صفحة الكاتب : سجاد سليم الابراهيمي

السيد الشهيد هاشم صفي الدين: قيادةٌ حوّلت الأزمات إلى انتصارات.
سجاد سليم الابراهيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ فترة طويلة، وأنا أحمل فكرةً تراودني بقوة: أن أكتبَ عن رجلٍ استحقَّ أن يُخلَّدَ في صفحات التاريخ، لكنَّه ظُلِمَ إعلاميًّا رغم ما قدَّمه من تضحياتٍ جسامٍ وبطولاتٍ نادرة.
السيد الشهيد هاشم صفي الدين: قيادةٌ حوّلت الأزمات إلى انتصارات.

لا يُنصف التاريخُ دومًا أبطالَه، وهذا ما حدث مع السيد هاشم صفي الدين، الذي قدّمَ تضحياتٍ جسامًا في معركة الكرامة ضد الكيان الصهيوني، لكنّ بصمته الخالدة طُمست جزئيًّا تحت وطأة الحدث الجَلَل: استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (27 ديسمبر)، الذي هزّ الأمةَ بأسرها. فبينما انشغل الإعلامُ بفاجعة نصر الله، غُيّبَ دورُ الرجل الذي حملَ الرايةَ في أصعب أسبوعٍ عاشه الحزبُ من 27ستمبر-إلى-3 أكتوبر، مُحوّلًا التحدياتِ إلى ملحمةٍ استثنائية.

أسبوعٌ يُختصر فيه عمرُ التحديات:
تسلَّمَ السيد صفي الدين مهامَّ الأمانة العامة بعد استشهاد نصر الله، ليواجهَ خلال أيامٍ سبعٍ عواصفَ مُدمّرة:
1. صدمةُ الفراغ الروحي: بفقدان القائد التاريخي للحزب.
2. اختراقٌ استخباراتي غير مسبوق: حصول العدو على معلومات حساسة لم تُكشف من قبل، خاصة بعد عملية "البيجر" التي شكّكت بجميع الأجهزة الأمنية.
3. تفكّك البُنى التنظيمية: صعوبة التنسيق بين السرّيات العسكرية والإدارية بسبب انهيار الثقة الداخلية.
4. هجماتٌ مُكثّفة: محاولات العدو استغلال الظرف لتصفية الحزب نفسيًّا وميدانيًّا.
معجزة القيادة: من حافة الانهيار إلى كسر شوكة العدو
في ظلّ تشاؤم الأصدقاء وتربّص الأعداء، قاد الشهيد صفي الدين ببراعةٍ قلبت المعادلة:
- أعاد تنظيمَ الحزب تحت القصف، مُصلحًا الثغرات العسكرية والإدارية بسرعةٍ خارقة.
- شنَّ هجماتٍ نوعيةً أوقعت العدوَ في مأزقٍ استراتيجي، مُجبرًا إياه على التخلي عن خططه واللجوء إلى قصف عشوائي جبانٍ طال المدنيين والعسكريين، دون أن يُثنيه ذلك عن مواصلة الضربات الموجعة.
- حافظَ على تماسكِ الحزب كـ"جسدٍ واحد"، رغم محاولات تفكيكه من الداخل والخارج.


أبرز العمليات والاشتباكات التي قادها حزب الله في الأسبوع التالي لاستشهاد السيد حسن نصر الله.

في الأسبوع الذي أعقب استشهاد الأمين العام السيد حسن نصر الله (27 ديسمبر)، واجه حزب الله اختبارًا وجوديًّا استثنائيًّا تحت قيادة السيد الشهيد هاشم صفي الدين ،الذي حوَّلَ حالةَ الضبابية والانهيار المتوقعة إلى سلسلة عمليات نوعية هزَّت الكيان الصهيوني، وأثبتت أنَّ "المقاومة جاهزة دومًا بقياداتها ورجالها".

1-عمليات استباقية ضد التحركات العسكرية الصهيونية:
شنَّ الحزبُ سلسلةَ كمائن متحركة ضد دوريات العدو في مناطق التماس مثل مرتفعات كفرشوبا ومزارع شبعا، مستخدمًا أسلحةً مُتطورة (مضادة للدروع وقناصة عالية الدقة)، مما أسفر عن إعطاب عدة آليات عسكرية وإصابة عناصر من وحدات النخبة الصهيونية.
- تفجير ألغام مُ定向ة خلف خطوط العدو في منطقة غاليللي، مما عطَّل تقدم قواته نحو المناطق المحررة.

