المرجعية قالت كلمتها ولكن ؟
طاهر الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طاهر الموسوي

بعد أن وضعت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالإمام علي السيستاني على لسان معتمدها خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي ووضعت فيها النقاط على الحروف واعطت الضوء الأخضر لأول مرة منذ التغيير عام 2003 لمسؤول حكومي يشغل ارفع منصب تنفيذي في البلد وهي تعي بكل تأكيد حجم المرحلة التي يمر به العراق من حرب على تنظيم داعش الذي يحتل أجزاء كبيرة من العراق بالاضافة الى قلة الموارد المالية بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا والانفاقات العسكرية الكبيرة.
ولم يأتي موقف المرجعية إلا بعد ان وصل المواطن العراقي الى حالة من اليأس وعجز الحكومات في تصحيح الأوضاع خصوصا في جانب الخدمات الرئيسة التي باتت الهم الأكبر الذي يهدد البلد بعد الإرهاب والفساد وفشل جميع الحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ السقوط وحتى اليوم بسبب المحاصصة الحزبية ومطالبة جميع الأحزاب بحصتها من الكعكة ناهيك عن الأطماع الكردية في الاستيلاء على إيرادات صادرات نفط الإقليم بالاضافة الى حصتها من الميزانية الاتحادية دون أن تقدم سنت واحد مما تجنيه من عائدات مالية من تصدير النفط ورسوم المنافذ الحدودية وغيرها، فضلا على عدم إخفاء طمعها في التمدد على حساب اراضي كانت خارج سيطرت حكم الإقليم حتى الأمس القريب.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع السيد العبادي النجاح في هذا الامتحان العصيب والصعب مع ما يمتلك من تأييد من قبل المرجعية وايضا تأييد جماهيري لا يستهان به ؟
للجواب على هذا السؤال يجب ان نضع الاصبع على الجرح وهنا تكمن المعضلة !! وكما يعلم الجميع أن مجلس النواب والحكومة مكونه من عدد من الأحزاب السياسية وهي بدورها تمثل مكونات الشعب العراقي( الشيعة والسنة والعرب والاكراد والمسيح ) وباقي الأقليات وحتى الأحزاب نفسها منقسمة ولا يمثل أي منها مكون بعينه فالشيعة مثلا لديهم عدد من الأحزاب والتيارات والحركات وهذا نفسة ينطبق على باقي الأحزاب ، وكل حزب لديه قواعد جماهيرية خرجت وانتخبت ممثليها الذين هم اليوم اما في مجلس النواب أو في الحكومة وبكل تأكيد هذه الأحزاب تبحث عن حصتها من الوزارات وكلا حسب استحقاقه الانتخابي وليس فقط في الوزارة ولكن يصل الأمر الى عامل الخدمات في هذه الدائرة أو تلك المدرسة ناهيك عن السفارات والهيئات وووو.
من هنا ما عله يعمل هذا الرجل بالرغم من كل هذا الدعم له من قبل المرجعية الدينية والجماهير؟ وهنا أؤكد ليس كل الجماهير فهناك من الاحزاب منع جمهوره من النزول والمشاركة برغم من اعلانهم عبر وسائل الإعلام المرتبط بهم دعمهم لهذه التظاهرات ومطالب المرجعية، ولكن لم يخفوا قلقهم من المندسين ووجود مؤامرة تريد إسقاط النظام والدولة وهذا يكشف من امور لا تخفى على اللبيب انهم لا يرغبون باي تغيير الأن رغم عدم قدرتهم من احداث التغيير الذي كانت تطالب به المرجعية قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة .
إذا وحسب قراءة بسيطه للمشهد للأيام والأسابيع المقبلة سيكون كما أعتقد ؟
ستكون هناك بعض التغييرات في بعض الوزارات والمناصب الثانوية ربما تطيح ببعض المدراء وصغار الموظفين ، كما ستحاول الأحزاب المتنفذة ولديها وزراء الضغط على وزرائها بشكل وآخر في بذل مجهود لإثبات النجاح ولو على حساب الإيرادات التي من الممكن أن يستفيد منها هذا الحزب أو ذاك من هذه الوزارات التي بيعت بعضها في مزاد قبل تشكيل الحكومة في عمان حسب قول بعض السياسيين!!.
سوف تتحسن بعض الخدمات لامتصاص غضب الجماهير التي ليس لديها اي انتماء حزبي؛ وسوف يبقى البعض من الاحزاب الصغيرة ممن تريد أن تثبت أنها هي المطالبه الوحيدة بحقوق هذا الشعب المظلوم!! ولكن لغايات حزبية ربما تعود لها ببعض الأصوات في الانتخابات المقبلة
وهذا السيناريو هو الأقرب للتنفيذ حاليا ولكن هل سينجح السيد العبادي هذا هو المهم في تنفيذ هذا السيناريو الأقرب للواقع حسب معطيات المشهد السياسي ؟.
اما السيناريو الآخر الذي يمكن أن يغير الخارطة الحكومية برمتها فهذا السيناريو هو بيد المرجعية وحدها ومن يتبع المرجعية وهم أكثر من 18 مليون مواطن عراقي ويتلخص هذا السيناريو ( بإعلان المرجعية دعمها لشخصية قيادية من الممكن أن تكون مرضية من قبل أغلب الشعب العراقي ) وهذا هو المهم لقيادة البلد مع إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة انقاذ وطني مكونه من عدد الوزراء قبل إجراء انتخابات جديدة بعد سنة على أقل تقدير، وسيكون للحشد الشعبي قول الفصل فيها كونهم جنود المرجعية ومحط ثقة اغلبية الشعب العراقي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat