صفحة الكاتب : صادق المولائي

التظاهرات ومحاولات المنافقين والإنتهازيين
صادق المولائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يشهد العراق اليوم حراكاً جماهيرياً شعبياً واسعاً تجسدَ بمظاهرات تُندد بالمسؤولين جميعهم ممن سارعوا لركوب القطار الأمريكي، الذي انطلق بعد إسقاط نظام الطاغية صدام المقبور في 9/ نيسان/2003، رغم ان أغلبهم ظاهرا يرفضون الوجود الأمريكي كذبا ونفاقا، بينما يتلقون التوجيهات منهم ولا يخطون خطوة إلا بأمر منهم، فضلا عن علاقاتهم وإرتباطاتهم المشبوه بأنظمة دول المنطقة على حساب مصالح العراقيين ومستقبلهم، بعض منهم يرتدي عباءة الاسلام وكذلك العمامة وآخرين بأسم الحقوق القومية للأقليات.
 
 
 
لقد جلبوا الويلات والدمار والخراب لهذا البلد وضياع ثرواته وأمواله حتى بات العراق عاجزا عن تأمين رواتب الموظفين والعسكريين والمتقاعدين وضحايا الإرهاب، وباتت خزينة الدولة خاوية ولا احد يعرف مصير مئات المليارات من الدولارات.
 
 
 
في حين قدم العراقي كل ما بوسعه وتحمل الإرهاب والتفجيرات المستمرة والقتل والتشريد والتهجير والجوع والعطش، فضلا عن حرمانه من الخدمات العامة الرئيسة كالكهرباء والمياه النقية وفرص العمل والتأمين الصحي والتعليم المجاني، وكذلك الطرق والشوارع السريعة والنظيفة وفرص التطور والعمران وغيرها في حين يُعد العراق في مقدمة البلدان بالخيرات والثروات ومن أغناها قاطبة.
 
 
 
لقد تهاوت وسقطت أقنعة كل الساسة والمسؤولين خلال مسيرة العملية السياسية التي تلت سقوط المقبور والتي سُميت بالعهد الجديد، وأنكشف الوجه الحقيقي لكل واحد منهم وتبينوا انهم قطعان من الذئاب والضباع والقوارض، نهشوا العراق من كل حد وصوب وأنكبوا عليه فتكاً ونهباً وسرقة وباعوا المحافظات العراقية مقابل بقائهم في السلطة وتأمر كل كتلة منهم من جهة مع دول الجوار وأمريكا.
 
 
 
ولكن الغريب في الأمر والعجيب ان كل الكيانات المشاركة في العملية السياسية وفي مقدمتهم قادة الكتل والوزراء وأعضاء البرلمان، وكذلك منظمات المجتمع المدني والتي تبينت انها دكاكين لتلك الكيانات، والقنوات الفضائية التي تتلقى الدعم المادي منهم، وآخرين عُرفوا بعبادتهم المطلقة للقائد المُفدى او قائد المرحلة او رجل الضرورة او من المؤمنين بفكرة صمام الأمان على الصعيد السياسي او المذهبي او القومي بالنسبة للأقليات وغيرهم، فضلا عن أشخاص ثبت تورطهم بعمليات فساد وسرقات وتزوير، نراهم يستنكرون حالات الفساد الإداري والمالي المستشري في البلاد عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكأنهم غير معنيين بالفساد ولم يكونوا قط سببا لتلك الظاهرة، والأغرب في كل ذلك نجد بعضا منهم أمتطوا على الفور صهوة التظاهرات الإحتجاجية التي إنطلقت ضد سراق المال العام واللصوص والمفسدين وأصحاب المشاريع الوهمية وصفقات المواد الفاسدة والإيفادات المفتوحة والسفريات الإستجمامية والمرضية او لأداء فريضة الحج والعمرة مع العائلة والحاشية التي فتكت بالبلاد وأهلكت العباد وضيعت الأموال العامة والخيرات والثروات.
 
 
 
انها محاولة أخرى من السراق لسرقة جهود الغيارى والشرعية من أصحابها الحقيقيين وهموم ومشكلات المعدومين والفقراء وتضحياتهم لهذا الوطن، ومحاولة لركوب قارب الإصلاح والتغيير لإنقاذ أنفسهم والتهرب من الحساب الذي ينتظرهم بسبب الفساد والسرقة والعمالة، وكذلك خيانة الأمانة والتسبب بتهجير الموطنين من منازلهم ومدنهم وفقدان اموالهم وممتلكاتهم فضلا عن تسبب بقتل الأبرياء، ناهيك عن حرمان العراق وشعبه من حق العيش الطبيعي والحياة إسوة ببقية البلدان.     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق المولائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/13



كتابة تعليق لموضوع : التظاهرات ومحاولات المنافقين والإنتهازيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net