إيهٍ يبن أبي طالب...
يا نفس الرسول!
وزوج الطهر البتول!
يا أملًا عانق الفقراء وعشعش في أرواحهم المنهكة…
يا تنهيدة اليتامى الواقفة على باب دارك
يا لهفة أقداح اللبن بأيديهم
يا انحناءة الأفق الحزين ساعة السحر
يا شجن المسجد وترنيمة المحراب الحزين
الذي اعتاد صلاتك ودعواتك الصادقة فيه
والذي كان شاهدًا على تهـّجدك وخضوعك لله
كان المحراب يستلذ بلذيذ مناجاتك للخالق
ويطيب لسماع صوتك المشرق وهو يترنم بالقرآن
وكان يرى عن قرب دموع خشيتك من الله
يا شوق المحراب لعودتك الروحانية إلى ساحته بعد أن تبرئ من ضربة ذلك اللعين
يا شهقة حزن زينب ودموع الحسن واسترجاع الحسين
هذه دموع المحراب تمتزج مع دموعهم
وآهاته تتحرق مع آهاتهم
وجرحه الذي يحاكي جرح هامتك
يا نشيج عمامتك التي كانتْ تلتوي على رأسك الطاهر وتحتضنه بقوة لتحميه من سم سيف المرادي
ولكن عبثًا ضاعت محاولاتها، فلقد تمزّقتْ أذرعها الحانية وانفلقتْ مع انفلاق رأسك إلى نصفين وتسمّمتْ لتغلغل السم فيه...
بكتْ العمامة وناحت خيوطها وذرفت دموعها التي امتزجت مع دماء رأسك الشريف شوقًا لاحتضانه مجددًا
وبين شوق المحراب ودموع العمامة قطع النداء السماوي:
(تهدمت والله أركان الهدى، وانفصمت العروة الوثقى)
تلك الآمال باللقاء مرة أخرى مع الولي إلى آلام لا تنتهي وستبقى نارًا مستعرة في النفوس حتى قيام القائم من آل محمد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat