صفحة الكاتب : واثق الجابري

حتمية الأصالة لتغيير الفشل
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إنتشر الفساد كالأخطبوط، الذي يلتف على جسد الدولة، ويبتلع الثروة، ويحارب المواطن، وعند مقارنة الفساد بالعمل الواقعي، نجد مؤسسة الفساد هي الحاكمة، وما ضاع بالفساد أكثر من مشاريع تلامس الحياة؛ لضعفت الهيئات المستقلة، التي يناط بها المراقبة والمحاسبة؛ حتى أصبحت شريكة، ومظلة يحتمي بها الفاسدون، ومعظمها بالوكالة؛ على أساس الولاء المسبق أو المكتسب، وديمومة الدولة تفرض حتمية تغيير الفشل.
لم يقتصر حديث الفشل على لسان المواطن، وأصبحت القيادات السياسية تعترف؛ لكنها تعزوه، الى إتهام الشريك دونها؟!
تتحدث البيانات، عن أرقام مهولة وواقع كارثي، وهدر مليارات دون مسوغ ولا محاسبة، مقابل تراجع مخيف، ولم يشهد بناء أيّ مشروع عملاق، أو تخطيط إستراتيجي، وما تزال شواهد الخراب، تشير الى أيادي خفية؛ تُصر على بقاء هياكل مهدمة؛ من جراء ضربات قوى التحالف الدولي، أو التخريب والحرق المتعمد، بعد سقوط الدكتاتورية، لم يعمرها أو يستثمرها النظام الحالي؟!
سُمي النظام السياسي بهذه التسمية؛ كونه يقوم بمنظومة قوانين، نابعة من دستور يمثل إرادة الشعب، يتلائم مع طبيعة الدولة وحاجة مواطنيها، وينضوي تحت مظلة القوانين الدولية، ويُقر بفصل السلطات، ووجود ضوابط ضامنة لمحاسبة المقصر؛ بإستقلالية، تتماشى مع مصلحة الدولة، وتشكل لها هيئات تدعى: الهيئات المستقلة.
حاول وأصر بعض الساسة؛ على تمرير مفهوم الإستقلالية، وكيفية إختيار أعضاء هذه الهيئات، وإطلاق كلمة حق أُريد بها باطل؛ حتى روج ساسة ووسائل إعلام بأن أعضاءها مستقلين، ومن هذا التلاعب بالألفاظ، يتحرك الرأي العام.
أن معنى التعريف الحقيقي لمفهوم إستقلال الهيئات؛ يعني أنها مستقلة عن عمل الحكومة، ورقيبة على السلطة التنفيذية؛ فيما يعرف جمهور الناخبين بأنه الشعب السياسي، الذي تجاوز سن الرشد، وله حق المشاركة بالقرار، بطريقة مباشرة، او إختيار من ينوب عنه، وبذلك لا يمكن إعتبار أيّ مواطن مستقل بحد ذاته، ثم أن مشروع الدولة يكون على شكل برامج وتطلعات، وتتأسس على أثرها الأحزاب.
يهدف التغيير، الذي كان شعار لمعظم القوى السياسية؛ الى محاربة الفساد؛ بعد أن أصبح له سطوة أكثر من مؤسسة الدولة.
التغيير يُقصد به، الدرجات الخاصة، من وكيل وزير فما دون، وإعادة هيكلة الهيئات المستقلة، ومن يرفض بذريعة كراهية المحاصصة، عليه أن يثبت، هل كانت الهيئات مستقلة بالفعل؟! وهل لعملها نتاج واقعي، وأن التغيير هو تبديل الوكالة الى الأصالة، ومنع الحكومة، من الوقوع بأخطاء سابقتها، إذْ لا يوجد إنسان مستقل بلا تفكير؛ ولكن يوجد مفسد أو مصلح، وكم من يدعي الأستقلالية، ظهر بشكل حوت يُريد إبتلاع النظام السياسي، ويعود الى الحزب الواحد؟!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/13



كتابة تعليق لموضوع : حتمية الأصالة لتغيير الفشل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net