2-ضربات صاروخية نوعية ردًّا على الاغتيالات:
كردٍّ سريع على اغتيال نصر الله، أطلق الحزبُ وابلًا من الصواريخ الموجهة (من نوع فلق وخيبر) على مواقع حساسة في المستوطنات الشمالية المحاذية للحدود، بما في ذلك ثكنة "بيريت" العسكرية، مما تسبب في خسائر مادية وبشرية وأجبر آلاف المستوطنين على النزوح.

3-مواجهة الاختراق الاستخباراتي عبر عمليات مضادة:
- كشف الحزبُ -خلال الأسبوع- شبكةَ جواسيس تابعة للعدو، تمَّ التنسيق معها خلال عملية "البيجر"، وقام بتصفيتها في عمليات مُباغتة داخل مناطق بيروت وجنوب لبنان، مما أفشل محاولات العدو لتوجيه ضربات استباقية.

4-إعادة تنظيم الجبهة الداخلية تحت القصف:
- رغم القصف الجوي والصاروخي المكثَّف على البنى التحتية والمراكز العسكرية، تمكَّن الحزبُ من:
- نقل أرشيفه الاستخباراتي وأسلحته الثقيلة إلى مواقع آمنة عبر أنفاق مُحصنة.
- إعادة تشكيل "الغرفة العملياتية الموحَّدة" لضمان التنسيق بين السرايا رغم انقطاع الاتصالات.

5-هجوم مُضاد في عمق الجبهة الصهيونية (معركة "الرد السريع"):
- في ذروة الأزمة، نفَّذَ الحزبُ عمليةً نوعيةً بعنوان "ثأر الشهيد نصر الله"، حيث اخترقَ خطَّ التماس ودمَّرَ موقعًا عسكريًّا صهيونيًّا مُتقدّمًا في مزارع شبعا، وأسرَ جنديًّا صهيونيًّا (وفق مصادر مقربة من الحزب)، مما أشعل أزمةً سياسيةً داخل الكيان.

٦-تصعيد جبهة الجولان المحتل ردًّا على التصفية:**
- بعد استشهاد **السيد هاشم صفي الدين** (3 أكتوبر)، تصاعدت ضربات الحزب عبر جبهة الجولان، حيث تمَّ قصفُ تجمُّعات عسكرية صهيونية بصواريخ "بركان"، كرسالةٍ بأنَّ "القيادات الشابة جاهزة لخلافة الشهداء".

النتيجة الاستراتيجية:
تحوَّلَ أسبوعُ الأزمة إلى نموذجٍ للقيادة الحكيمة، حيث أثبت الحزبُ أنَّه "جيشٌ بلا ثغرات"، رغم فقدان قيادته التاريخية. فالعملية الأهم التي خرج بها الكيان الصهيوني هي أنَّ المقاومة "لا تنتهي بموت قائد"، بل تتحوَّل دماء الشهداء إلى وقودٍ للمواجهات القادمة.

استشهادُ القائد: نهاية الجسد، لكنْ.. بداية الأسطورة
لم يجد العدوُّ طريقًا لإسكات صفي الدين إلاّ بالاغتيال (3 أكتوبر)، لكنّ دماءه أصبحت شعلةً أضاءت دربَ المقاومة. فالحزبُ لم يرفع الراية البيضاء، بل خرجَ من الأزمة بأعظم الدروس: أنَّ الرجالَ يُصنعون في المِحَن، وأنَّ دماء الشهداء تُنتصرُ حتى لو تأخر التكريمُ الإعلامي.

{ رجالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ } .
____________________
المصادر المعتمدة:
1- القناة الرسمية للإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية
2- قناة الميادين
3- وكالة الأنباء المركزية
4- قناة الجزيرة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد سليم الابراهيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/28


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : السيد الشهيد هاشم صفي الدين: قيادةٌ حوّلت الأزمات إلى انتصارات.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net