هنيئا لكم يا شيعة علي .. هذا ليس رسولكم !!
ماجد عبد الحميد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم يكن جديدا ... ان يدعي اليهود والنصارى ان القران الكريم عبارة عن نصوص مبعثرة قد جمعها ورقة بن نوفل من التوراة و الانجيل ، وكذلك لم يكن جديدا جدل اليهود حول معجزة القران اللغوية ( والذي لم يكن معجزة لغوية فحسب بل معجزة قيم اخلاقية وإنسانية مثالية لم تعرف في اي كتاب سماوي اخر وباعتراف علماء اليهود والنصارى انفسهم ).

وما جاء في الفلم الذي احدث زوابع وتوابع من ردود الافعال ، ايضا لم يكن جديدا ، لان الصورة التي شخصها الفلم وجسدها الممثل لا تحمل اية صفة او اي شبه بالصورة العظيمة والجليلة التي رسمها الخطاب الاسلامي الشيعي  لشخص الرسول الكريم (ص) ، ان هذه الصورة الواردة في الفلم هي النسخة الاموية التي نقلتها الذاكرة الاموية ، والتي صاغتها المخيلة اللاهوتية  الغربية ، هناك , في دمشق حيث البلاط الاموي الذي شهد نسج اكبر المؤامرات على الاسلام ، هناك حيث رأى (يوحنا الدمشقي) كيف تم تشويه الاسلام وسمع الاحاديث المختلقة التي قيلت عن الرسول (ص)، فدون يوحنا الدمشقي صورة الرسول بعيون ابي سفيان وال ابي سفيان وبعيون مروان وال مروان ، تلك النسخة المزيفة من الاسلام التي صاغها بنو امية ، فنقلها ايضا وبتشويه مبالغ فيه يوحنا الدمشقي وأبناؤه ، لتستقر في الذاكرة النصرانية واليهودية وباللغات المعروفة انذاك : السريانية والعبرية واللاتينية ، والتي نقلت الى اللغات الاخرى مثل الانكليزية والفرنسية والألمانية في عصر النهضة الاوربية ليعاد انتاجها من جديد على انها صورة الاسلام الحقيقية . واليوم ينظر الاقباط الى السلفية والوهابية على انها هي الصورة الاسلامية وهم يعلمون علم اليقين انها صورة محرفة لكنهم يتعمدون طرحها كبديل  خوفا على انفسهم .  

 لقد اعادوا النسخة المزيفة المتمثلة بالوهابية بعدما زرعوها من جديد في قلب صحراء جزيرة العرب وكأنهم يريدون اعادة واختلاق الصورة الاموية الشامية من جديد بعدما اندثرت معالمها في بلاد العرب ، وها هم اليوم يعيدون انتاجها بافلام وصور مسيئة ، ظانين ان اللعبة ستستمر الى الابد . مهما شوهتم صورة الرسول الكريم (ص) في كتبكم وفي احاديثكم التي وضعتموها على لسان الرسول (وهنا اقصد الفريقين ، الاموي والغربي) ، نقول لكم : هناك نسخ اصلية من صور الرسول وخديجة و ابي طالب محفوظة في الذاكرة الشيعية ، صورة علي وفاطمة وذريتهما ، والتي لا يمكن تشويهها على الاطلاق ، وقد عجزتم وكللتم عن تشويهها على مدى القرون الماضية لان الله تعالى   يأبى  ( إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون) .

 من هنا يجب ان نعرف لماذا كان الرسول الكريم (ص)   يؤكد دور علي (ع) وأهل بيته في حماية الاسلام ، ولماذا كان يقول فيهم : (انهم سفن النجاة )، ويقول في علي (ع) : ( الحق مع علي ، يدور حيث دار) ، و( انا مدينة العلم وعلي بابها ) ،..الخ ، لانه كان يعلم عاقبة الامور وما ستؤول اليه احوال المسلمين من بعده. والأحاديث في علي (ع) ثابتة و راسخة و لم يستطع اكثر الرهبان والقساوسة من المستشرقين عداوة للرسول انكارها ، فهذا القس المستشرق ادوارد بوكوك(1) ( 1604م - 1691م )  والذي كان ينال من الرسول الكريم (ص) ،  يقول في علي (ع) على لسان رسولنا الكريم (ص) : انه ( لم يمل - يقصد الرسول - من ترديد الاشادة به ( ليس فقط لشجاعته وإنما ايضا لعلمه ): لو ان علم العرب جميعا قد دمّر ، فانه سيعاد في علي ، لأنه مكتبة حية ) . هذا المستشرق لم يخف اعجابه بـ ( علي) لأنه ( القران الناطق ) ، فاختار جمعا من اقواله وأمثاله ليفتتح بها اولى محاضراته (2)في جامعة اكسفورد في عام 1636 م .

فهنيئا لكم يا شيعة علي تمسككم بالعترة الطاهرة.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) هذا المستشرق يعد الوسيط الحقيقي للفكر الاستشراقي القديم والحديث المشكك بالاسلام ، حيث اعتاد على زيارة الشرق ولا سيما حلب في  رحلاته  الشرقية ليجمع المخطوطات المهمة ، وهناك اطلع على مؤلفات يوحنا الدمشقي.  

(2)  قبل 376  سنة كانت اقوال وأمثال علي (ع ) تدرس في جامعة اكسفورد ، ولا زالت جامعاتنا  العراقية والعربية تتردد في تقرير بعض الدروس من كتاب نهج البلاغة ، متاثرين بالثقافة الاموية التي زعمت ان نهج البلاغة هو من تأليف الشريف الرضي ).         

 

الموضوع السابق هل هناك من مؤامرة؟؟

الموضوع التالي أهمية الإعلام والجهد الفيلي المبعثر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat