صفحة الكاتب : محمد المياحي

شكرا داعش
محمد المياحي

يقولون المصائب والمصاعب، تولد الرجال وتوحد الأمم.
لعل مجيء داعش وأخواتها جعل البعض ينهزم وينكسر، والبعض الأخر متشمت ومتمني بهلاك الوطن، وطرف أخر رحب به وأعتبر ظهوره فرصه لتصفية الحساب.
إن ظهور داعش في المنطقة حول الصراع المخفي الى حلبة مفتوحة، وأصبح تصفية الخصوم وتشكيل المحاور وفرض الإرادات هي اللغة السائدة، ربما خسرت كل من تركيا والسعودية وقطر كثير من أدواتهم في المنطقة وبات أمرهم مكشوفا، منذ إنهاء الإخوان في مصر مرورا بالانتفاضة الشعبية في اليمن وصولا للحراك الدائم للشعب البحريني، كلها عوامل ضغط وتفتيت لقوى كانت مهيمنة على القرار في المنطقة.
إن هزيمة داعش في سوريا والعراق ستنهي الهيمنة التي أرادت أضعاف تلك الدول، قد يرى البعض أن وجود داعش في العراق خطر ما بعده خطر وهو صواب من ناحية، لكنه ولد ردت فعل ايجابية جعل القوى الشيعية أكثر صحوة ويقضة ووحدة جهودها ومجهودها، وجعلها تراجع خطواتها الإستراتيجية في العراق والمنطقة، ما نمر به هو لا يتكرر في المستقبل عدوك الحقيقي أمامك لا مجال لجعله ينهزم فقتله وإنهاء فكره هو الخيار الوحيد والسليم.
إن تشكيل منظومة الدفاع الشيعي "الحشد الشعبي" أعاد التوازن وأعطى دفعه سياسية واجتماعية وأمنية كبيرة جدا، أن الاستهداف الإعلامي والسياسي الدولي والمحلي " للحشد الشعبي" ما هو إلا أن هذا التشكيل أوجعهم كثيرا وأذاقهم المر وفتت مصالحهم التي بنيت على إضعاف العراق وقتل أبنائه.
لعل التحالف الدولي لم يكن يصدق الانتصارات التي تحققت على أيدي العراقيين الأبطال فلا خيار لتلك القوى المعادية ألا أن تشن هجمات متنوعة ومتعددة، للنيل من هذا التشكيل لأنهاء وجوده الذي بات مصدر قلق لهم.
أن توحيد صفوف وقيادة "الحشد الشعبي" وتهذيبه من بعض السلوكيات الفردية هو الخيار الناجع ليكون مشروعا إستراتيجيا لا يمكن أن يفرط به، فشكرا لداعش لأنها عرفتنا بنفسها وبحلفائها وبخلاياها المعلنة والمخفية.
شكرا لداعش لأنها عرفتنا على طرق وأساليب جرمهم وحقدهم ، شكرا لداعش لأنها وحدتنا وجعلتنا أكثر وحدة وصحوة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد المياحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/02


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : شكرا داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net