صفحة الكاتب : مهند ال كزار

عام على أسر حبيبتي
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نقلني الزمن, الى مكان كانت فيه الخطوة الاولى نحو الامل, الذي يتمناه كل شاب, عاش مراهقته بين براثم الخوف والعسكرة وتصرفات حكم الغاب.
بدأت مسيرتي من ذي قار, كنت أظن أن خطواتي أحداها في الجنة والاخرى في النار, تتقادفني المراهقته مابين الخوف وتساؤلات كثيرة, وهل سأكون منسجماً مع أعراف وتقاليد تلك الديرة.
لم يكن عمري حينها سوى عشرين عام, أمتزجت بالحياء والخجل وأمنيات ساقتها الى مخيلتي الاحلام, لم أكن أتخيل بأنني سوف أتعرف عليها في يوم من الايام, حتى أيقنت بأن الحب يأتي من غير ميعاد.
تنفست هواء عبيرها, وأحببت ضحكتها وعويلها, أخذتني بعيداً جداً عن عالمي الحقيقي, وأصبحت في عيني كالجمال الدمشقي, حتى أصبحت لا افارقها, ولا يبعدني عنها سوى أشتياقي لوالدتي.
الا أن القدر كان أكبر من عشقي, أبعدها عني وأبعدني, تلاقفتها خفافيش العتمة السوداء, وقتلت فيها كل الاحبة والاصدقاء, وأطفئت فيها كل المصابيح التي تنير طريق الحياة المستقبلية.
ودعت حبيبتي الغافية, على شواطئ دجلة الصافية, لكنها لم ترد علي التحية! لانها أصبحت ضحية, لمجازر يومية, تنفذها القوى التطرفية,حينها تركت فيها دراستي الجامعية.
منذ ذلك الحين, وانا منتظر لكي أرد الدين, لمدينة منحتني الصداقة, والمحبة, والذكريات, التي لاتنسى الا في الممات.
عام كامل, وهي تحت طائلة حكم السفالة, الذين سيطروا على جامعتي, والغابات, وفجروا مكان أستراحتي, عند قبر النبي يونس, وهدموا كنيسة مارلين التي كانت جارتي, تتقاسم الجدار مع غرفتي.
تحلم هي بالحرية, وانا بزيارة كلية العلوم السياسية, التي تخرجت منها ومنحتني الحياة المنهجية, زيارة غاباتها وأشجارها المخملية, التي تأسرت هي أيضاً والبسوها سوادها لكي تجاهد, جهاد النكاح مع الرجال الداعشية.
تيقني ياحبيبتي بأن الصبح ليس ببعيد, ومن سوف يقوم بتحريرك شخص عنيد, صاعداً نحو الامام في أتجاه الشمس, وأعلمي بأن العواصف تجعل من الجذور تتمسك بالتربة, فتصبح أعمق في باطن.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/18



كتابة تعليق لموضوع : عام على أسر حبيبتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net