامي
وهنالك من يرى الحياد مجرد خرافة وقد أن الأوان ليصبح القائلون بها أكثر واقعية وأن يعترفوا بأنها شيء لاوجود له إلا في أذهانهم فقط
ويرى الكاتب والصحفي المصري (الاستاذ صلاح حافظ في هذا الشأن )
لايُمكننا الحديث عن الحياد والموضوعية والتوازن في العمل الصحفي والاعلامي في غياب الحرية الحقيقية وليست الحرية الشكلية .
ولو أخذنا كل الأخبار والمعلومات المدققة والمقالات والتحليلات التي تحمل اسماء كاتبيها لها مقياس آخر يميل غالباً نحو الانحياز بِحكم افكار وانتماءات كل كاتب واجتهادات كل مُفكر وهناك فريق يرى أنه اذا كان الحياد خرافة فإن الموضوعية هدف صحفي يمكن تحقيقه والصحفي يمكن ان يكون موضوعياً إذا أراد وسعى من اجل ذلك وان لم يصل الى الشكل الدقيق للموضوعية الذي تحدث عنه اصحاب الاتجاه الأول فانه يستطيع الوصول الى درجة من الموضوعية ومنها الإحاطة الكافية واللازمة بالموضوع الذي يتصدى لمعالجته ومراعاة الدقة والإنصاف والتوازن ووضوح الرسالة والشمول وعدم إهمال السياق
إما الإثارة فهي نوع من الانحياز التحريري في الاعلام الذي يتم فيه المبالغة في احداث اثارة للاحداث والمواضيع في القصص والمقاطع الإخبارية لزيادة عدد المشاهدين أو القراء وهنا تختلط الوقائع بالعواطف ويتحول الإعلام من وصف الحقيقة الى إثارة المشاعر والإثارة تجلب المزيد من الجماهير مما يدفع البعض اتخاذ سبيل اثارة المشاعر وعواطف الجمهور لتحقيق غايته الإعلامية مما يفهم لدى البعض إن الحياد يفقد الموضوع قدرته على الإثارة وضعف الإثارة يفقد الموضوع جزاً من جماهيريته
ومثال عن صدور صحيفة معينة وعند الإعلان عنها بأنها تصدر او تصف نفسها عند الظهور بأنها صحيفة يومية او أسبوعية او شهرية بل انها تصدر عند الحاجة وهنا عند الحاجة هي صفة كافية لأن تقلل الصحيفة من اعتمادها على استخدام عنصر الإثارة في سرد الأخبار عكس الصحيفة التي تصدر بشكل منتظم الذي يعتمد الإثارة لضمان وجود العدد الكافي من القراء مثلاً الخبر الذي يُذكر اليوم لأول مره تُنشر توابعه في الغد ويبذل الجهد اللازم للاحتفاظ بالقراء من يوم لأخر ومن شهر لشهر
إن وسائل الإعلام اليوم تلعب بعواطفنا اكثر مما تزيد من معلوماتنا وقد اكتشف السياسيون هذه القدرة الفائقة لوسائل الإعلام على التأثير في عواطف الناس مما دعاهم لاستخدامها في تشكيل الرأي العام وكسب الأنصار ودحر الخصوم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat