صفحة الكاتب : رشا عبد الجبار ناصر

السيدة زينب نموذج الشخصية القوية
رشا عبد الجبار ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   لا شك أن الشخصية القوية تلعب دوراً مميزاً في كل ميادين الحياة، وتؤثر في المجتمع تأثيراً كبيراً؛ لأن بوسعها تفجير كل الطاقات الكامنة، وتجعل من الفرد إنساناً مبدعاً تحركه عقيدته القوية الراسخة إلى كل عمل عظيم.

 والسيدة زينب (سلام الله عليها) مثال جلي على تلك الصفات الجليلة، فهي زينب ابنة علي وفاطمة (عليهما السلام) نشأت في بيت الوحي وترّبت في أطهر حِجر، فكانت كأمها الزهراء (عليها السلام ) في عفتها وحجابها، ومثالاً طيباً لخلقها وزهدها ومكانتها الرفيعة، وبما أن الإسلام قد كرّم المرأة وأشاد بدورها العظيم؛ لكونها نصف المجتمع، فقد ازدهر وجودها وتعددت أدوارها فبرزت الكثيرات من النساء اللواتي أبدعنَ في خدمة مجتمعاتهن على اختلاف الأصعدة، فضلاً عن الدور الذي تمارسه المرأة في البيت إن كانت زوجة أو أماً أو أختاً.
ولدت السيدة زينب (عليها السلام) في الخامس من جمادى الأولى في السنة السادسة للهجرة، تلك المرأة التي غدت رسول الحسين (عليه السلام) بعد ثورة الطف العظيمة، إعلامية الحق ضد الباطل والتي ألقمت يزيداً حجَر الهوان والهزيمة. 
السيدة زينب(سلام الله عليها) ذات الشخصية الفريدة بعد سيدة النساء (عليها السلام) وقامة عتيدة من قامات البيت المحمدي الأصيل، ولبيان مكانتها جاء في التاريخ:
 إن الإمام الحسين (عليه السلام) أوصى السيدة زينب (عليها السلام): "أختاه، لا تنسيني في نافلة الليل" كتاب (زينب الكبرى - للشيخ جعفر النقدي: ص٥٨).
عقيلة الطالبيين التي أنيطت بها مسؤولية عظيمة كمسؤولية الهجرة من مدينة جدها الأكرم (ص) مع أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العراق، في نهضته المباركة التي قدَّم فيها الحسين (عليه السلام) الغالي والنفيس لنصرة الاسلام الحنيف، إذ تحمَّلت ما لا تقدر الجبال على حمله من مهمة جسيمة ألا وهي مصائب ثورة الطف الخالدة، فكانت صابرة محتسبة في تلك الظروف العصيبة، وبكل ثقة بقضاء الله وفي سبيل رضا الله تعالى، حملت ثُقل الرسالة التي كُلِفت بها من قِبل إمام زمانها (عليه السلام)، فتَلَقَّت بعزيمة جلَّها لله تعالى هذه المسؤولية، فكانت شخصيتها الفذة أقوى من تجبرهم وضلالهم، فرجحت كفة الحق بالدم والكلمة، دماء الشهيد واهل بيته واصحابه الكرام وصرخة الحق المدوية التي لا زالت تقضُّ مضاجع الظالمين وتُرهبهم، وأثارت خطبتها في مجلس الطاغية في الشام تأليب الرأي العام وفضح المؤامرات الأموية، فكان تأثيرها كبيراً في المجتمع آنذاك، وكشفت اللثام على شخصية المسخ يزيد وتظاهره بالإسلام، فكانت خطبتها كالعاصفة التي اطاحت بدولة الافاعي تلك والتي بُنيت على قتل الأبرياء.
  كانت شجاعة السيدة زينب (عليها السلام) بعد مصرع اخيها واهل بيته و صحبه (عليهم السلام) جلية في مواقف عديدة، منها الحفاظ على النساء والأطفال، والدفاع عن ابن اخيها الإمام السجاد (عليه السلام) عندما هَمَّ ابن مرجانة (لعنه الله) بقتله في مجلس الكوفة، فانبرت له لبوة آل هاشم بكل حزم وشجاعة في قلب الموازين على زمرة الظالمين إلى الان تؤتي أكُلها في كل زمن، فضلاً على رسم صورة ناصعة للمرأة في الصبر والجهاد والحفاظ على الحجاب في أصعب الظروف والحفاظ على الصلاة الواجبة والمستحبة، وشكر الله تعالى المنعم في كل لحظة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رشا عبد الجبار ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/06



كتابة تعليق لموضوع : السيدة زينب نموذج الشخصية القوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net