صفحة الكاتب : احمد جبار غرب

حوار مع الدكتور شاكر كتاب رئيس حزب العمل الديمقراطي حول التيار الديمقراطي في العراق
احمد جبار غرب

 يجب أن لا نتوقع طريقا مليئا بالزهور والرياحين في العمل على ساحة تمتلئ بقوى تختلف معنا في التوجهات والتركيبة والتطلعات والقدرات..

التيار الديمقراطي قوة ديمقراطية مدنية تحاول ان تتعاط مع الواقع السياسي بهدف الحفاظ على المنجز الديمقراطي والمكاسب التي تحققت بعد التغيير كالحرية  والتعبير عن الرأي الذي بدا نشاطه في العراق بالتصاعد  نتيجة وجود توجهات لبعض القوى السياسية من فرض رؤاها وأهدافها على عموم المجتمع الذي يرفض كل إشكال الطائفية والدكتاتورية والمحاصصة البغيضة والتي تعد السم الأكثر إيلاما لنفوس العراقيين ولتسليط الضوء على مسار هذا التيار وتطلعاته التقينا بالأستاذ الدكتور شاكر كتاب رئيس حزب العمل الديمقراطي واحد رموز هذا التيار والعضو البارز فيه ليحدثنا عن أهم مايتطلع إليه التيار من أهداف تخدم الواقع العراقي وتصب في مصلحة الشعب في ظروف مرتبكة

1اتمنى ان تعطينا نبذة عن أهداف التيار وكيف تأسس ؟

التيار الديمقراطي هو تحالف القوى السياسية الديمقراطية والوطنية التي تحمل شعارات وحدة العراق والدولة المدنية والنظام الديمقراطي واللاطائفية والعدالة الإجتماعية واستقلال العراق وتعزيز السيادة الوطنية وغيرها مما تتسم به التيارات الوطنية والديمقراطية من التزامات وطنية وتقدمية وحضارية. لا أجد نفسي مخولا بالحديث عن تأسيس النيتر لأنه تاسس قبل التحاق حزبنا به بسنتين من قبل قوى معروفة بتوجهاتها الديمقراطية مثل الحزب الشيزعي والحزب الوطني الديمقراطي واتحاد الشبيبة والشخصيات الوطنية والديمقراطية المستقلة. واليتار يتسع شيئا فشيئا فالآن يضم ايضا حزبنا حزب العمل الوطني الديمقراطي وحزب الأمة وهناك مفاوضات مع الحزب الجمهوري وعن طريقنا سوف تنضم قوى عمالية ونقابات واتحادات في بغداد ومن بعض المحافظات.. نعمل باتجاه أن يكون التيار قوة وطنية مؤثرة في الساحة السياسية العراقية.

_2كيف انبثق التيار الديمقراطي وماهي أهدافه؟

انبثق التيار بكل تأكيد استجابة لظروف موضوعية تمثلت بحاجة شعبنا لتوجهات سياسية غير طائفية ومستقلة وطنيا وذات توجهات مدنية وديمقراطية تعمل على تعزيز استقلال العراق وسيادة شعبنا وتوجهاته نحو دولة وطنية ديمقراطية مستقلة تكون سندا للمواطن وتستثمر موارد البلاد في خدمة شعبنا ومن أجل تفعيل الإقتصاد العراقي بكل محاوره من صناعة وزراعة وتجارة وخدمات وسياسة مالية علمية غير عشوائية واستراتيجيات للتقدم المتواصل وسياسة خارجية متوازنة.

_3هل تتمكن قوى التيار الديمقراطي بكل فصائلة من الوقوف إمام الحيتان السياسية التي تتمتع بالإمكانات الهائلة المسخرة لأهدافها والداعمة لبرامجها  ؟

أظن أن قوى التيار الديمقراطي تتمكن من أن تحرز نجاحات ملموسة وكبيرة إذا تمكنت من حسم كثير من الأمور ذات الطابع التنظيمي والسياسي والجماهيري. فالتيار بكل صراحة بحاجة ماسة إلىتطوير أدائه على صعد عديدة. على الصعيد التنظيمي يقترح حزبنا أن تتشكل هيئة الأمناء العامية للأحزاب المنظوية في التيار مع تمثيل مناسب للشخصيات المستقلة. مهمة هذه الهيئة متابعة الخط العام للتيار عن كثب والإشراف المباشر على حاجاته الأساسية وخطه العام والتشاور باستمرار بكل ما يتعلق بعمل التيار خاصة ونحن مقبلون على ظروف حرجة للغاية تتعلق بتطورات قد تكون صعبة ودقيقة على الصعيد الإقليمي والعالمي وبكل تأكيد على الصعيد الوطني. من الناحية السياسية التيار بحاجة لتمتين علاقاته الداخلية والخارجية سواء العربية أو العالمية ونحن جميعا نمتلك رصيدا من العلاقات التي تتيح لنا خدمة التيار إذا ما عرفنا توظيفها إيجابيا لخدمة التيار. التيار أيضا بحاجة ماسة إلى تفعيل نشاطه الجماهيري والشعبي ليس فقط في المحافظات الجنوبية إنما في بغداد والمحافظات الغربية والوسطى والشمالية أيضا. التيار بحاجة إلى تفعيل نشاطه المطلبي وإلى الفعاليات الشعبية الرياضية والفنية. ومن المهم بمكان أن يلتفت التيار الى الشرائح الاجتماعية المعدومة وغير الممثلة في الحياة السياسية بالرغم من عددها الواسع واتساع مواقعها جغرافيا.

يجب أن لا نتوقع طريقا مليئا بالزهور والرياحين في العمل على ساحة تمتليء بقوى تختلف معنا في التوجهات والتركيبة والتطلعات والقدرات.. لكنا مصرون على مواصلة العمل رغم كل الظروف..  

_4كيف ترون حجمكم بالقياس للحجوم السياسية الأخرى وهل انتم قادرون فعلا لتحقيق تغييرا للواقع السياسي القائم حاليا وعبر الانتخابات الديمقراطية؟ 

حجمنا الجماهيري جيد وفي التيار العديد من الأسماء المقبولة في الشارع العراقي وأعتقد في الإنتخابات القادمة سوف يكون للتيار ومرشحيه مكانا مميزا. ونحن في التيار لدينا الآن دعوى قضائية في المحكمة الإتحادية ضد قانون إنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي خاصة المادة الخامسة منه التي تمنح المقاعد الشاغرة للقوائم الفائزة الأكبر وتحرم القوائم التي حصلت على أصوات الناخبين. هذه المادة فيها مخالفات عديدة صريحة للدستور العراقي ولقرار المحكمة الإتحادية تحديدا وبالرغم من هذا فإن مجلس النواب اقره ولم يعر لهذه المخالفات إعتبارا أو أنه لم ينتبه إليها

_5 مانصيب قوى اليسار العراقي بكل تفرعاته من حجم التيار ؟

أعتقد إن اليسار الديمقراطي له نصيب جيد ومقبول داخل التيار لكن المسألة في بومنا هذا لا تتوقف عند الإصطفافات الطبقية وحدها بالرغم من إن العدد الأكبر من أبناء شعبنا هم من الفقراء والكادحين والمضطهدين .. الأمر اليوم وفي العراقي تحديدا الأزمة هي أزمة وطن جريح وشعب مشتت ويعاني من مخلفات حروب واحتلال وأزمات كبيرة عامة وشاملة .. لذلك النهج الغالب اليوم ويجب أن يكون هو النهج الوطني العام والعريض بالرغم من أن ما هو وطني هو طبقي ايضا أي يصب في مصلحة الفقراء والعمال والفلاحين والجنود والشباب والطلبة والأرامل والأيتام.

