المهندس كمال الفضلي مدير دائرة الوقف الشيعي في النجف الأشرف لـ (صحيفة النجف عاصمة الثقافة الاسلامية عام 2012): خطتنا إعمار الوقفيات كافة حاوره :أمجد الأعرجي
النجف الاشرف عاصمة الثقافة الاسلامية
النجف الاشرف عاصمة الثقافة الاسلامية
تشهد النجف الأشرف هذه الأيام نشاطاً دؤوباً وعلى مُختلف الأصعدة والمستويات، خصوصاً في مجال الإعمار وإعادة تأهيل المراقد والمساجد والحسينيات والمشاهد المقدسة التي تزدهي بها مدن المحافظة.
ويتولى ديوان الوقف الشيعي إنجاز هذه المهمة الكبيرة، تحدو العاملين فيه روح الاستعداد والتهيؤ لإحياء مناسبة اختيار النجف عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012م.
وللوقوف عن قرب على ما قامت وتقوم به مُديرية الوقف الشيعي، كان لنا هذا الحوار مع مُدير الدائرة المهندس كمال الفضلي.
* كيف تصفون لنا وللقراء عمل مُديرية الوقف الشيعي في المحافظة؟
ـ الدائرة تتكوّن من عدّة شُعب، منها الهندسية والقانونية وإدارة الموارد البشرية للمؤسّسات الإسلامية والخيرية، الموقوفات والإعلام، الحسابات والتدقيق، وهي كذلك من الدوائر التي تُقدّم خدماتها لمحافظة النجف الأشرف ولأبنائها بشكل كبير دون أن ندخر جهدا واصلين الليل بالنهار، وعملنا مُستمر حتى أيام العُطل من أجل تحقيق الهدف، وكثير من المشاريع استطعنا أن نُحقّقها مع استحداث الكثير من التغييرات .. وهذا هو واجبنا تجاه المدينة.
* هل نستطيع أن نقرأ في إستراتيجية العمل في ديوان الوقف الشيعي بصورة عامة اهتماما استثنائياً بالنجف الأشرف؟
ـ نحن ننطلق استنادا إلى توجيهات رئيس الديوان سماحة السيّد صالح الحيدري وكذلك بدعم من قبل السيّد مُحافظ النجف الأشرف السيد عدنان الزُرفي ورئيس مجلس المحافظة سماحة الشيخ فائد الشمري وسماحة الشيخ رئيس الأوقاف، وهُناك نظرة طيبة تجاه الديوان، وكُلنا نعرف بأن النجف الأشرف هي من أهم المدن الإسلامية ولها خصوصية خاصة لدى جميع المسلمين في العالم وهي من المدارس الإسلامية الأولى، ومن المعاهد الأولى التي دَرَست العلوم والمعارف الإسلامية مُنذُ مئات السنين، وأيضاً تُعتَبر من أقدم المعاهد العلمية في العالم على المستوى العلمي، كما سبقت غيرها في التنظيم والعلم حيث تمنح وتُنظّم كبار العُلماء في العالم مُنذُ قديم الزمان ومازالت، بالإضافة إلى كوننا نراها ذات تُراب مُقدّس حيث شكّلت ذرّاتها أجساد عُلمائها وهي مدرسة ومعهد آبائنا وأجدادنا، لذلك نحمل لها الكثير من الاحترام والتقدير، فالذي ينظُر إلى المدينة القديمة من حيث تصميمها ويدرُسه فإنهُ يرى سيادة العلوم الإسلامية وتدريسها، كما يرى المساجد والحسينيات والمدارس الكبيرة، وهذا ما يزيد أبناءها فخراً واعتزازا لما لها من دور علمي كبير ولما تحويه من الكنوز الأثرية الثمينة.
إن النجف مدينة شكلتها الموقوفات ففيها مرقد الإمام علي (ع) ومقبرة وادي السلام ومسجد الكوفة، وجميعها وقفيات، وهو ما ألقى على عاتق المديرية مسؤولية خاصة للاهتمام بها وجرد الكثير من الموقوفات ودراسة الجانب العُمراني لها، وقد تم إعمار قسم منها وإعادة بناء قسم آخر، وكُنا مُلزمين من الناحية الآثارية في إدخال العناصر المعمارية الإسلامية في عملنا، والتي تميّزت بها العمارة الإسلامية في العراق وفي النجف بصورة خاصة، وبذلنا الكثير من الأموال والجهود حيث عمرت مئات الوقفيات وأُهّلت بشكل لائق، وعملنا مُستمر لإكمال ما تبقى.
