رؤية إسرائيل لأعدائها وحلفائها
علي المؤمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  التقسيم الذي طرحه نتنياهو لدول المنطقة، خلال خطابه في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع الفائت، وهو يحمل خارطة الشرق الأوسط؛ يمثل رؤية اسرائيل الاستراتيجية لمحاور أعدائها وحلفائها والحياديين بينها وبين أعدائها، وهي رؤية لصيقة بالواقع، وكذلك التوصيفات التي ذكرها حيال هذه المحاور، هي أيضاً توصيفات واقعية، لا تزعج أحداً؛ فحلفاء إسرائيل يقرون بأنهم يريدون الخير للكيان الإسرائيلي، وأعدائه يقرون بأنهم يريدون الشر به، والمحايدون أيضاً، يقفون على التل كعادتهم.

  يقول نتنياهو بأن العراق وإيران ولبنان وسوريا واليمن هي الدول التي تشكل المحور الذي يريد الشر بإسرائيل، ويعمل على زوالها، وقد حدده باللون الأسود، ووصفه بأنه محور الشر الذي تقوده إيران. وهذا صحيح.

   وصحيح أيضاً ما قاله بأن أنظمة السعودية والإمارات ومصر والأردن والبحرين والسودان، والتي حددها باللون الأخضر؛ تمثل محور الخير لإسرائيل، أو محور البركة (حسب الكلمة المرادفة باللغة الانجليزية)، أي الأنظمة الحليفة لإسرائيل.

   أما المحور الثالث؛ فهو محور الحياد بين الكيان الصهيوني وأعدائه، والذي يضم باقي الدول العربية والمسلمة، بمن فيها تركيا والسلطة الفلسطينية. 

   وتجنباً لمزيد الفضائح؛ فإن وسائل الإعلام العربية عتمت بشكل كامل على هذا المقطع من الخطاب، أي الدقائق التي حمل فيها نتنياهو الخارطة، وتحدث خلالها عن محوري الأعداء (الشر) والحلفاء (الخير أو البركة) ؛ إلّا أن أغلبية المواطنين العرب، بمن فيهم مواطني الدول العربية الحليفة لإسر ائيل؛ لا تحتاج إلى مشاهدة هذا المقطع، ولا إلى عبقرية وعمق في التحليل، لتصل إلى حقيقة الرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية لخارطة تحالفاتها وخصوماتها.

   ولكن الغريب، أن تمر شعوب هذه الدول على هذا الموضوع دون أية ردود أفعال ومساءلات لأنظمتها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإقرار إسرائيل نفسها بقائمة حلفائها، وليس مجرد تقولات واتهامات تطرحها المعارضة في هذه الدول، أو يطرحها إعلام محور المقاومة، وكأن التحالف مع الكيان الصهيوني بات أمراً عادياً، وهكذا الأمر بالنسبة للامتناع عن اتخاذ أي موقف سلبي أو إيجابي تجاه إسرائيل، وكأنه يمثل وجهة نظر عربية إسلامية طبيعية.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي المؤمن

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/06



كتابة تعليق لموضوع : رؤية إسرائيل لأعدائها وحلفائها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net