صفحة الكاتب : ميثم المعلم

شبكات التواصل الاجتماعي ... والجيل الناشئ
ميثم المعلم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل سنوات عديدة  ظهرت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم  مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والإستغرام والواتساب، وكان هدفها الأولي  تعزيز  التواصل الاجتماعي بين الناس والتقريب فيما بينهم . لكنها أصبحت فيما بعد من أهم وسائل التواصل اليومي المباشر مع الناس على اختلاف فئاتهم  وأطيافهم ، فهي قاعة التدريس للمعلمين  لتقديم علومهم  ومعارفهم  ، والسوق التجاري لرجال الأعمال والمؤسسات لعرض مشاريعهم  ومنتجاتهم ، والمنبر لرجال الدين و الفكر والثقافة  لنشر فقهم وعلومهم وأرائهم ، والساحة المفتوحة  للشباب والشابات للتعبير عن أفكارهم  واهتماماتهم ورغباتهم ومشاكلهم ، و المصدر الأساسي و الحقيقي للتعرف على ثقافة وأخلاق أفراد  المجتمع  بكل اتجاهاته وطبقاته  ، وإحدى الوسائل الموضوعية لتقييم المجتمعات دينيــًا وأخلاقيــًا وفكريــًا واجتماعيــًا وحضاريـــًا .
 
هل  استخدم الشباب والشابات مواقع التواصل الاجتماعي  في تنمية أنفسهم علميــًا وأخلاقيــًا وتربويــًا كما ينبغي ؟ وهل يمتلك الجيل الناشئ  القدرة على تحليل كل ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي لكي يأخـذ الجيد ويترك السيئ ؟
 
إننا عندما نأخـذ نظرة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي بجميع أنواعها  نرى الكم الهائل من الشتائم والسباب والتجريح ، والمشاحنات الاجتماعية والرياضية والفكرية  ،  وتصفية الحسابات الشخصية  والطائفية والمـذهبية  ، مما أدى إلى نشر ثقافة الكراهية والعنف اللفظي في عالم الإنترنت ،  حيث نلاحظ عدم استخدام الشباب والشابات الوسائل الاجتماعية في تنمية أنفسهم علميــًا وأخلاقيـــًا وتربويــًا  كما ينبغي  .
 
 لـذا على الجهات التربوية والتعليمية  إيجاد مواد دراسية  ضمن المنهج الدراسي  ودورات تثقيفية  ضمن  الأنشطة اللاصفية تقوم بتدريس الشباب والشابات على  كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعية بشكل صحيح وفق معايير وقيم  أخلاقية . ويجب تدريس  الطلاب والطالبات حقيقة واقعية وهي  إنه لا يوجد بلد واحد في العالم على سطح الكرة الأرضية إلا ويوجد فيه تعدد أديان أو تعدد مـذاهب أو تعدد طوائف أو تعدد أعراق ، وإن الدول تحاول أن تجعل هــذا التعدد أمرًا إيجابيــًا في تنمية الأوطان بصورة حضارية .
 
 
 
وللأسف إن الجيل الناشئ عاجز عن تحليل كل ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا يعرف  كيفية تحليل محتواها  ، ولا يفرق بين الأفكار الإسلامية الأصيلة والصحيحة التي تحث على  بناء الأوطان والمحافظة على استقرارها الأمني والاجتماعي ، وتطبيق القوانين العامة واحترامها ، وتشجع على احترام  كرامة الإنسان وحقوقه  مهما كان لونه أو قبيلته  أو عرقه أو دينه أو مـذهبه  ،وبين الأفكار الطائفية و التكفيرية و الإرهابية التي تشجع على تدمير الأوطان أمنيــًا واجتماعيــًا ، والتمرد على القوانين العامة ، و النيل من الإنسان وكرامته ، والإساءة إليه ، والتشهير به ، و استباحة دمه وقتله بأبشع الصور الوحشية التي لم يعرف التاريخ الإنساني لها مثيلا .   
 
 لـذلك رأينا  التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في نشر أفكارها التكفيرية ، وتجنيد بعض صغار السن لتيارها المنحرف ، وتدرب العناصر المتطرفة على تنفيـذ عملياتها الإجرامية ، حيث تؤكد الدراسات إن من انظموا إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
 
ومن هنا  نناشد المفكرين والمثقفين المحترمين والإعلاميين المتميزين  ورجال الدين المعتدلين والأطباء النفسين المخلصين  التوجه والتواجد بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي ، وفتح قلوبهم وعقولهم للشباب والشابات  والإجابة على أسئلتهم وحل مشاكلهم الفكرية والدينية والنفسية والحياتية ،  وتعليم أبنائنا وبناتنا المهارات  العقلية اللازمة لتحليل المحتوى الموجود في الوسائل الاجتماعية ، لكي يفرقوا بين الصواب والخطأ ، وبين الخير والشر ، وبين الحق والباطل ، من أجل حمايتهم من الوقوع في التيارات الفكرية الفاسدة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميثم المعلم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/29



كتابة تعليق لموضوع : شبكات التواصل الاجتماعي ... والجيل الناشئ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net