صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

وحدة الاعلام الأمني
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 عشر سنوات مرت بعد سقوط النظام السابق ولا زلنا في مرحلة التعليم للحفاظ على أمن المعلومات الحساسة التي تخص الاستراتيجية العسكرية وقد لوحظ ان الكثير من المعلومات الحساسة تتسرب في أغلب الاحيان من مؤسساتنا الامنية سواء ما يظهر منها بقصد او بدون قصد ولعل الذي يتسرب بشكل عشوائي هو الاكثر على الاطلاق نتيجة قلة الخبرة في التعامل اعلاميا مع كل معلومة تدخل وتخرج من أي مؤسسة امنية تعني باستتباب الامن في العراق وهذا المأخذ على الكثير من العاملين في تلك الاجهزة ليس جديدا أو آنيا فهو منذ البداية يتم العمل به دون علاج لتلك المشكلة على الرغم من المحاولات الكثيرة التي دفعت باتجاه تصحيح مكامن الخطأ ولكنها لم تفلح في ذلك.
 
فلو لاحظنا وزارة الدفاع مثلا او وزارة الداخلية نجد ان الكثير من الوجوه التي تتبادل الادوار في نقل المعلومة سواء في مؤتمر صحفي او لقاء تلفزيوني او حتى في تبادل هذه المعلومة للقضاء على بؤرة ارهابية معينة فتعدد الوجوه يخلق حالة من انفلات أي خبر يمكن أن يصل الى الارهابيين مما يحبط محاولة السيطرة على أي عمل ارهابي .
 
فكرة وحدة الاعلام الأمني التي يريد انشاءها رئيس الوزراء السيد المالكي هي الحل الناجع والامثل لوضع مثل وضع العراقي بسبب التسريبات التي تحدث بشكل مستمر نتيجة الخروقات الحاصلة في الاجهزة الامنية فنحن نسمع كل حين ان هناك العديد من الضباط او المنتسبين في تلك الاجهزة تعاونوا مع المنظمات الارهابية وسهلوا لهم المهمة وهو ما يعني ان العراق له وضعه الخاص في طبيعة الحفاظ على الجانب الامني ومن حقه التعامل وفق المقتضيات الامنية الشديدة السرية ولا تكون مكشوفة كما يريدها البعض من السياسيين ولعل التعامل مع تلك القضايا خصوصا في مجلس النواب العراقي كان واضحا خلال الفترة الماضية ان هناك من يريد ان يتم كشف تلك المعلومات ولن يتردد ان يطالب بأن تكون الجلسة الخاصة بالواقع الامني علنية وهذا ما لم وسوف لن يحصل في أي دولة من دول العالم وهو ما يوحي بأن بعض أعضاء البرلمان مخترقين من الجهات الارهابية وهذه كارثة كبيرة على الامن القومي للعراق ولدينا من الشواهد عدد غير قليل لبعض نواب البرلمان الذين ثبت تورطهم وارتباطهم بجهات ارهابية من القاعدة ومثيلاتها .
 
هذا الاختلال في طريقة نقل المعلومة او التصريحات الغير منضبطة تتسبب في الكثير من المشاكل التي يمكن ان تؤخر عملية بناء العراق لان المفصل الامني مهم للاستقرار الذي يعتبر المقدمة في عملية البناء هذه ،، لذلك فإن اقتراح انشاء هذه الوحدة الاعلامية هو اقتراح موفق لانه سيحصر المعلومة في مكانها الامن ولا يمكن ان يخرج أي خبر قبل ان يتم تدقيقه بالشكل الصحيح من قبل الاعلاميين اصحاب الخبرة الذين يمكن ان يديروا عمليات هذه الوحدة.
 
لا يمكن على الاطلاق ان تكون المعلومات الخاصة مدار الحديث في اللقاءات التلفزيونية التي طالما شاهدناها وسمعناها في الكثير من البرامج الحوارية من قبل الناطق باسم وزارة الدفاع وعمليات بغداد ووزارة الداخلية وقد لوحظ ان جميع تلك الوجوه الان قد اختفت عن الظهور وهو اجراء صحيح تكون القيادات الامنية قد التفت اليه اخيرا ، وارى ان تكون هذه الوحدة الاعلامية الخاصة بالمعلومات الامنية شاملة لكل اجهزة الامن والجيش والشرطة ولا يخرج تصريح من جهة غيرها على الاطلاق لان حصرها بهذا الشكل سيعطي الكثير من السرية والكتمان لأمن العراق .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/06



كتابة تعليق لموضوع : وحدة الاعلام الأمني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net