القصيدة التي القيت في افتتاح مهرجان الامامة الدولي الثاني ... الخميس 27-6-2024
((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))
كان أن بدّدَ المتيهَ وقاما
وطوى الشكَّ دونهُ والظلاما
وتحدّى هواجسًا تقتلُ الفكرَ
لتبقى في غيّها إيهاما
ومضى يسألُ الوجودَ ومازالَ
يروّي في دربهِ استفهاما
هل تُرى تمّت الرسالةُ بالوحيِّ
وأرست في آيهِ الإسلاما
أم ترى ظلمةُ العقول ستبقى
باحتياجٍ الى الضياء تماما
وترى نهجَهُ يظلّ بلا رشدٍ
اذا لم يصدّ عنه السهاما
ويُعِدّ الحِجا اليه رشادًا
ويفكّ القيودَ والأوهاما
ويرى النورَ آخذًا بيديه
لطريقٍ لا يقبلُ استسلاما
إنّهُ القلبُ لم يزلْ مستضيئًا
بهداهُ ولم يزلْ مستهاما
سَكَنَتْهُ فجائعٌ من دموعٍ
وبهِ الحزنُ قد غفا وأقاما
غيرَ أنّ الأوجاعَ مهما تراءتْ
وقسى سوطُ حكمها وتعامى
سوف تسمو بحزنِها وتغنّي
وتنيرُ التاريخَ عامًا فعاما
أنتَ يا قلبُ لم تجدْ غيرَ قلبٍ
كان حِصناً على المدى وحساما
قارئًا في كتابهِ كلّ حينٍ:
جعلَ اللهُ للأنام إماما
فإذا طرتَ في فضاهُ ستنجو
واذا صنتَ عزمَه لن تُضاما
مذهبُ الحقّ والإمامةِ نهجٌ
رسمتهُ حرّيّةٌ تتنامى
لن يبالي اذا ترنّحَ قومٌ
عن هداهُ ولن يعيشَ انهزاما
من (عليٍّ) توهّجتْ لغةُ الايمان
حتّى توزّعتْ أفهاما
ومن (المجتبى) تضاعفَ حِلمٌ
وهو يختارُ حِكمةً وسلاما
(والحسين الشهيد) اضحى شعارًا
زارعًا في طريقهِ الإقداما
وعلى نابض الزمان بنوهُ
جنّةٌ تزدهي وفيضُ خزامى
…
ايّها العاشقون في كلّ ارضٍ
والموالون في المدى اعواما
قد بهرتم روح الوفاء وكنتمْ
صفوةَ الناس اذ حييتمْ كِراما
وحفظتمْ أركانَ دينٍ قويمٍ
وحميتمْ عقيدةً ونظاما
وصبرتمْ على الأذى يوم راحتْ
أزماتٌ تسوقكمْ ارغاما
ونهضتمْ والكونُ يُصغي اليكمْ
وسنا غيرِ هديكمْ ما راما
وحّدتكمْ مودّةُ الآلِ عمرًا
فحذاري بأن تعيشوا انقساما
نحنُ أدرى صفوفكمْ سامها
الحقدُ زمانًا ومزّقتْ اجساما
فتعالَوا الى ربيعٍ جميلٍ
كنتمُ الخيرَ فوقه والغَماما
فهنا قِبلةُ الحنان وفيها
نحفظُ العهدَ والمنى والغراما
مسجدٌ من وداعةٍ حضنَ الصبرَ
وفيه الولاءُ صلّى وصاما
وهنا روضةُ الإخاء وندري
قد سما عندها الجمالُ مقاما
وهنا ملتقى المودّةِ والعشقِ
ومرحا بالعاشقين القدامى
حلّلَ اللهُ عشقنا وهو اسمى
وسوى عشقِنا يظلّ حراما
…..
يا أبا الفضلِ والفضائلِ عذرًا
ان غدونا على هواكَ ندامى
فلنا في انتشائنا منكَ سحرٌ
كان في صفقة الكؤوس مُداما
وحديثٌ عن البطولة يسمو
حول معناكَ يستفزّ الأناما
عشتَ فوق الحياة جيلاً فجيلاً
وبكَ البأسُ لن يذوقَ الحِماما
كان أن اخرس المواهبَ حتى
قد تهاوت ولن تجيدَ الكلاما
والفراتُ الذي سقاكَ دموعًا
قد جرى فيك انهرًا تترامى
وانطفاءُ العيون كان انطفاءً
أم خلودًا يفجّرُ الالهاما؟
حَمَلت جثّةَ الرمال كفوفٌ
شامخاتٌ بجرحها تتسامى
…..
يا أبا الفضل والإمامةُ سرٌ
لاح من قبّة الوفاء وساما
قد رعى تاجَهُ البهيَّ ( أمينٌ)
إذ دعاه يومُ الغديرِ فقاما
عزمُهُ أوقفَ المحالَ وأضحى
دونَهُ السيرُ يتعبُ الأقداما
ليس يفنى من كان صدراً كبيرًا
وبه القلبُ ساهرٌ لن يناما
….. النجف : 23/6/ 2024م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat