صفحة الكاتب : عباس العزاوي

انظروا ماذا ورثتم.... وماذا ورثنا (2)
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اما بعد فلايكن حضك في ولايتك مالاَ تستفيده ولا غيضاَ تشفيه, ولكن اماتة باطل واحياء حق.
الامام علي (ع)

في المرة السابقة تحدثنا عن مقدار وحجم الارث الثقيل الذي ورثه ابناء الفقراء من الشعب العراقي في المناطق الثائرة والمضحية ايام الدكتاتور ولم اقصد بذلك من لبِسَ عباءة الجهاد بعد السقوط وتبنى قضية المستضعفين في الارض ولامن نصّب نفسه وصياً عليهم دون علم او دراية بمجريات الامور بل عنيت من كانوا بمواجهة السلطة القمعية من البعث وازلامه ايام كانت بالعراقي الفصيح "الحديده حاميه", وقد وعدتكم بالحديث عن ميراث الجانب الاخر من الناس ممن خُلقوا منذ نعومة اظفارهم ليكونوا سياسين بالسليقة وقيادين بالفطرة ومترفين بالوراثه لالشي يميزهم عن اقرانهم ولا لعبقرية ابتلاهم الله بها ولالرسالة سماويه اضطلعوا هم بها دون غيرهم الا لكونهم ابناء فلان او احفاد فلان او اشقاء فلان .هذا الفلان سنتعرف عليه خلال الحديث وستظهر ملامحة بين ثنايا الانفلاتات الامنية والتصريحات النارية والقفز على الحقائق ومغازلة البعثيين وغيرها ..

انا لم اكن لأُناصب العداء لاحد او ابحث عن هفوات او نزوات تحدث مرة او مرتين دون قصد لأُكيل التهم الى الاخرين لاسيما وهم اقرب الناس الينا بانتمائهم وتوجهاتهم السياسية وبتاريخ عوائلهم العريقة والتي كان لها الفضل والدور الكبير في صراعنا الطويل والمريرضد الدكتاتورية البغيضة, ولكن مانشاهده الان من تململ بين العراقيين من الوضع المأساوي وتردي الخدمات في كافة المرافق الخدمية في البلد حتى وصل الحال بالناس الترحم على ايام زمان..!! وهذا مايحاول الاخرين اثباته يعني مصداق القول(( لكم اللطم ولنا الحكم)) ولسان حال الناس يقول كما قال الشاعر بعد سقوط الدولة الاموية وقيام الدولة العباسية بشعارها يالثارات الحسين..

ياليت جور بني مروان دام لنا....... وليت عدل بني العباس في النار

الوريث الاول

لااحد ينكر تاريخ المجلس الاعلى الاسلامي ونضاله ضد الطاغية بقيادة السيد محمد باقر الحكيم( رحمه الله) منذ تأسيسه في مطلع الثمانينات وتفاني الرجل بخدمة القضية العراقية حتى سقوط النظام وخطابه الرائع والمعتدل بعد ذالك الذي اثلج صدورنا بعقلانيته ووفائه للعراق والعراقيين ومالبث فينا حتى طالته ايادي الغدر من اعدائنا وراح ضحيتها ومن معه بعملية غادره ليرثه بعد ذلك اخيه السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) في قيادة المجلس وماتلته من مواقف غريبه ضد رئاسة الدكتور الجعفري واصرارهم على ابعاده تناغماَ مع رغبة الاكراد وموقف جبهة التوافق بقيادة المطلك وقد تم الاتفاق بعد ذالك على السيد المالكي رئيس الوزراء الحالي خلفاَ له.

بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم جاء السيد عمار الحكيم ليرث امجاد هذه العائلة العريقة بكل تفاصيلها ويقف موقف مشابه لكن هذه المرة من السيد نوري المالكي, فتارة اتهامه بالتفرد بالسلطة وتارة اخرى اتهام الحكومة وهم جزء منها بالفساد الاداري والغريب ان الاتهامات لم نسمع بها الا بعد خسارتهم في انتخابات مجالس المحافظات وبالتحديد بعد زيارته الاخيرة للسعوديه مصدر الارهاب ورسل الموت الى العراق والى الشيعة تحديداَ والاكثر غرابة ان السيد يقول بتصريحاته وبصراحة غير معهوده في عالم السياسة ,اننا لانقبل بحكومة ليس فيها القائمة العراقية (البعثيه) وبتصريح اخر ,لانقبل بحكومة يكون فيها المالكي رئيساَ للوزراء فماهي الحكمة في ذلك ؟ لايعلم هذا الا الله والراسخون في مقاعد المجلس الاعلى.

هذا السيد ورث من اهله منصب قيادي مرموق هو قيادة المجلس الاعلى الاسلامي دون انتخابات داخليه تُذكر او منافس اخر على قيادة المجلس !!!! وورث حياة مترفه بقصورها وسياراتها الفارهه ومكانة اجتماعية كبيرة ومنبر خاص يمارس من عليه قدرتة "الخطابية الكبيرة" كما يصفها محبيه اضافة الى جماهير غفيرة تابعه له ولمجلسه بدون ان يتجشم عناء النضال او الجهاد في سبيل ذلك وبنظرة بسيطة على مقتنيات مقراتهم الحكومية او الشخصية يظهر لنا وبشكل جلي مقدار الترف والبذخ الفاحش في مقرات قادة الفقراء والمحرومين اصحاب الصرايف الباليه وورث ايضا رئاسة "مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي" التي انجزت حسبما اعلنوا هم 570 حسينية ومسجد في مختلف محافظات الجنوب والوسط وان للمؤسسة 610 فرع في محافظات ايران , ومن المؤكد ان الاموال التي صرفت على هذه الفروع والمكاتب وتجهيزها والقائمين عليها ورواتبهم كانت تكفي لتعيل مئات بل الاف العوائل العراقية الفقيرة!!! التي تدعم المجلس في انتخاباته.

الرجل حر بمايفعله بمجلسه ومؤسساته لكن مايخصنا نحن البسطاء من العراقيين هو محاولاته وغيره من رجالات الشيعة وغيرهم تدمير حلم الملايين باقامة دولة قوية وآمنه ينعم بها المحرومين من ابناء العراق بحياة هادئة ومستقرة ونيل حقوقهم المدنية والانسانية كباقي البشر بدون طائفية وبدون تمييز بين ابناء الوطن الواحد ..... فهل هذا كثيرعليهم ؟ لماذا يصرون على اعادة البعث والبعثيين ؟ بنشقاقات غير منطقية وغير مفهومة ومايتمخض عنها من تهميش للاغلبية السياسية والشعبية وبالتالي اضعافها في حكومة العراق الجديد مستقبلاَ. ام ان القضية هي تبني فكرة التيار الصدري الرافض للمالكي وبخطه الاحمر القاني وصاحب 40 مقعد في الائتلاف لضمان بقاء التيار معهم لان انسحابه يعني ضياع كل شي من المجلس الاعلى . هذا ماورثه السيد عمار من التغيير فماذا ورث الفقراء من ابناء الجنوب والثورة ؟ هل تتذكرون ...في المرة القادمة ساحدثكم عن الوريث الثاني ...


عباس العزاوي
 

الجزء الاول من المقال

انظروا ماذا ورثتم.... وماذا ورثنا (1)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/01



كتابة تعليق لموضوع : انظروا ماذا ورثتم.... وماذا ورثنا (2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : مزهر الصدري ، في 2012/03/18 .

...... خارج الموضوع ....




• (2) - كتب : عبيد ابن الزايره من : فنلندا ، بعنوان : اضافة في 2010/09/04 .

الاخوة الاعزاء هناك جزء ثالث ومهم عن الوريث الثاني نزل قبل ايام لنفس الكاتب في عراق القانون والعراق الجديد ... نرجو اضافته للفائده
وشكراً لكم

عبيد ابن الزيارة






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net