انتهاك السيادة مبرر واهن لعدم التدخل البري
حمزه الجناحي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حمزه الجناحي
![](images/warning.png)
سمعنا من هنا وهناك اصوات تطالب بتدخل دولي بري لتحرير العراق من الاحتلال الداعشي واكثر هذه الاصوات وضوحا وعلوا هي من المناطق المحتلة ومن حكوماتها المحلية مدينة الموصل ومدينة الرمادي ومدينة تكريت ومن حكومة الاقليم ايضا واكثر وضوحا وتلك الحكومات المحلية وجدت وبعد تجارب خاضتها بالقتال مع داعش وتهجير سكانها وخلو تلك المدن من كل مايمت بالحياة وخبرت قدرة الجيش العراقي وتدخل بعض المليشيات الشيعية في تلك المناطق وجدت من الانسب انها تنادي بتدخل بري دولي لتحريريها وعودتها للحياة ثانية وفي القبال نجد ايضا ان بعض من الاصوات الحكومية
وخاصة في المركز تشجب وتمنع ولا تسمح بتدخل قوات برية في العراق وكل مبرراتها ان هذا هو انتهاك للسيادة العراقية وتجاوز على القوانين الدولية بعدم احترام سيادة الدول مع العلم ان الواقع الفعلي والوضع على الارض يشير وبلا لبس ولا غموض ان السيادة العراقية منتهكة ومتجاوز عليها فمقاتلي الدولة الاسلامية الذي اغلب قياداته من دول عربية وغربية يحتلون ثلث العراق وهذا احتلال واضح وعدم وجود للقوانين العراقية النافذة وتلك المناطق ايضا تسير بقوانين مقاتلي داعش في كل الاحوال اليومية اللذي يعيشها المواطن في المدن والقصبات المحتلة ولا وجود اصلا
للحكومة المركزية في حياة المناطق لا من قريب ولا من بعيد اليس هذا النتهاك صارح وواضح ؟ اضف الى هذا ان العرف والقانون الدولي يعتبر السماء والماء والارض من مقومات وعناصر الدولة وسيادتها واي انتهاك لاي من تلك المقومات يعني انتهاك للسيادة وما نراه اليوم ان الاجواء العراقية محتلة من قبل قوات التحالف والمياه العراقية ايضا محتلة من قبل حاملات الطائرات والبوارج الامريكية والاوربية اليس هذا انتهاك ؟ احتلال من قبل داعش وسيطرة جوية ومائية من قبل قوات التحالف التي يصل طيرانها العادي والمسير الى مدن بغداد والبصرة يوميا .. اذن اعتقد ان دعاة
الحفاظ على سيادة العراق وعدم انتهاك حرمته يضحكون على الذقون ويريدون تمرير اهداف غريبة على حساب مواطنيهم في مدن يعاني هؤلاء الامرين من هؤلاء القتلة وتضييع الوقت وترسيخ الفكر الداعشي على الواقع في مدن العراق المنكوبة ..
اذا كان ولابد من عدم التفريط بالسيادة وتمرير وتراجع فكرة التدخل الدولي بريا لابأس من توجه الخارجية العراقية الى مجلس الامن الدولي ومحاولتها استصدار قرار دولي عالمي بطلب قوات برية لتحرير العراق كما هو الحال مع مجيئ القوات الجوية للتحالف وهذا متعارف عليه دوليا وكثير من الدول طلبت مساعدة دول اخرى لتحريرها ولا اريد ان اسوق امثلة على ذالك فأنها كثيرة ومعروفة للمواطن العادي حتى اذا كان المسئوليين العراقيين يخشون من لعنة التاريخ بتدخل بري لأنقاذ شعبهم ولا يخشون من لعنة التاريخ بأحتلال مدنهم في عهد حكمهم .
