صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

نائب برلماني يعادي من وقف بوجه النظام السابق
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ربما هنالك الكثير ممن لا يعرفون المعاناة التي مر بها المعارضين الذين غضب عليهم نظام البعث حيث امتلأت السجون ودهاليز الموت من شماله الى جنوبه مما دفع بهذا النظام ان يستخدم الصحراء لنفي الزائد منهم كما هو في نكرة السلمان في محافظة المثنى او دفن الكثير منهم احياء على الرغم من فرار الكثيرين الذين هاموا بوجوههم من قسوة وجبروت النظام البائد حيث لاذوا بجبال كردستان العراق وبساتينه واهواره في الوسط والجنوب كما استعانوا بحمايتهم من قبل دول الجوار العراقي سواء من الجانب الايراني او الجانب السوري وكذلك التركي والاردني ما عدا دول الخليج التي كانت حليفة لصدام حد النخاع .
 
من هؤلاء الذين ربما لم يطلعوا على تلك المعاناة النائب الشيخ صباح الساعدي الذي خرج علينا يوم امس بمؤتمر صحفي متحدثا عن فقرة الخدمة الجهادية في قانون التقاعد المطروح في البرلمان العراقي حيث صنف وفقا لتفسيره من هم المجاهدين صدقا ومن هم المتسلقين على عربات الجهاد وقبل ان اعلق اقول أنا  لست من اصحاب التقاعد ولا افكر ابدا بالعودة الى العراق ولم اطالب بأي حق من حقوقي جميعها بعد ان سمعت ورأيت الحقد الكبير عند الكثيرين طيلة السنوات الماضية على كل من عاش خارج العراق وفقا للمصطلح الذي استخدمه سابقا احد قادة الاحزاب الذي كان ينتمي اليه النائب الساعدي وهو الدكتور نديم الجابري عندما قال (عراقيو الخارج وعراقيو الداخل) في واحدة لم يسبق لها مثيل في انتزاع الوطنية عن الاخرين  "مع انني احترم واقدر عاليا حزب الفضيلة ومرشده الروحي الشيخ اليعقوبي " ولكن للتذكير ان السيد الجابري كان من الذين لديهم عمودا يوميا في جريدة القادسية الناطقة باسم البعث وتحت اسم (نديم عيسى) وقد يكون الشيخ الساعدي استنبط فكرة عراقيو الخارج من السيد الجابري وحمل في نفسه على الذين عاشوا خارج العراق فأصبحوا في نظره ربما نجسا لابد من تحاشيه لنقرأ ما قاله السيد النائب في حديثه (طالب النائب المستقل صباح الساعدي بعدم شمول من عارض النظام السابق وكان مقيماً في الفنادق الذين نسميهم اصحاب ( البيتزا والكنتاكي ) بالخدمة الجهادية . وعبر في مؤتمر صحفي عن اعتقاده بوجود غموض واضح حول فقرة الخدمة الجهادية في قانون التقاعد الموحد ، وقال :" نحن نقف مع من قارع النظام السابق في الاهوار والجبال احتراماً لهم واعطائهم حقوقهم كاملة " مبيناً " انه يجب عدم شمول من كان في الخارج والذين لا يعرف لهم صوت) .
 
اولا : ليس عيبا على الانسان عندما يهاجر الى بلدان غريبة عنه ويبدأ حياته بأي عمل شريف ليعيش وعائلته حياة كريمة بعد ان حرمه وطنه من لذة العيش فيه هربا بجلده وحفاظا على حياته .
 
ثانيا: الذي توجه الى تلك البلدان خارج العراق وخارج المنظمة الجغرافية القريبة من يد النظام البعثي كان قد ذاق المر والويل وهو يعيش في دروب الهور والقصب والبردي والحر اللاهب فحمل السلاح بوجه زمرة البعث التي نزت على حكم العراق وقد كنت انت تعيش بحبوحة الحياة السعيدة في العراق تشاهد كل تصرفات النظام المخابراتي النزق الذي تسلط على رقاب الشعب العراقي.
 
ثالثا: انا شخصيا لا اقبل ان يصادر تاريخي وألمي وتعبي لسنين طوال من اجل الحرية سواء كان السيد النائب أو غيره وهنا أورد الاعتراض ليس لأجل حق مادي لي ، لا ابدا وانما وازع نفسي وألم في داخلي أن يأتي هذا المسؤول او ذاك ليحدد تاريخ الناس ووطنيتهم ويخلط الغث بالثمين .
 
