صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

قاعدة المشاعر ـــ العقل
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بينً القران الكريم ان العقل البشري لا يمكنه الوصول الى علة الأحكام الشرعية . ولكن في الأصول العقائدية يجب ان نحكم العقل. انظر لآيات القران الكريم : بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٦٤ البقرة﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠ البقرة﴾ وقوله تعالى {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٤٢ البقرة﴾وقوله {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٥ آل عمران﴾ وقوله {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴿٥٨ المائدة﴾ اذن كل شيء يتعلق بالاصول الفكرية يجب ان نتفكر به بعقولنا . ذكر الامام الصادق{ع} قوله: (تفكّر ساعة خير من عبادة سنة، إنما يتذكّر أولو الألباب).هذا الحديث يحث على التفكر في ذات الله دون ان نتعبد الله ونحن لا نعرف شيئا عن علم الاصول, يقول تعالى : [إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ] ﴿٢٢ الأنفال﴾ اذن عبادة المتفكر بعقله في ذات الله افضل من عبادة متعبد لا يعي ولا يفكر .

بينما الناس يتدخلون في الخوض ببعض الإحكام الشرعية دون علم ولا معرفة .هناك بحث في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي{قدس} الجزء 1 ص 19 في علم الرجال /يقول:{لا ريب أن العقل{لا طريق له إثبات الأحكام الشرعية لعدم إحاطته بالواقعية}مثلا لحم الخنزير نجس حرام اكله ولو طبخ بحرارة عالية وماتت فيه جميع المضرات وشهد الاطباء ان لحمه مفيد للصحة فقول الاطباء لا يحلل المحرم ..ويبقى الخنزير حراما نجسا ,كذلك الكلب نجس عينا ولو يغسلونه بالماء والصابون والشامبو عشرين ويقول اصحاب المختبرات لا يوجد فيه ميكروب وفيروس وجراثيم مع ذلك [يبقى نجسا] كذلك الخمر حرام ونجس وان كان مقداره قليلا لا يسكر وان قال الاطباء قليل من الخمر مفيد للقلب يطهر الدم.!! يبقى الخمر حراما لان الموازيين الواقعية ليست بأيدينا او بأيدي الاطباء وغيرهم فيرون الظاهر من الاحكام. والله تعالى خالق الدنيا والاخرة فهو يعلم الاشياء والعقل المحدود لا يمكن ان يعرف اكثر من العقل المطلق. فما عند الله تعالى والرسول {ص}واوصياءه {ع}ملاكات حقيقية للأحكام حينئذ عقل البشر فقط يرى ظاهر الاشياء ,فيكون ناقص محدود والعقل الا محدود يعرف الحكم اكثر من عقولنا الناقصة .

وبحث العلماء في كل الأديان عن كيفيَّة ربط الدِّين بالعقل والتفكير، لكن من مفاخر الاسلام ومدرسة أهل البيت(ع) أنَّ جعلوا للعقل حجَّةً واعتبار في أصول الدين مثل التوحيد والنبوّة والمعاد والجنة والنار والبرزخ .. هذه اعتقادات تابعة للعقل، لذلك الوجوديون اسقطوا العقل وحجيته في أصول الدِّين فانكروا وجود الله والرسالة والمعاد والثواب والعقاب وامثالها . فاسقطوا بذلك الدين عندهم . لما الغوا العقل من الاعتقاد الغيبي.

بينما ائمة الشيعة الأمامية اعتبروا العقل مصدرٌ من مصادر التشريع، ومن خلاله يدور عليه التكليف والثواب والعقاب، واعتبروا العقل في التشريع هبة الله للخلق والحجَّة الباطنة عليهم،ورد عن الصادق{ع}«يا هِشَامُ إنَّ لله عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حًجَّةً ظَاهِرَةً وحُجَّةً بَاطِنَةً فأمَّا الظَّاهِرةُ فالرُّسُلُ والأنْبِياءُ والأَئِمَّةُ(ع) وأمَّا البَاطِنَةُ فالعُقُل)عن مولانا أمير المؤمنين{ع}،[كما ورد أنَّ العقل هو أوَّل ما خلق الله وأحبُّ الموجودات إليه،} عن الصادق{ع}قال: «مَا خَلَقَ اللهُ شَيْئاً أَبْغَضَ إلَيْه منَ الأَحْمَقِ لأنَّهُ سَلَبَهُ أحَبَّ الأشْيَاءِ إليْه وهُوَ عَقْلُه». كذا اذا فقد الانسان عقله يسقط عنه التكليف الشرعي وكذا الطفل.

***. بينما يرى الاسلام [لا حُكمَ للعقل في كثيرٍ من فروع الدِّين]، لأنه يَقف عاجزا عن تحليل تفاصيل الشريعة التي جاءت عن الله والنبي {ص} لا ما يَرَى النَّاسُ مِن عُقولِهِمُ القاصرةِ. قال الامام علي{ع} :لو كان الدين بالرأي ، لكان باطن القدم أحقّ بالمسح من ظاهرها ، لكن رأيت رسول الله{ص} مسح ظاهرها .. في كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج 3 ص 211 :دخل ابو حنيفة على الصادق{ ع} وقال أنا صاحب قياس قال له: أيهما أعظم القتل أو الزنا ؟ قال: القتل, قال: قنع الله بشاهدين, ولم يقنع في الزنا إلا بأربعة, أيهما أفضل الصوم أم الصلاة ؟ قال: الصلاة, قال: فلم أوجب على الحائض قضاء الصوم دون الصلاة, وأيما أقذر المني أم البول ؟ قال: البول, قال: فما بال الله أوجب الغسل منه دون البول. والحمد لله رب العالمين .. الشيخ عبد الحافظ البغدادي 28/12/2024


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/29



كتابة تعليق لموضوع : قاعدة المشاعر ـــ العقل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net