اكثر من شهر وطيران التحالف الدولي يجوب الاجواء العراقية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها لمقاتلة قوات داعش وكل هذه الفترة لم نشهد تقهقهرا او انحسارا في نشاط وتحرك تلك الجماعات رغم تلك الطلعات التي وصلت الى الالف ويوميا تطالعنا القنوات الفضائية بنوع الضربات وموقعها وكم اهلكت من هؤلاء المقاتليين بل اصبح واضحا ان هذه الطلعات لاتجدي نفعا ولا تحقق الهدف المنشود لها بالقضاء على هذا التنظيم في سوريا والعراق ففي سوريا اصبحت كوباني مدينة داعشية بأمتياز الا بعض الجيوب الشعبية المقاتلة حتى وصلت قوات داعش الى تخوم الحدود
التركية وهي تحاصر المدينة من كل الجهات واصبح اهلها نازحين في تركيا والاقليم الكردي العراقي والمدن السورية الاخرى الامنة والطيران الدولي لاينفك يستهدف تلك القوات ولا نتيجة اما في العراق فمدينة الانبار العراقية هي الاخرى اصبحت تقريبا تحت سيطرة داعش والموصل ثاني اكبر مدينة عراقية وكثير من المناطق بدأ مقاتلي داعش يقضمون اراضيها فهم لايهم عندهم الوقت المهم لديهم نشر هذا الفكر الذي وجد ارضا خصبة في الكثير من المدن والقصبات السورية والعراقية ..
اذن سندخل الشهر الثاني والوضع لم يتحسن والقوات العراقية واضح للعيان انها تترنح ولا تستطيع الصمود في الكثير من مناطق القتال بالاضافة الى ان تلك القوات ليس لها مع القوة الجوية الدولية اي اتصال لمسك الارض او استغلال الضربات وبالتالي اصبحت تجوب المدن دون جدوى وكأنها تائهة في المساحات الصحراوية لتلك المدن والدليل على عدم قدرتها حتى الدفاع عن نفسها في بعض الاحيان انها تجد نفسها محاصرة وتستغيث من اجل فك الحصارات عنها واحيانا اخرى نجد القوة الجوية العراقية خارج الخدمة لا تستطيع الوصول الى اهدافها نتيجية هيمنة الطيران الدولي
المتطورعلى الاجواء وسيطرته على التوجيه الراداري الموجه اي ان مرات عدة يجد الطيار العراقي نفسه في عمق السماء بلا توجيه ويفاجأ بمرور ومرق طائرات التحالف من خلفه وامامه فجأة وهذا الوضع يجعله غير متهيأ نفسيا لمعالجة الاهداف نتيجة الارباك الذي حدث له وطيران الجيس هو الاخر يعتمد على وسائل بدائية في معالجة الاهداف وايصال المساعدات وتوجيه القوات الارضية وسمعنا عدة مرات ان تلك الطائرات ترمي مساعداتها بالخطأ لمقاتلي الدولة الاسلامية ضنا منه انها قوات برية عراقية اما الدعم اللوجستي لتلك القوات يكاد يكون معدوما ولا يفي بالغرض كذالك
ومن صراحة القول ان البيئة التي يقاتل فيها الجندي العراقي بيئة طاردة وغير محبة للجندي والضابط القادم من الوسط والجنوب واحيانا كثيرة ان تلك الاوساط في بعض المدن تنقلب على القوات العراقية وتتجه الى مقاتلي داعش ضد الجيش العراقي وهذا امرا ملموسا فالمدن المحتلة من نقاتلي داعش هي مدن ذات طبيعة سنية وهي ومنذ فترة لاترغب بتواجد قوات عراقية نسبة مقاتلي تلك القوات 85% منهم من الشيعة وكذالك هؤلاء المقاتليين الشيعة في مرات كثيرة يجدون أنفسهم انهم غير معنيين ولا ينتمون لتلك المنطقة والمعركة هذه ليست معركتهم وأكيد ان مثل هذه الظروف تعني
انهيار في المعنويات وعدم الاستمرار بالقتال يعني من كل هذا ان العراق لا يمتلك قوة برية ولا جوية تحمي مناطق العراق .. اليس تلك الظروف هي مبررات كافية بطلب من المجتمع الدولي بارسال قوات برية للعراق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat