صفحة الكاتب : محمد حيدر البغدادي

العراق وقلب موازين اللعبة الاقتصادية
محمد حيدر البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في تعاملات السوق ومصطلحات الاقتصاد يقال ان راس المال جبان ، و لابد من ان يكون له قوة تسنده وتعزز مسيرته تصاعديا ، لذا فان الإقتصاد والقوة عنصرا حسم، ف من يمتلك إحداهما يستطيع بناء حواجز ومصدات قوية خلف أسواره الخارجية، اي ان  هذان العنصران، يشكلان عصب السياسة العالمية.

 

اليوم عراقنا يمر بمفترق طرق ، فالتحديات تتربص به من كل جانب ، بل وتكاد تشلّه ان لم تكن كذلك ، فالتحديات الامنية من جهة ، والاقتصادية من جهة اخرى ، حيث انخفاض اسعار النفط وترنحها بين صعود وهبوط قد اثر سلبا على موازنة الدولة العامة وبالتالي انسحب تاثير ذلك على كافة مفاصل الحياة .

 

ان امتلاك أي دولة لأيٍ من الاقتصاد والقوة او كلاهما معا ، سوف يمكنها من التأثير في المعادلات الإقليمية والدولية، الإقتصاد، أوله النفط، فمن يمتلك النفط قطع ثلاثة أرباع المسافة، فالربع الاخير المتبقي هو مساحة التأثير والذي يعد المساحة المريحة التي يتحرك بها البلد لإحداث التوازن.

 

الاستراتيجة التي اتبعها وزير النفط عادل عبدالمهدي قد اتت ثمارها الاولى حيث السعي نحو تحقيق الجزء الاخير كون ان الاول يمتلكه العراق كحاصل تحصيل فهو يمتلك النفط ابتداءا وهو بذلك قطع ثلاثة ارباع المسافة ولديه المساحة المتبقية التي من خلالها سيكون اللاعب الاساسي في تغيير موازين اللعبة الاقتصادية في العالم ، وبالتالي احداث التوازن ، ان لم يكن اليوم فحتما سيكون في الغد القريب ، كون ما يجري الان من تراجع للاسعار هي ليست حالة اصيلة بل لها ابعادها السياسية ولابد ان تنتهي قريبا لترتفع من جديد اسعار النفط . 

 

تعتمد سياسة وزير النفط التي طالما طرحها في اكثر من مناسبة في توسيع دائرة الحلقة النفطية على اعتبار ان العراق اليوم يمر بأزمة اقتصادية ، بالاضافة الى تدهور اسعار النفط ، حيث سيكون ذلك من خلال اطلاق التراخيص وكذلك استخراج الآبار النفطية ليصل سقف الانتاج الى (4) ملايين برميل يوميا نهاية عام 2015 وستكون آلية رفع سقف الانتاج من خلال استقطاب الشركات النفطية العالمية والصناعية لاستخراج الآبار النفطية وسد العجز المالي ، وبالتالي سيتعافى اقتصاد البلد من جديد وتزداد قوته السياسية وتاثيره الاقليمي والدولي .

 

إذن فالنفط قد يحقق للسياسة ما عجزت عنه السياسة نفسها، وهذه الإستراتيجية، فضلاً عن نفعها المباشر للإقتصاد العراقي، وتحسينها للواقع برمته؛ ستؤدي إلى المساهمة الفعّالة في سحب فتيل أزمات كبيرة في المنطقة، وإستثمارها لصنع السلام ، وبذلك سيقلب موازين اللعبة الاقتصادية ويكون اللاعب الاساسي فيها عاجلا ام آجلا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حيدر البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/25



كتابة تعليق لموضوع : العراق وقلب موازين اللعبة الاقتصادية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net