صفحة الكاتب : حسين محمد الفيحان

هل مواجهتنا اليوم مع الإرهاب حاسمة ؟
حسين محمد الفيحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 منذُ عشر سنوات والجماعات المتطرفة التي دخلت العراق بعد العام 2003 تُشكل التهديد الأول والأخطر  لحياة المواطن العراقي الذي لا دخل له بالصراعات الطائفية والحزبية التي أثارها سياسيو هذا البلد وهم يتصارعون في ما بينهم من اجل مصالحهم الفئوية والحزبية ,فاستغل المتطرفون القادمون من الخارج  حالة التصارع هذه لينفذوا مخططاتهم وأهدافهم بعدَ إن وجدوا البيئة الملائمة لهم .
الإرهاب المدعوم إقليميا والمسنود داخليا وبعد عشر سنوات من تواجده على الأراضي العراقية أصبح اليوم قوةً لا يمكن الاستهانة بها ولا حتى تجاهلها فهو الذي لا يبالي لكل الخطط الأمنية والعسكرية بل يخترقها ويتجاوزها بكل سهولةٍ ليصل إلى أهدافه ونقاطه المحددة وهي المراكز والمناطق الحيوية مستهدفا أرواح الأبرياء والفقراء من الناس الذين لا ذنب لهم, بل وصل استهدافه إلى وزارات و مؤسسات حكومية شديدة الحماية والتحصين كـ هجومه على وزارة العدل وسط العاصمة بغداد والهجوم الأخير على سجني  أبو غريب والتاجي والإفراج عن ما بداخلهما من معتقلي وسجناء تنظيم القاعدة الإرهابي وتهديده للحكومة باختراق المنطقة الخضراء والتفجير وسطها ,ولم يكن كل هذا يتحقق للقاعدة لولا وجود الدعم و الإسناد الداخلي لها من قبل سياسيين متنفذين في البرلمان والحكومة هدفهم إسقاط الأخر على خلفيات طائفية وفئوية ومصالح شخصية .
وخلال فترة العشر سنوات الماضية التي راح ضحيتها مئات ألاف من أبناء هذا الشعب بالة الإرهاب والصراع السياسي ,كانت قواتنا الامنية في حالة مواجهات واختبارات صعبة و مستمرة مع الجماعات التكفيرية والإرهابية هذه إلا إن تلك المواجهات لم تكن لتغير شيئا من ارض الواقع سوى اعتقال مطلوبين للحكومة بتهم الإرهاب والتي ما يلبث إن يُفرجَ عنهم أو يهربوا من السجون بصفقات سياسية أو بهجمات على تلك السجون ,ليبقى الخاسر الأول من هذه المعادلة المجهولة الأبعاد هم أبناء هذا الشعب المسكين ولتبقى آلة الموت القذرة حاصدة لأرواحهم دون أي أمل أو فرجٍ قريب لإنهاء هذه الأزمة  .
واليوم وضمن اكبر وأوسع عملية عسكرية منذُ العام 2003 كما قالت عنها الحكومة تشنها القوات الأمنية على معاقل الجماعات الإرهابية في مناطق حزام بغداد والمناطق الغربية التي تتخذ منها هذه الجماعات مراكز تدريب وإيواء للقادمين من الخارج ,هل ستكون هذه المواجهة حاسمة ونهائية للقضاء على هذه الزمر التي عاثت في الأرض الفساد حتى تستريح البلاد والعباد من شر ذلك الموت الأعمى ,أم أن (ثأر الشهداء )سيكون حالها حال العمليات العسكرية السابقة التي لم تقضي على الإرهاب ولم تحد منه أبدا مادام الصراع الطائفي والمذهبي الذي أوجده سياسيو هذا البلد موجود في الميادين والأروقة السياسية التي تشهد التنافرات الحزبية والشخصية والتي تُحتمُ على البعض الوقوف إلى جانب أولئك القادمين من خارج الحدود بكل قوة من اجل إسقاط الأخر الذي قد يتعارض مع الأهداف الفئوية لتلك القوى الداعمة للإرهاب ليذهب الوطن والمواطن الى رحمة الله تعالى وليبقى الشهداء بلا ثأرٍ سوى اسم يُذكر وليبقى العراق بانتظار رحمة الله تعالى مادام الأمل بات بعيدا من أولئك الساسة  . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين محمد الفيحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/26



كتابة تعليق لموضوع : هل مواجهتنا اليوم مع الإرهاب حاسمة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net