صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الأنبار مملكة داعش
هادي جلو مرعي
تختلف صلاح الدين في تضاريسها ونوع سكانها وإمتداداتها المكانية عن الأنبار، ويمكن التخلص من أعباء وجود داعش فيها، وهو ما لايمكن أن ينسحب على الأنبار الواسعة والممتدة، والتي يغلب عليها طابع الصراع المتحرك.
في صلاح الدين لم يكن سوى داعش وجيوب سكانية محدودة. فقد نزح غالب السكان من مناطقها، وكانت تبدو فارغة أحيانا حين تدخلها القوات العراقية والحشد الشعبي، كما إن بنيتها السياسية متراصة فغالب قادتها السياسيين من عشائر جبور المتماهين مع الحكومة والحشد، ولديهم خصوصية في التعاطي مع داعش ومخالفيهم من أبناء العشائر الأخرى، سواء التي وقفت مع التنظيم المتطرف، أو تلك التي كانت على الحياد.
جغرافيا صلاح الدين متصلة ببغداد والأنبار وديالى وكركوك والموصل، وكانت العديد من المناطق القريبة من ديالى تتعرض لضغط القوات هناك، مع دعم البيشمركة، فكان الحصار ممكنا، حيث سامراء التي جعلت قاعدة متقدمة للقوات العراقية التي شكلت فيها خلية أزمة منذ اليوم الأول لسقوط الموصل، وكان سهلا تحرك القوات من أكثر من محور، ولم يكن لوجود السكان من تأثير في تعطيل حركة القوات خشية وقوع خسائر بين المدنيين كما هو الحال في الموصل، أو الأنبار.
البيئة السياسية في الأنبار غير مواتية فالخلافات عميقة بين زعماء العشائر وأتباعهم حتى إن الصحوات التي قاتلت القاعدة في السابق منشقة على نفسها، بينما يقاتل أبناء العشائر مع الجيش النظامي ويوجد أخرون مع داعش، وبعضهم على الحياد، وتوجد الصحراء حيث يسعى المقاتلون الأجانب والعرب والعراقيون الى سحب القوات لتتيه هناك وتستنزف وتفتح معها عشرات الجبهات في ظل تقاعس التحالف الدولي وعدم رغبة الحشد الشعبي القتال بالشراكة معه.
مؤشرات عديدة تؤكد عزم واشنطن إطالة أمد وجود التنظيم المتطرف في العراق وسوريا لتصفية بعض الملفات السياسية والأمنية والإقتصادية على مستوى المنطقة والعالم، والتمهل بعد فتح جبهة اليمن وقرار إطالة أمد المعركة هناك، وإغراء العرب ليكونوا جزءا من المحرقة بعلمهم، أو بدونه. هذا يدفع الى القول، إن القوات العراقية قد لاتتمكن من حسم المعركة بسرعة في الأنبار، وهناك من يفكر بضرورة تغيير الإستراتيجية المرسومة لطرد التنظيم من الموصل حيث إستمرار مقاتلته في الأنبار، وأن توكل مهمة قتاله للجيش النظامي العراقي والبشمركة بدعم الطيران الأمريكي الغربي على جبهة الموصل، وهو ماسيدفع الحكومة العراقية والقوات الحليفة الى إتخاذ قرار بإقتحام الموصل حتى مع عدم نهاية داعش في الأنبار.
حققت البيشمركة منجزات على الأرض عديدة طيلة الشهور الماضية، وليس من المؤكد أن تقبل قيادات سياسية ودينية في الموصل والأنبار بمشاركة الحشد الشعبي الذي يجب أن لايستنزف بقوة في هاتين المعركتين، والإستعداد لحماية بغداد من خطر محدق آخر مع وجود نية عربية لإعادة رسم خارطة المنطقة بعد عاصفة الحزم وسيكون الحشد الشعبي هدفا لعاصفة جديدة قد يتغير إسمها بمشاركة الطيران العربي وبضوء أخضر أمريكي.
إذن لابد من إبقاء داعش، وعدم السماح بهزيمتها من قبل الشيعة لتكون سببا مقنعا للتدخل العربي في المرحلة المقبلة بحجة طرد التنظيم الإرهابي دون نسيان وضع الحشد على قائمة الأهداف المحتملة للضربة كما هو الحال مع الحوثيين في اليمن، وتشكيلات في سوريا ولبنان.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/14



كتابة تعليق لموضوع : الأنبار مملكة داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net