صفحة الكاتب : سهام الجبوري

ازدواجية المعايير في حياتنا اليومية
سهام الجبوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نقيضان لا يجتمعان في الأصل، إلا أنهما قد اجتمعا في واقعنا لظروف شتى، قد تكون غامضة.
كثير منا يعيش مع نفسه سياسة الكاريزما المغشوشة، أو القناع المزيف، سياسة الوزن بميزانين، والكيل بمكيالين، نتعامل بوجهين مختلفين.
نجامل على حساب الحق، نخفي شيئًا، ونعلن آخر.
أقوالنا مخالفة لأفعالنا وفطرتنا، نعامل الناس بطريقة لا نحب أن يعاملونا بها. نفقد الشفافية والصراحة مع أنفسنا والآخرين. نعشق المجاملة والكتمان والتخبط والتفريط، ونبتعد عن منهج التطبيق لأسباب شتى، قد تكون حياءً وخجلًا من الواقع الذي نعيشه، أو حفاظًا على الوجاهة الاجتماعية بين الناس أو رضاهم.
وقد تكون رياءً أو تفاخرًا وتباهيًا، وهذا الشيء قد أصبح جزءًا من سلوكنا اليومي، نقوم به دون تأنيب ضمير، أو شعور بذنب.
مثل ذلك الرجل الذي يعامل ابنه غير معاملة ابنته، يعطيه حجمًا وقيمة أكبر؛ كونه هو الأولى السائد في مجتمعنا.
أو تلك المرأة التي تعامل ابنتها غير معاملة زوجة ابنها، وتفضلها عليها.
أو ذلك الرجل الذي يريد شراء قماش، فيكيله بشكل منحنٍ، أما اذا باعه فهو يشده حتى يتمزق.
وكثيرة هي الأمثلة الذميمة المتناقضة التي من اتصف بها غوى وهوى، وفقد قيمته ومصداقيته، ولم يبقَ إلا الشيطان يتلقفه، وسقط من عين الله، ولئن سقط من السماء الى الأرض أهون من أن يسقط من عين الله.
فالله تعالى برمجنا على كمال أمرنا به، أمرنا أن نكون صادقين، وأن نضعه تعالى نصب أعيننا، نرعى العهد الذي أمرنا به؛ لكي نصلح أنفسنا.
فإن تصالحنا مع أنفسنا، وفعلنا الكمال، لوجدنا أنفسنا قد استراحت راحة نفسية لو وزعت على بلاد لاكتفت بها، ولتحاشينا السقوط من عينه تعالى: «... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ». [سورة التوبة، آية: 119].


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سهام الجبوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/10


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • ازدواجية المعايير في حياتنا اليومية  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : ازدواجية المعايير في حياتنا اليومية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net