* ما هي أبرز المشاريع التي باشرتُم بها للنهوض بمناسبة عام 2012؟
ـ جميع المشاريع مُهمّة ولا يوجد في اعتقادي مشروع غير مُهم لدائرتنا، حيث وضعنا خطة لإعمار كافة الوقفيات في المدينة القديمة ومن ثُم الانطلاق إلى ما تبقى منها، وباشرنا بذلك والكثير منها أُهّل في المدينة وانطلقنا إلى الأحياء والقُرى والأقضية والنواحي، حيث تم نشر المساجد لما لها من أهمية في حياة المسلمين، فمنذ بداية نزول الرسالة كان العُنصُر المهم في المدن الإسلامية هو المسجد، حيث كان يبنى ثُم تُبنى المدينة حوله، وهو يضُم كثيراً من الفعاليات الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
* ما هو تقييمكُم لواقع المساجد والحسينيات الآن؟ وهل هُناك فارق يُمكن مُلاحظته الآن بالمقارنة مع العهد المباد؟
ـ أهم النُقاط التي لاحظناها من خلال تتبع مُجريات الأمور والسجلات الموثقة فيها هو أن الذي حارب النجف في الأيام السابقة وجد لهُ طريقاً للإضرار بهذه الموقوفات ، فتعمّد إهمالها وعدم السماح لأي جهة بإعادة ترميمها أو تأهيلها وجعلها خرائبَ، والقسم الآخر قام ببيعه في المزاد العلني، كما كان لا يسمح لأي جامع أو حُسينيّة لسُكان المدينة ولعشرات السنين من خلال عدم منح موافقة أو إجازة، وهذا موثّق وثابت في سجلات المديرية، نحنُ على العكس حاولنا تعويض المدينة بعد الإهمال المتعمّد وأعمالنا واضحة للعيان حيث أن المحافظة تستحق المزيد من الاهتمام ونحن سائرون على هذا الطريق وهذا المنهج.
* المراقد الشريفة لمُسلم بن عقيل (ع) وهاني بن عروة (رض) والتابعي ميثم التمار (رض) والمختار الثقفي (رض) في الكوفة المقدسة، هل كان لإعمارها علاقة بمناسبة اختيار النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية؟
ـ نعم بالتأكيد .. فالأموال التي سوف تُصرف على المراقد التي ذكرتها هي من تخصيصات الأوقاف، ومن ضمن التخصيصات العامة لمشروع النجف الأشرف عاصمة الثقافة الإسلامية ، كما قام الديوان بإعداد المخططات وجداول الكميات، وقامت المحافظة بإعلانها حيث أن هذا المشروع يُدار مُباشرة من قبل مُحافظتنا ومن خلال مجلس الإعمار.
* ما هو دور الوقف الشيعي في مشروع العاصمة الثقافية عام 2012؟
ـ نشترك في كثير من اللّجان وفي اللجنة المركزية التي شُكّلت لهذا الغرض، وهُنالك اهتمام كبير من قبل المحافظة ومن قبل رئيس الديوان لكُل أعمالنا وفعالياتنا لإنجاح الاحتفاء بهذه المناسبة. * ماذا عن المدارس التابعة لكُم؟ وما الذي تُقدّمهُ للمُحافظة؟ ـ جُزء من الخدمات التي يُقدّمها الوقف الشيعي لسُكّان المدينة هو التعليم الديني المتمثل بالمدارس التي تم فتحها بالاتفاق مع وزارة التربية باعتبارها أكاديمية، ما عدا مناهج مادة التأريخ والتربية الإسلامية تكون خاصة ومُعدّة من قبل ديوان الوقف الشيعي، وقد تميزت مدارسنا في المحافظة وكان لها تسلسلات ونسب نجاح عالية جداً نفتخر بها ونحن مُصممون على بذل جهد أكبر في هذا المجال، وكذلك النتائج نتوقع أن تكون أكبر في المستقبل.
* ما قصة المجمعات السكنية الوقفية التي أُنشأت من قبلكُم؟ ومن هم المشمولون فيها؟ ولماذا لم تُسكن لحد الآن؟
ـ الأعمال الخيرية هي جزء من عملنا، وهُنالك مُجمّعات سكنية للأيتام والجهة المتبرعة لبناء قسم منها هي دولة الكويت وأُنجز ذلك القسم، وهُنالك مُجمّعات أخرى يقوم الوقف ببنائها وإكمالها وهي على عدة مراحل وفق خُطّتنا، وقد أكمل أكثر من 95 في المئة من مراحلها، أما سبب عدم توزيعها فهو عدم اكتمال الخدمات العامة لها، وقد وعدتنا الدوائر المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة في هذا الصدد ولكن لم تُنفّذ لحد الآن، ونحنُ نعد لإكمال خدماتها لكي يتم توزيعها على المستحقين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat