تاريخُ الصحافة العربية
يوسف الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم تدخل المطابع إلى الوطن العربي إلا بعد مضي أكثر من (280 سنة) على اكتشاف أسلوب الطباعة بالحروف المتفرقة في أوربا، ويعد (فان جو تنبرغ) هو الذي اخترع الطباعة بالحروف المتفرقة، والتوراة هي أول كتاب طبعه في مطبعته عام 1450م. وقد ظفر (جو تنبرغ) بلقب من ألقاب الشرف على اختراعه هذا. وفي مدينة (منتز) الألمانية توفي أبو الطباعة الحديثة عام 1468م. وأول مطبعة عربية، هي التي جلبها أحد (البطاركة) في أوائل القرن الثامن عشر، حيث طبعت أول كتاب هو (المزامير) عام 1706م، ولكنها توقفت عن العمل بعد طبع عشرة كتب، بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة على ما يبدو وكانت في بيروت. 
أما أول صحيفة عربية ظهرت في العالم فهي صحيفة (التنبيه)، وكانت تحتوي على أربعة أبواب من بينها أخبار أوربا وآسيا، ومختلف أساليب الفنون والأدب والعلوم التي كانت في أخبارها آنذاك، وذلك في 26/11/1800م على يد نابليون بونابرت في القاهرة. أما (الوقائع المصرية) هي أقدم الصحف المصرية التي ما زالت تصدر حتى اليوم منذ تاريخ تأسيسها في عام 1828م في عهد محمد علي باشا، وفي مطلع عهدها تولى نخبة من كبار الكتاب رئاسة تحريرها، أمثال رفاعة الطهطاوي، وأحمد فارس الشدياق، والشيخ محمد عبده... وهي اليوم الجريدة الرسمية لجمهورية مصر العربية. وهنالك في مصر جريدة يومية يقل عمرها عن عمر (الوقائع المصرية) حوالي خمسين سنة، هي (الأهرام). كذلك تطورت وانتشرت الطباعة في الوطن العربي في لبنان وسوريا والعراق مثل جريدة (الوزراء) التي أصبح عمرها أكثر من مائة عام. 
وأدخل السلطان العثماني (مدحت باشا) في العراق مطبعة تنشد أخبار العراق وتركيا والعالم، وكذلك فعل السلطان (عبد الحميد) في حلب، وأسس أول مطبعة في سوريا. أما في السعودية فقد تطورت الصحافة مع تطور العهود التي تعاقبت على البلاد، فكانت أول جريدة ظهرت عام 1908م أيام العهد العثماني، وكانت تصدر من مكة المكرمة وتحمل اسم (الحجاز). وفي عهد الهاشمي ظهرت أربع صحف أي في سنة 1920م. وفي عهد آل سعود الحالي مرت الصحافة بثلاث مراحل من صحافة الأفراد التي زاد عددها حتى بلغ (40صحيفة)، مما أوجب الانتقال إلى المرحلة الثانية عام 1959م، وهي مرحلة إدماج الصحف لتصدر في كل مدينة صحيفة واحدة قوية، وفي عام 1963م أمرت الحكومة السعودية أن يقتصر حق إصدار الصحف على مؤسسات صحفية أهلية، عدا بعض المجلات الأدبية التي استثنيت من نظام المؤسسات، فكانت صحف عديدة تصدر في السعودية منها: العلم والجزيرة والحوادث والمجاهد والدعوة وعكاظ واليمامة والرياض والمدينة والندوة.

الموضوع السابق تأثيراتُ بلاد الرافدين في الحضارة اليونانية  (فـي الكتابة واللغة)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat