عديلة حمود.. يا بنت الحشد الشعبي!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم أستغرب قط حين قرأت الخبر الخاص بقرار وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود بمنح جرحى، ومرضى أبطال الحشد الشعبي الاولوية القصوى في العلاج داخل وخارج العراق..
وربما يسألني أحد الأحبة القراء، فيقول:
ولماذا لم تستغرب يا أخانا؟
فأقول له: لأني أعرف هذه الدكتورة العصامية، البطلة، وأعرف أباها، وأسرتها الكادحة جيداً.. بل وأتشرف أن أكون صديقاً قديماً لوالدها المناضل الوطني الشجاع، والرجل الذي لم يبع موقفه يوماً رغم معاناته، وعذاباته مع زبانية النظام الساقط، وأجهزته البوليسية، ولم ينزل رايته الوطنية رغم إشتداد الريح في أشرس الظروف، وأصعب الأيام..
حمود أبو عادل..
ومن لا يعرف هذا الأسد، الذي يتشرف به الأهل والأقارب والأصدقاء والمحبون..؟
من أجل ذلك وجدت قرار الوزيرة التي ولدت من ظهر هذا البطل طبيعياً..
ربما يكون الأمر مهماً عند غيري، وقد يكون استثنائياً عند البعض الآخر، لكن من يعرف الدكتورة عديلة جيداً، ويعرف أباها، وأخوتها، فلن يدهش، أو يتعجب أبدا..
وهنا لابد ان أتوقع سؤالاً آخراً من بعض الأحبة القراء أيضاً، وهو الذي يتعلق بآلية عمل وزيرة الصحة، وفيما إذا كان منح جرحى الحشد الشعبي أولوية في العلاج خارج العراق يستحق أن ينال هذا الإهتمام، والترحيب، والشكر.. ام أنه جزء من واجباتها الوظيفية؟
والجواب: نعم، هو من واجباتها.. ولا تستحق عليه الشكر والثناء، هذا لو كان الحال يجري في بلد طبيعي وفي ظروف طبيعية.. اما ان تأتي السيارة من الجبهة مغطاة بالأتربة، وموشحة بالدم، وهي تحمل نعوش فتية جاءوا من مدن بعيدة، تطوعوا للدفاع عن مدن أخرى، وعن (بشر) آخرين، جاءوا يحررون هذه المدن المحتلة، ويعيدون الحقوق المغتصبة لأهلها النازحين، فيستشهد بعضهم، ويصاب البعض الآخر، وبدلاً من أن تسمع كلمة شكر لدماء هؤلاء الفتية، تسمع كلمات حقيرة تذبحك من الوريد الى الوريد يطلقها هذا (الوزير الخنزير) عبر هذه القناة الحقيرة، أو تلك.. وينبحها هذا (المسؤول الكلب) او ذاك، فيتهم فيها أبطال الحشد الشعبي الميامين الذين ضحوا بأرواحهم من أجله، وأجل الحفاظ على شرفه، ثم يرمي تلك (السيارة) المحملة بنعوش الفتية بسرقة (ثلاجة)، فهذا والله أمر تستحق عليه الوزيرة كل الشكر والتقدير!!
وهنا يكمن الفرق بين الطرفين، وأظنه فرقاً كبيراً.. فما بين وزيرة شجاعة هي (بنت أبوها) تمنح حقوق أبطال الحشد الشعبي ما يمكن لها أن تمنحهم أياه من حقوق، وبين وزير آخر يشتم الحشد الشعبي بلسانه الأعوج فروقات كبيرة جداً.. وإذا كانت الدكتورة عديلة بنت المناضل حمود حسين العبودي عراقية أصيلة، ونجيبة، وحرة، ووفية لدماء أهلها، فإن المسؤولين (الآخرين) من الذين ينكرون، ويجحدون حقوق، ودماء من حفظ لهم أرضهم، وصان لهم عرضهم، بعيدون عن الذكر الطيب، والمرور الكريم.
ولا أقول أكثر من ذلك، لأني أخشى ان (أفوت بالقضية زايد، وأخرب الأمور)!!
فتحية للعادلة عديلة حمود بنت الفقراء الكادحين الشرفاء.. بنت الحشد الشعبي الميامين.. ومجداً للدماء الطاهرة التي سالت من اجساد أولادنا الأبطال، ولعنة الله التي لا تنقطع على من جحد دم فتية الحشد الميامين، وأنكر نعمتهم عليه..
نص الخبر الخاص بقرار الوزيرة:
( أكدت السيدة وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود حسين على ضرورة ايلاء علاج جرحى الحشد الشعبي والمرضى الاولوية القصوى من خلال الاسراع بارسالهم للعلاج في ارقى المستشفيات الاجنبية
جاء ذلك خلال ترؤسها اجتماع اللجنة العليا للاستقدام والاخلاء الطبي. وناقشت فيه مع الوكيل الفني للوزارة الدكتور ستار الساعدي والمستشار القانوني للوزارة ومديري اقسام الاستقدام والاخلاء الطبي والحسابات والتدقيق في مركز الوزارة مقررات اجتماع اللجنة الذي عقد قبل اسبوعين وبحث ماتم انجازه للاسراع بعلاج المرضى وجرحى الحشد الشعبي ومنح الصلاحيات لعدد من المستشفيات لشراء المستلزمات الضرورية لاجراء العمليات الطبية المعقدة وفق ضوابط وضعتها اللجنة، وحسم موضوع الاعلان لاستقدام الفرق الطبية الاجنبية لاجراء العمليات الجراحية في المؤسسات الصحية العراقية وتوجيه الدعوات المباشرة للمستشفيات الاجنبية لاستقبال وعلاج جرحى الحشد الشعبي والمرضى والتأكيد على ضرورة الاسراع بوتائر العمل من خلال زيادة اعداد الموظفين العاملين في لجان الاستقدام والاخلاء الطبي والتدقيق والحسابات..).
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat