صفحة الكاتب : محمد الحسن

ماذا صنع "نصر الله"..؟!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جيشٌ قوامه مليون وأكثر، مزود بترسانة حربية هي الأكبر في الشرق الأوسط، ذاب في ايام قليلة، وصار جنرالاته تحت رحمة المجندات الشقراوات!

تضاعف ذلك الجيش واضيفت له أصناف إسناد اخرى عبارة عن مليشيات مستعدة لقتال غير نظامي، فضلا عن قوات جوية ودفاع جوي ودروع وتقنيات كثيرة تمتد على كامل دولة تبلغ مساحتها ٤٥٠ الف كيلو مترا مربعا تقريبا. انتهى كل شيء وذاب الجيش، وهرب قائده الذي رسّخ حكمه على مدى اربع عقود. كل هذا حدث خلال أسبوعين فقط، فالملايين ذابت امام قوات أمريكية قليلة.

قيل حينها انّ التفوق التكنولوجي والفجوة التسليحية بين الجيشين هي التي حسمت المعركة.

نفس ذلك الجيش الذي تمكّن من العراق، ولكنّه جيش يحمل علم آخر، لم يستطع التوغل كيلو متر واحد في لبنان الذي تبلغ مساحته عشرة آلاف كيلو متر مربع ونصف تقريبا، وليس كل لبنان؛ انما جزء منه، وليس جيش لبنان انما حزب فيه!

في الاولى هرب الرئيس ونجيله، وهم من يقود الجيوش المليونية؛ بينما في الثانية استشهد نجل القائد وهو يقاتل واستشهد القائد وهو يقود المعارك.

في الاولى حدث الانهيار، وفي الثانية قوي البناء.

ظنّ كثيرون أنّ الكيان سيجتاح لبنان خلال ساعات بعد رحيل القائد، لا سيما انّهم فعلوها في سنة ١٩٨٢ حيث وصلت قواتهم إلى بيروت خلال ساعات قليلة، واليوم تعجز تلك القوات المدعومة بغطاء جوي دولي وإسناد عربي. التضاريس هي لم تتغيّر، والكيان تطور آلاف المرات، بيد أنّ المتغير الذي كسر القوالب وازاح الانطباعات عن الأذهان؛ هو صاحب العّمة السوداء المنحدر نسبا من علي. صنع قادة ثقال تلتصق اقدامهم بالأرض كما الأرز. مؤمنون بوطن وقضية وتاريخ، لن تجعلوا الليطاني امامهم بل يحموه بصدورهم، ليس دفاعا فحسب؛ انما وصلوا إلى بيت رئيس الكيان بطائرة تتبخر فوق سلاحهم الجوي وتسخر من دفاعاتهم المستوردة حديثا.

صاحب الملايين كان لصاً صغيرا عمل لنفسه، وصاحب القضية كان ثائرا فدى شعبه بنفسه فتكاثر حوله الأبطال الأسطوريين، وهذا هو صنع صنع نصر الله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/21



كتابة تعليق لموضوع : ماذا صنع "نصر الله"..؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net