رابعا: يوم كنت انت تعيش في ربوع الوطن ساكتا على الظلم والقهر والتعسف الذي يكيله نظام البعث كنا ننام بين شدات القصب والبردي ويسلخ جلودنا حر الهور وينهش اجسامنا الذباب وحشرات اخرى نلتحف السماء ونومنا كالمستيقظ في ليل ظلامه دامس عين تطبق وعين مفتوحة تترقب حذر الموت على ايدي الجلادين من البعثيين القذرين وهم يجوبون خلفنا بجيشهم الشعبي ومخابراتهم وحرسهم الجمهوري ، كما التحفنا الثلوج وتسلقنا الجبال الوعرة في شمال العراق فتصلبت اطرافنا بردا قاسيا وجعنا ونمنا اياما وليالي على كفاف الطعام والشراب، وقرى الانفال التي دمرها نظام صدام حيث بكيناها دما كانت شاهدا على هذا التاريخ وربما االسيد النائب او غيره ممن يعادون "عراقيو الخارج" فاتهم أن يعرفوا تلك الحلقات من تاريخ العراق المظلم والاسود .
 
خامسا: تقول ايضا (  ودعا الى "شمول من قارع وناضل وجاهد النظام السابق في الداخل وغير المنتمين لاية حركة سياسية او حزبية) بربك كيف تقنعني بأن تعارض نظاما حديديا ومتجبرا وقاسيا بحمل السلاح دون ان تكون مرتبطا الى حزب او جهة تسهل لك حرية الحركة في المواجهة فهل تسمح الحدود الايرانية مثلا او الحدود السورية او التركية والاردنية بذلك ان لم يكن هناك تنسيقا مع جهة سياسية تتصدى لذلك ، نعم قد يكون هناك افرادا يعملون وفقا لجهودهم الذاتية في الداخل العراقي على قدر ما يستطيعون وهؤلاء تراب اقدامهم اضعه على رأسي لأنهم ابطال وشرفاء ومن حقهم ان يطالبوا مثل الاخرين ولكن هل يمكن ان يغيروا المعادلة حينها دون سند سياسي تتعامل معه الدول وتعتبر ان هناك معارضة حقيقية ، فلا تقوم المعارضة لأي نظام دون واجهة سياسية ، فلماذا تعيب ايها السيد النائب على الحزبية وانت وصلت  بها الى مجلس النواب ثم تخليت عنهم الم تكن فاعلا في حزب الفضيلة مع اني لا أعرف ان لك تاريخا سياسيا معلنا زمن النظام السابق او كان لك صوتا كما أشرت اليه في مؤتمرك الصحفي ، فأين كان صوتك وانت تعيب الناس على ذلك بأنهم لم يكن لهم صوتا في مقارعة النظام السابق،،، وربما قد تكون تمتلك ذلك الله اعلم .
 
قد يكون هناك البعض ممن استغلوا تلك الحالة وحاولوا الاستفادة منها لنيل بعض الحقوق وفعلا هم ليس لديهم تاريخ نضالي ولكن هذا يمكن حصره من خلال القرائن وتاريخ الاشخاص الذين يدعي انه كان معهم ليتبين كذبه.
 
اكرر : سقت هذه النقاط ليس من اجل الحصول على مغنم التقاعد او غيره لأن ليس لي تقاعد او وظيفة في العراق ولكن من باب عدم السماح لأي كان من الذين وصلوا الى مجلس النواب او غيرهم ممن سلكوا دروب السياسة بالتعدي على تاريخ أناس بذلوا جل حياتهم من اجل حرية الفرد العراقي فضحّوا بأجمل ما لديهم حين فارقوا تراب الوطن وتركوا الاحبة ليعودوا بعد سنين طوال ويجدوا قد مات الكثير منهم فهل هناك اكثر من هذا الحرمان ،، ما اعتقده هو ان تلك التصريحات لا تعدوا ان تكون دعاية انتخابية واضحة على حساب تاريخ طويل من النضال والتحرر لأجل أمة مقهورة مضطهدة ما زالت مذبوحة الى اليوم.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/06



كتابة تعليق لموضوع : نائب برلماني يعادي من وقف بوجه النظام السابق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net