شراسة المستورد..
آيات يحيى الموسوي 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يرى بعض المختصين في ثقافة الطفل شراسة المؤثر المستورد وضغوط الانبهار بثقافات قد تحجب عن أطفالنا الكثير من سبل حياتهم، مما يعرض أطفالنا للغزو الفكري الذي له القدرة على التأثير الإعلامي، بتقديم هذا الأمر نحتاج اتحاد الاسرة والمدرسة والمسجد والجهات الإعلامية والمجتمع بشكل عام والانتباه الى خطورة تأثير وسائل الاعلام على الأطفال، اذا لم توجّه بشكل صحيح.
 لمرحلة الطفولة تأثير عميق على شخصية الفرد واتجاهاته وقيمه، ويحدد سلوكهم المستقبلي، وتبرز أهمية الحاجة الى تنقية مصادر ثقافة الطفل ضد حملات مسخ الهوية الثقافية التي هي إحدى نتائج الغزو والعمل للهيمنة الفكرية والثقافية على أطفالنا.
يعتبر البعض أن الاقتباس من الغرب خطوة على طريق التقدم والرقي، ونحن نرى أنه لا بد من موجهات فكرية توازي تلك المؤثرات, ففي عصر تلاشت فيه الحدود الثقافية بين الدول وفي ظل ثورة علمية تكنولوجية مترامية الأطراف تلعب وسائل الاعلام دوراً هاماً في نفسية الأطفال مثل: التلفزيون والفديو والالكترونيات المختلفة، وتقدم الى الطفل ثقافات مختلفة وموروثات تمتلك حدين: سلبي وايجابي، وهناك وسائل أخرى كالسمعية والمقروءة والمرئية في تكوين خبرة التعلم وتكوين الاتجاهات، فدور الاعلام في تنمية ثقافة الطفل وصقل مواهبه وتنمية مداركه العقلية والعاطفية والاجتماعية؛ كونها وسيلة توجيه وترفيه ووسيلة لنقل قيم وترسيخ وغرز عادات ومعارف التلفزيون يشغل فراغ الصغار والكبار، ويقضون ساعات طويلة تؤثر على حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم، كما تصرفهم على اللعب مع اقرانهم، وتؤثر على متابعة دروسهم مع الأثر السيء لبرامج العنف والجريمة والتلفزيون بديل مؤنس للفراغ؛ نتيجة انشغال الاهل، بينما يحفل بقلة البرامج النوعية للطفل، وشيوع جانب الخيال المدمر، والعنف على حساب القيم والمثل الاجتماعية مستغلاً الانبهار بتسويق الثقافة المستوردة والتي يناقض معظمها القيم الإسلامية والعربية.
 اختلفت موازين العقل عند الأطفال، فتصبح اللامعقولية هي المعقولة؛ لأن الطفل يفتح عينيه ليرى رجلاً يطير في الهواء، وينسف الجبال نسفا يشق القمر بيديه يطلق اشعة من عينيه تفعل المعجزات ومغامرات العنف وشخصيات منفعلة، وشخصيات حيوانات ليغرق الطفل في خيالات بعيدة عن الواقع مع سوبرمان، وباتمان، وسبايدر مان، وميكي ماوس.
 قصص غريبة دون معاني تربوية موجهة، ولا تهدف الى غرس الاخلاق والقيم الصحيحة، وتبتعد قصداً عن وجود الله تعالى، فالأبطال يتحكمون في الكون من دون اله وفي مقدرات الكون، وهذه القضية تسبب تأخر الطفل الى النمو والجلوس امام التلفاز لساعات طويلة يؤدي الى انحلال صحة الجسم، وبذر الخوف والقلق، وتؤثر على حياتهم الاجتماعية، وتجعل من الطفل شخصية استهلاكية.
 الأجهزة الالكترونية هي الأكثر تأثيراً على تربية الطفل، ويفترض أن برامج الأطفال تتميز بالاهتمام بنفسية الطفل وزيادة مقدرته، وتسليط الضوء على القضايا التربوية التي تساهم على اقباله على التعليم، وما تحمله الألعاب الإلكترونية من وحشية وعنف وقتل ودماء، ويبقى امامنا الاهتمام بالإعلام المقروء: كالكتب والمجلات، فما زالت لها الفاعلية والدور الهام في تنمية ثقافة الأطفال، قصص، اشعار، مجلات، كتب، برامج مسموعة لها تأثيراتها الكبيرة ويسليه ويشعره بالمتعة، ويشغل فراغه وهواياته ويرتقي بسلوكه؛ لأنه يبث الاخلاق الفاضلة؛ لكون هذه المرحلة هي مرحلة الخصوبة والتلقي وحفر العادات والسلوكيات، وكما يقال (التعليم في الصغر كالنقش على الحجر).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


آيات يحيى الموسوي 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/11



كتابة تعليق لموضوع : شراسة المستورد..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net