صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

تخوف المرجعيات الدينية من اصدار العفو العام في محله
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قوانين العفو عن السجناء في كل دول العالم يجب ان تراعى فيها كل الحيثيات القانونية والجنبة الدستورية لقانون الدولة وكذلك الجانب المهم هو ما يتعلق اجتماعيا بهكذا قوانين خصوصا اذا كان قانون العفو عاما في اطار الدولة ومكوناتها وبالمناسبة لم يحدث اطلاق العفو العام إلا في دولنا العربية ونادرا ما سمعنا ذلك في الدول الغربية وقد تكون هذه الحالة تحدث لكنها نادرة جدا لان القوانين عندهم فيما يخص كيان الدولة ودستورها مقدسة ولا يمكن تجاوزها من أجل مزاجات سياسية او صفقات لهذا الحزب او ذاك بل القانون يسري على الجميع وان كان المحكوم عليه قائدا حزبيا او زعيما روحيا، ولولا ذلك لما وجدنا ان القانون في دولهم هو الذي يحكم الشارع وليس لرجل الامن غير المراقبة والتنفيذ والتنظيم .

ما يحدث لدينا وفي العراق تحديدا هو عملية تبادل صفقات سياسية بين هذا الطرف وذاك كشخصيات او هذا الحزب وتلك الكتلة كجهات سياسية ولعل قانون العفو الذي يراد اقراره هذه الايام لم تولد افكاره وبنوده إلا من رحم تلك التوافقات وهكذا قانون وبتلك الولادة العقيمة سوف لن يكون عادلا على الاطلاق لانه لم يراعي الجنبة القانونية وكذلك وهو الاهم سوف لن يلتفت الى حقوق المجني عليهم وضحايا هؤلاء السجناء الذين يراد اطلاقهم وتبرئتهم،، ولذلك كان حديث الشيخ الكربلائي ممثل المرجعية في كربلاء يوم الجمعة الماضي وكذلك بيان الشيخ محمد مهدي الاصفي وتخوفاته في محلها من هذا القانون لو أقره البرلمان لانه بالتأكيد سوف يقفز على حقوق ضحاياهم ويكون المجرم في مأمن حقيقي لانه محمي بالسلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان العراقي وبدل ان يحافظ هذا البرلمان على حقوق المغدورين سيكون المعول الذي يهدم آمالهم ويستبيح دماء المظلومين الذين قضوا على أيدي الكثير من هؤلاء المجرمين لأنه من الواضح أننا أمام عفو عن المجرمين وليس عن المظلومين لان التحقيق والقوانين أثبتت جرائمهم بحق الاخرين من قتل وسرقة وتجاوز وتدمير لمقدرات البلد ومؤسساته .

ما يبدو في الظاهر ان الكثير من النواب البرلمانيين ملزمين بالدفاع عن ناخبيهم حتى وان كانوا مجرمين او قتلة لانه في الاساس هو برنامجهم الانتخابي الذي أدخلهم الى البرلمان العراقي من أوسع ابوابه وعليه يعتبرونه التزام اخلاقي تجاههم لأن ذوي السجناء هم من انتخبهم وجاء بهم الى مقاعد مجلس النواب ووعدوهم بذلك،، والمهم الاهم في نتائج هذا العفو هو عمليات الانتقام التي ستتم على قدم وساق سواء من قبل الخارجين من السجون وما سيقومون به بحق قوى الامن الداخلي او مع المسؤولين في هذه المؤسسة او تلك او ربما تشمل حتى الموظف البسيط في دائرة معينة ولدينا الكثير من مثيلات هذه المشاكل فيما يسمى بعملية الانتقام المتبادل، ومن جهة أخرى أصحاب الدم من ذوي ضحايا السجناء الذين سينظرون الى حقوقهم المغدرة بعدم الارتياح والغبن الذي لحق بهم من الدولة العراقية وبالتالي رؤية القاتل يسرح ويمرح حرا وبريئا امام عينيه وهذا ما سيحرك في داخله روح العصبية والانتقام وبالتالي نكون امام مشاكل اجتماعية جديدة تضاف الى مشاكل العراق الكثيرة .

لذلك اجد ان التخوف الذي أبداه البعض من هذا العفو ناتجا من الواقع الاجتماعي وما سيخلفه من نتائج سلبية العراق في غنى عنها وسوف لن يحقق هذا العفو اكثر من انه يكون خطوة ناجحة عند النواب الذين تبنوا اقراره على حساب الدستور والشرع وقانون السلم الأهلي ، وأنا هنا لست ضد العفو عن المظلومين بل مع اطلاق سراحهم ومنحهم حقوقهم الكاملة اسوة بباقي المواطنين ولا منّة لأحد عليهم لا من النواب ولا من الحكومة لانه يعتبر حق من حقوق المواطنة ، أما من كان قد أجرم بحق المواطنة فيجب ان ينال حقه وعقوبته وفقا للقانون واحكام الشريعة الاسلامية .    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/03



كتابة تعليق لموضوع : تخوف المرجعيات الدينية من اصدار العفو العام في محله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net