صفحة الكاتب : بدر جاسم

مَن هم الذين يشترون النصر ؟
بدر جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 الحياة هي مسرح للأحداث، وسوق المقايضة، فمن يريد الانتصار عليه أن يبيع نفسه لله تعالى، وهنا يكمن الفارق الكبير بيننا نحن المسلمين، وبين اليهود، الذين يتشبثون بالحياة حتى وصفهم القران الكريم (وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ ...)
لذا الانتصار بعيد كل البعد على من يبخل بنفسه ويعشق الحياة وبين من يرهنها وقفاً لله وقتلاً في سبيله.

ما نشاهده اليوم من التهافت على إعتناق عُرى الشهادة بين اتباع مدرسة علي (عليه السلام) لن نجده في مدرسة أخرى، فكلما رحل شهيد جاء من يسد مكانه، كي تستمر المسيرة، حتى ينتصر الحق، ويزهق الباطل، الذي يعلمنا التاريخ أنه سيهُزم مهما علا وتجبر، وكذلك المستقبل يخبرنا بأنه لا مكان للظالمين فيه.

قاموسنا الجهادي الموروث من رسولنا العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام)  مُلأ  بكلمات الحزم والعزم والتوكل والايمان والصبر والمجالدة، بل لن تجد فيه كلمة خنوع أو خضوع أو يأس أو استسلام أو الركون للظالمين، فمهما كانت ضرائب الصمود، ووعورة الطريق فلن يجد اليأس طريقاً الى قلوب المجاهدين ابداً، لان النصر هو تأدية التكليف الشرعي، وبيع الأنفس لله تعالى، فبكل تأكيد ستتهاوى كل حصون الجبناء، أمام ثبات وإيمان المجاهدين.

ويقيناً كل ما زادت الظروف صعوبة على خط المقـ.ـاومة، كلما خرج علينا رجال اشاوس لا يخيفهم تهديد ولا وعيد،  هكذا أنتجت الأزمات رجال تنحني لهم الدنيا، رجال لا يهمهم أمر الموت إن وقع عليهم أو وقعوا عليه وهذا مايرعب الطغاة والمستكبرين.

الإنتصار لا يأتي فجأة، إنما هو استحقاق، نتيجة مقدمات تؤدي للانتصار، وأهمها هو ذلك الذي يسعى لرضى الله تعالى، ويكافح لزوال الظلم، ويعرض حياته للخطر، دون تراجع أو تهاون في أداء تكليفه الشرعي، فالذي يشتري النصر عليه أن يوقف حياته وقفاً دون ثمن دفاعاً عن توحيد الله وتصدياً للظالمين، أما من هو أشد الناس حرصاً على الحياة، سوف لن يصل إلى نصر، وأنما سوف يذوق الموت غصةً بعد غصة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بدر جاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/23



كتابة تعليق لموضوع : مَن هم الذين يشترون النصر ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net