صفحة الكاتب : احمد مصطفى يعقوب

العرفان أم علوم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم ؟
احمد مصطفى يعقوب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ومن طلب الهدى في غيره (القرآن) أضله الله , البحار ج 89 ص31 ح34 , وقد جعل الله تعالى لنا آل محمد عليهم السلام أبوابا للهدى لا يفترقون عن القرآن وهم القرآن الناطق , ففي الكافي الشريف ج1 باب معرفة الإمام والرد عليه ص206 ح9 عن صادق آل محمد عن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما أنه قال : إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون , وفي تحف العقول عن آل الرسول صلوات الله وسلامه عليهم في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد : يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا . وقد ابتلينا هذا الزمان بأصحاب النفس الفارسي الذين يذوبون في كل ما يمت لإيران بصلة لذلك تجدهم يدافعون عن صدر الدين الشيرازي على الرغم من مهاجمته للفقهاء ولو كان الملا صدرا رجل دين كويتي ينتقد بعض المعممين لقامت الدنيا ولم تقعد ولإتهم بالعمالة للقوى الإستعمارية الكبرى والصهيونية وأنه يريد إثارة الفتنة وأنه يسب العلماء وينتقص منهم والخ من جملة إتهامات معلبة جاهزة كالتي اتهم بها الشيخ الإحسائي رحمه الله عندما رد على صنمهم في أكثر من كتاب من كتبه فالمهم أن لا تتعرض لأي إيراني وهذا ملف خطير جدا قد يأتينا يوم من الأيام ونفتح ملف السيطرة الفارسية على الحوزة العلمية والمشكلات التي يعاني منها طلبة العلوم الدينية العرب حتى في الحوزات النجفية وهذا موضوع أخبرنا به بعض طلاب العلوم الدينية من مشايخ وسادة وأكدوا لنا صحة هذه المعلومات ومعاناة الطلبة العرب في تحصيل غرفة في الحوزة والكتب والأساتذة الذين أخذوا بتدريس علوم الحوزة باللغة الفارسية , فالقومية عند هؤلاء أهم من علوم وآل محمد عليهم السلام وعبادة الأصنام السياسية والفلسفية والعرفانية التي تعشق ابن عربي والملا صدرا صارت حجابا يمنع هؤلاء الناس من تقبل روايات أهل البيت عليهم السلام التي تبين لنا ان من مال مع الصوفية وسلك مذهبهم كملا صدرا منحرف عن جادة الصواب , يقول أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية في مشهد و طهران الشيخ محمد رضا حكيمي : عندما نقرأ شرح ملا صدرا على أصول الكافي لا نعرف هل هذا الكتاب هو شرح للأحاديث الشريفة أم هو عرض لفلسفة وعرفان ملا صدرا ؟ وكذلك فإن مطالعة تفسير ملا صدرا للقرآن تضعنا أمام تساؤل مشابه : هل يسعى هذا الفيلسوف الكبير لإستخراج مبادئه الفلسفية من القرآن أم على العكس يسعى لتفسير القرآن انطلاقا من مبادئه الفلسفية ؟ مجلة البصائر , السنة الثالثة والعشرون 2012 مقال تحت عنوان العقل والفلسفة والدين تعريب سعيد رضوان ص 87 ونرى أن هذا التساؤل يجب أن يطرح أيضا على الطباطبائي صاحب الميزان لأنه سلك طريق صاحبه الملا صدرا في تفسيره الميزان وفي كتبه الأخرى بداية الحكمة ونهاية الحكمة التي قل ما تجد فيها رواية عن معصوم أو آية قرآنية أو إسم لصحابي من اصحاب الأئمة عليهم السلام , وهذا الفيلسوف الطباطبائي كانت له تعليقات على موسوعة بحار الأنوار رفضتها المرجعية آنذاك , يقول الشيخ علي مكي الميانجي في مقال له في مجلة نصوص معاصرة الصادرة عن مركز البحوث المعاصرة في بيروت العدد السابع للسنة الثانية 2006 بعنوان إعادة النصاب قراءة نقدية لمقالة العقل والدين بين المحدث والحكيم ترجمة محمد عبدالرزاق : في عهد مرجعية الزعيم الشيعي آية الله العظمى البروجردي ظهرت تعليقات من قبل العلامة محمد حسين الطباطبائي – وهو من الشخصيات المرموقة في الفلسفة والعرفان – على كتاب البحار وقد وقع خلاف بين الفقهاء والمتكلمين من جهة والفلاسفة والعرفاء من الجهة الأخرى في بعض ما ذهبت إليه تلك التعليقات النقدية حتى آل الأمر لإيقاف صدورها !! وبعد ذلك يتكلم المقال عن مهاجمة أتباع الفكر الصوفي العرفاني للفقهاء وتشويه صورتهم واتهامهم بالإخبارية ! وهذا هو ديدنهم في محاربة كل من يخالف فكرهم المنحرف عن أهل البيت عليهم السلام من كيل الإتهامات لكل من يقف في صف روايات أهل البيت عليهم السلام مقابل خرافات ملا صدرا واستاذه ابن الاعرابي والزنديق الحلاج , ويذكر الميانجي أيضا أن عددا من العلماء كانوا يعارضون أفكار الملا صدرا الصوفية بلباس التشيع منهم السيد الكمباني والميرزا أحمد الآشتياني والميرزا محمد تقي الآملي وآية الله أحمد الخوانساري , وغيرهم من العلماء إلا أن عامة الناس من البسطاء الذين لا يقرؤون ولا يتعمقون في مثل هذه المسائل يقعون في فخ اتباع كل من يبرزه الإعلام وتطبل له القنوات فكثير من الناس يميلون الى ملا صدرا ويعظمونه رغم أنهم لم يقرؤوا كتابا واحدا له أو حتى نصف ورقة وذلك لأن السيد كمال الحيدري يذكره في محاضراته بالتبجيل والإحترام لذلك يرفضون أي نقد للملا صدرا ولملا صدرا زمانه كمال الحيدري الذي رد على خزعبلاته في التوحيد الشيخ عبدالكريم العقيلي في كتابه نقد علمي على كتاب التوحيد بحوث في مرابته (متوفر على شبكة الإنترنت) وبين فيه تناقضاته المخزية لكن العامة ثارت ثائرتها على الحيدري عندما انتقص من المراجع فالغيرة الشيعية في أيامنا هذه ليست على الدين وعلى علوم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم بل غيرة على المراجع والعلماء والشخصيات فصرنا نختزل الدين في شخصية العالم والمرجع والفقيه وصار الدفاع عن الأئمة الأطهار عليهم السلام أمرا غير مستساغ بينما تثور ثائرتنا عند التعرض لمرجع من مراجع التقليد , ويسترسل الميانجي في مقالته عن أسباب منع تعليقات البحار التي كتبها الطباطبائي ومحاربة العلماء للفكر الفلسفي والعرفاني الصوفي ونهيهم عن تدريس هذه الأمور في الحوزات العلمية كما وقف المرجع الديني إسحاق الفياض رافضا تدريس كتب ابن عربي في حوزة النجف (موجود في اليوتيوب تحت عنوان المرجع إسحاق الفياض ومحاربة ابن عربي) لكن عبادة الأصنام ومن هم تحت الأضواء الإعلامية أعمت الناس عن الإلتفات إلى علوم أهل البيت عليهم السلام نسأل الله تعالى الهداية لهذه الأمة بأن يرفع الغمة بظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي سيقتل بسيفه الشريف آلاف العمائم المزيفة المنحرفة , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء

كاتب كويتي

الكويت في 19 سبتمبر 2012

مدونة تنوير الكويت http://tanwerq8.blogspot.com/

 

تويتر @bomariam111

 

البريد الإلكتروني ahmadmustafay@hotmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد مصطفى يعقوب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/19



كتابة تعليق لموضوع : العرفان أم علوم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net