تجميد الدستور وحل مجلس النواب
عمار العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتوهم البعض فيعتقد بان الكتل (السياسية ) التي نشأت مباشرة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 هي أحزاب سياسية تتمتع بأنظمة داخلية وتنتخب قياداتها بشكل ديمقراطي وهي لا تختلف كثيرا عن أخواتها في السودان او جيبوتي او ارتريا والحقيقة الصارخة هي أن اغلب الذين وفدوا الى العراق من خارج الحدود في ذلك التاريخ كانوا من الناشطين في الأسواق العالمية فهم بين تاجر وبقال وعطار وبائع خضر ...الخ وهناك من الوثائق الكثيرة ما يؤكد هذه الحقيقة لذلك فقد حولوا العمل السياسي الى سوق لا يختلف كثيرا عن سوق( امريدي ) او أسواق البطيخ والرقي والثوم والبصل ومختلف أنواع (الخضرة )حتى أصبح قياس النجاح السياسي في حجم الاستحواذ على الأموال المنهوبة وكلما كانت هذه الكتلة أو تلك قد سيطرت على الحصة الأكبر من الميزانية العامة تصدرت المشهد السياسي وراحت تزعم أن منصب رئيس الوزراء قد أصبح من حقها واستحقاقها ..لقد انشؤوا فورا وبإشراف من سيئ الصيت (برايمر ) دكاكين تعود ملكيتها الى أفراد اوعوائل (الملك مسعود البرزاني نموذج )ثم عرضوا بضاعتهم على ارصفه مقراتهم في بغداد والمحافظات والتي هي عبارة عن أموال عائدة للشعب وسلطة يفترض أنها مستمدة من الشعب وفرص عمل هي قطعا من حق أبناء الشعب فتجمع حول تلك الدكاكين وعلى أبوابها أعداد كبيرة من المتسوقين الطامعين والمتربين على فتات الموائد والجائعين لسلطة او وجاهة يعالجون بها عقدهم المريضة مقابل التزمير والتطبيل من اجل الحصول على أصوات الناخبين التي تمثل رأس المال الثابت في تجارة تلك الدكاكين و أولئك المرابين ...ان فئة الانتهازيين في العراق عريضة وواسعة ومتخصصة في صناعة( الدكتاتور) وهي نفسها صفقت لصدام حسين ووقعت له بالدماء وهتفت له بالحياة وبالموت لأعدائه وحين سقط كانت اول المنقلبين عليه والمغنين للعهد الجديد الذي سيملأ العراق عدلا وانصافا فاحتضنتهم جميع الدكاكين وتوزعوا عليها وفقا لحاجتها ,,,
ولذلك فان جميع ما يمكن أن يصدر من تجار السياسة وسياسة التجار بما في ذلك قانون الأحزاب لا يمكن أن يكون إلا في خدمة مستثمري السلطة في هذه البلاد المبتلاة ...
إن الحل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم يكمن في تجميد دستور المكونات والمحاصصة وحل مجلس النواب الذي انبثق منه وتشكيل حكومة إنقاذ موقنة لأجل مسمى ترتب خلاله لبناء عراق جديد على أسس صحيحة ...
وقد يسال سائل فيقول ومن يستطبع مواجهة الحيتان المصممة على إحالة العراق إلى حطام بعد أن استفحل أمرها ؟
إن من يريد فعل ذلك فعليه الاستناد إلى شباب ثورة الإصلاح فليس هناك قوة أقوى من الشعوب كما أثبتت ذلك التجارب ....لقد هزم الشعب الصومالي أمريكا حين دخلت أرضه وخرجت تجر أذيال الخيبة فهل يستطيع الدكتور حيدر العبادي هزيمة حيتان الفساد بالاستناد إلى شعبه ؟؟؟ ان الله هو العالم ...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عمار العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat