صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

الفتنة في لبنان والعراق ثوبها سلفي تكفيري
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من يتابع احداث المنطقة التي تصل من ضفاف البحر المتوسط في لبنان الى بوابة الوطن العربي الشرقية في اقاصي العراق يجد ان ثمة هجمة عدوانية تكفيرية سلفية تتمركز في كل تلك الدول وهناك مجاميع نائمة في هذه الدولة او تلك لتتحرك وفقا لمخططات مرسومة ومقررة مسبقا حيث نذرت نفسها تلك التنظيمات المسلحة الارهابية ان تكون بيادق شطرنج تنتقل من مربع الى مربع اخر متى ما طلب منها.

ولا يخفى على احد ان العراق وما مر به خلال السنوات الماضية كان واضحا للعيان ان التدخل السقيم لبعض الدول العربية قد اوقع الكثير من الشهداء بين صفوف الشعب العراقي ما بين تفجير وتقتيل وتهجير وذبح وما الى ذلك من الممارسات العدوانية التي مورست بحق الشعب العراقي ، وها هم اليوم ينقلون تجاربهم المرعبة الى دولة اخرى يراد لها ان تكون ورقة محروقة لان الذين يحكمون فيها الظاهر انهم خارج اطار اللعبة التي يريدها حكام السعودية وقطر هذه الدولة الوادعة هي لبنان حيث التفجير ومحاولات زعزعة الامن والسلم الاهلي وضرب الطوائف الاسلامية ببعضها البعض كل ذلك تقف خلفه تلك الدول ومعها اسرائيل التي أتقنت كيفية تلقين حكام دويلة قطر من خلال الزيارات المكوكية لأميرها ورئيس وزرائها  لأنهم  لا يريدون الخير والاستقرار لكل دولة تحوي على المكون الشيعي الذي يختلفون معه في الفكر والعقيدة وربما ما قاله بنيامين نتنياهو قبل ايام في احدى الجلسات الخاصة وتسرب الشريط الى مواقع اليوتيوب والصحف الالكترونية بأن اسرائيل لديها تواصل مع العربية السعودية وتنسيق جيد وأنه يأمل اكثر من ذلك ،، ربما يعتبر هذا امرا واقعيا على ان هؤلاء فعلا ينسقون المواقف مع الكيان الصهيوني لانهاء الوجود الشيعي وخصوصا في لبنان الذي ذاقت بسببه اسرائيل الويل والثبور في جنوبه .

المواقف المتبادلة لكل قادة 14 آذار من جماعة سمير جعجع وسعد الحريري تتجه باتجاه التصعيد المباشر ضد الحكومة التي تحظى بموافقة وتأييد حزب الله في لبنان وقد يكون اول تصريح لجعجع بعد حادثة التفجير المماثلة لتفجير رفيق الحريري والتي حدثت قبل ايام في بيروت لقتل احد القادة الامنيين والذي يحسب على جماعة سعد الحريري ولذلك كان الامر مبيتا وهي فرصة سانحة لمحور التأجيج الطائفي لتكون تلك الفتيلة التي يراد بها حرق لبنان كما قاموا بها في العراق بعد العام 2004 عبر تفجير الامامين العسكريين ، ومن يدقق في تصريح جعجع سيجد فيه التأجيج والدفع باتجاه أزمة حرب اهلية فهو يقول ان الحرب اليوم بدأت بين الخير والشر وان لا رجعة في ذلك حتى اسقاط الحكومة  بعد ان بادر بسرعة في اللحظات الاولى للتفجير ليتهم حزب الله والحكومة السورية في نظرة دقيقة تقف خلفها الكثير من علامات الاستفهام لان سعد الحريري بعده بأقل من نصف ساعة انطلق متهما في مؤتمره الصحفي ان حزب الله خلف العملية وكذلك النظام السوري متشيمين الناس الخروج الى السراي الحكومي ،، أعتقد انه الزحف المقدس لديهم على الحكومة من اجل اسقاطها بتوجيه خليجي بحت لان سمير جعجع الذي خرج من معتقله لتتلاقفه دولة آل سعود وامراء الخليج وتدعمه الدعم الغير محدود من اجل الوقوف بوجه كل تحركات حزب الله اللبناني والجهات الوطنية الاخرى التي تقود لبنان اليوم وهذا الدور ذاته قامت به تلك الدول الخليجية في دعم البعض من طفيليات السياسة في العراق والذين ارتضوا ان يكونوا امعات لمخططاتهم الخبيثة فدمروا العراق طوال السنين الماضية من عمر العراق الجديد.

لذلك فإن ثوب الفتنة الطائفية في العراق هو ذات الثوب الذي ترتديه الجهات السلفية التكفيرية ونفس المخيط  ، وتلبسه نفس الاجساد النتنة التي تفجر نفسها هنا وهناك، وهي نفس الجهات التي تدعم وتخطط لذلك.    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/24



كتابة تعليق لموضوع : الفتنة في لبنان والعراق ثوبها سلفي تكفيري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net