_6انا ارى ان التوجه العلماني في عموم مجتمعنا هي الغالبة إذا ما علمنا ان والمحاصصة والتوجه الطائفي قد فرضت فرضا نتيجة ظروف غير مستقرة عاشها البلد ماهي مساعيكم للتخلص من هذا النزوع السياسي وتجنيب البلاد معترك النفس الطائفي السياسي وتلك الورقة التي يلعب بها بعض السياسيين؟

للطائفية مضار كبرى على صعيد وحدة الشعب والوطن. ومن مضارها أيضا المحاصصة السياسية بين قوى تدعي لنفسها جورا تمثيل الطوائف والمذاهب ولا أظن أن شعبنا راض على هذا الإدعاء. وأكثر من هذا الطائفية هي واحدة من عوامل العنف والإرهاب التي يعاني منهما شعبنا العراقي. والطائفية هي من اسباب انتشار التخلف السياسي والثقافي الذي أصيبت به شعوب المنطقة. والطائفية ضد مبدا المواطنة والعدالة الإجتماعية والمساواة في فرص العمل والتطور. وبكل تأكيد فإن الطائفية تنطوي على ما يتناقض مع آدمية الإنسان كإنسان.. وهي ليست الدين ولا هي من الدين بشيء.. 

من جهة ثانية هناك من يفهم العلمانية فهما خاطئا.. بل هناك من يروج لها ترويجا خاطئا لأنه اصلا لا يفهمها.. نحن لا نتحدث عن العلمانية بأي شكل من اشكالها.. لكننا ندعو إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة حضارية دولة المواطنة والمساواة والعدالة الإجتماعية تحترم فيها كل الأديان والمذاهب وتضمن حقوق الفكر والإنتما ءوالعقيدة لكنها تمنع بل تحرم إلغاء الإنسان بسبب عقيدته وإنتمائه وانحداره.. ندعو إلى دولة قوية يكون أكبر رأسمالها هو الإنسان.. دولة غير عسكرية ولا دينية ولامتخلفة .. دولة يكون فيها الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات.. دولة لها التزامات حقيقية وكبيرة إزاء المواطن مثل حق العمل والسكن والأمان والخدمات والحريات المدنية المتنوعة..

_7انتم تتمتعون بالموضوعية والاستقلالية في طرح رؤاكم السياسية وتضعون الاعتبارات الوطنية كأولوية حتمية دون الرجوع للمصالح النفعية الحزبية الضيقة في الكسب والانجرار للعبة صراع المزاجات السياسية هل ترون ان الوضع السياسي القائم يساعد على تطوير هكذا اتجاهات ؟

أنا لا أعول في نجاحي السياسي على الوضع السياسي لا القائم ولا القادم.. أنا أعول فقط على ابناء شعبي .. على الأشراف والوطنيين والفقراء الذين أتشرف بانتمائي إليهم منذ طفولتي ولليوم ولن أتخلى عن قناعاتي التي بنيت من أجلهم فقط.. هاجسي الثاني والذي لا يقل أهمية هو وطني العراق.. كلمت مر بي وطن قلت قلبي على وطني.. الأنظمة السياسية تتغير وتختلف والعراق باق .. وشعبي باق وصامد رغم كل الكوارث التي مررنا بها ونمر بها اليوم.

_8هل هناك برنامج سياسي واضح أو خطة عمل سريعة في حال فوزكم بالانتخابات المقبلة لتصحيح الأوضاع الفاسدة التي تعاني منها اغلب قطاعات الدولة العراقية ؟

الإنتخابات طريقنا الوحيد والأمثل للوصول إلى أهدافنا.. والتيار ديمقراطي ليس فقط بأهدافه إنما أيضا بوسائل عمله ونشاطه.. وبالسبل التي سيتبعها في تحقيق التغييرات المنشودة.. سنعمل على تحقيق أهدافنا المذكورة أعلاه والتي أشرت إليها بين طيات الأجوبة على اسئلتكم الكريمة.. برنامجنا يتعلق ببناء الدولة والحلول الإقتصادية الجذرية والحاسمة والسلام الإجتماعي والتطور الحضاري والعلمي وتحقيق العدالة الإجتماعية واسترداد كرامة وحقوق الإنسان وإطلاق الحريات العامة مثل حرية الإعلام والحريات الشخصية وتقليل الفوارق الطبقية وانتهاج سياسة خارجية متوازنة يتغلب فيها مصلحة العراق على أية مصلحة فئوية أخرى.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جبار غرب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/05



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع الدكتور شاكر كتاب رئيس حزب العمل الديمقراطي حول التيار الديمقراطي في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ************* ، في 2012/09/30 .

*************






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net