هذا ليس شعار تظاهرة احتجاجية خرجت في "سوكَـ مريدي " يردده الفقراء والمحرومين هناك! ليطالبوا بأعلاء كلمة الباطل المفيدة للبعض وليسقطوا كلمة الحق المضرة للبعض الاخر, بل هو حقيقة حدثت وتحدث في الواقع السياسي يومياً وبدعم وتأييد أغلب الاطراف السياسية لاسباب لايعرفها الا فرج الحيدري وفراس الجبوري فهما الشخصان الوحيدان القادران على فك طلاسم هذه المعضلة وهذه الاشكالية العويصة!
لان المطالبة من قبل جهات سياسية معينة بعدم سحب الثقة من مؤسسة اثبت فسادها بالدليل القاطع ...!!! وكذلك تشكيل لجنة لتقصي الحقائق مجددا في قضية عرس الدجيل رغم اعتراف المذنبين, ولانقول بصدور الحكم القضائي بسبب تضارب الاراء وتباينها في الاعلام ... وهل حكم الاعدام الصادر بحقهم على نفس القضية ام على قضية قتل بائعي الغاز وحرق جثثهم في منطقة التاجي!! هي امور تثير الريبة والشك !!
ان نكون في جانب الحق اعلامياً وننتصر للباطل خلف الكواليس ... يعني ان هناك خلل في اخلاقنا ومبادئنا! ....ان نبكي على الايتام والارامل يومياً في الاعلام ونمنع مصادقة وتشريع قوانين تكفل لهم حياة كريمة وهانئة ... يعني اننا منافقون بامتياز .... ان ندين الارهاب من جهة ونحاول عرقلة تطبيق القانون العادل بحق مرتكبيه من جهة اخرى .. يعني اننا ارهابيون من الطراز الاول !
كيف سنعلم اطفالنا قول كلمة الحق؟ ونحن شياطين بشرية تمارس العهر السياسي والاعلامي يومياً وبلا اخلاق ... كيف سنعلم اولادنا العفة والنزاهة ؟ ونحن نسرق اونتستر على اللصوص والمفسدين ومزوري الانتخابات!! ....كيف نستعذ بالله من الشيطان ونحن نطالسه ليلاَ على فراش الرذيلة والخيانة ... كيف ندّعي السلام والاسلام ؟... ونبرر للزناة والقتلة افعالهم!
القضية تحتاج الى وقفة حقيقية ,ليس وقفة صمت ولا وقفة تفكير وتأمل بل وقفة ضمير حيّ كالذي حملته قلوب وافئدة " من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم " الشهيد علي اللامي ممن قضى نحبه وغيره ممن سقطوا شهداء من رجال الجيش والشرطة في محاربة الارهاب والمفسدين , "ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا " ... كالنائبة حنان الفتلاوي وغيرها من الوطنيين المخلصين لشعبهم ووطنهم.....رغم عدم شمولها بالاية التي تتحدث عن الرجال !!!
خلال الندوة* التي اقيمت في لندن على شرف النائبة في البرلمان العراقي الدكتورة حنان الفتلاوي وفي معرض ردها على بعض الاسئلة حول استجواب المفوضية العليا ( المستقلة ) للانتخابات اجابت الدكتورة ((انها تتعرض الى تهديدات منذ اول يوم فتحت فيه هذا الملف .... حيث ذكرت إن التهديد جاءها من جهات خارجية و من السفارة الامريكية و الامم المتحدة بالذات , بالاضافة الى اطراف عراقية )) ياسلام .... على الديمقراطية الحديثة ومروجيها!!!
هذا الموقف يذكرنا بالتهديدات التي تلقاها الشهيد علي اللامي رئيس هيئة المسألة والعدالة قبل سنة من اغتياله على يد المجرمين دون ادنى اهتمام او اجراء قانوني او وقائي من قبل الحكومة كان من شأنه الحفاظ على حياة الشهيد وعلى حياة اخيه الذي سقط قبل ايام وبنفس الايادي القذرة! ماذا فعل اللامي كي يسقط مضرجاً بدمه ؟ غيرقيامه بواجبه الوطني المكلف به وثباته وصموده بوجه التهديدات الكثيرة التي جاءت من نفس الاطراف التي تهدد النائية حنان الفتلاوي واسرتها الان!!
هل يجب علينا التصفيق لهذه السيدة الفاضلة بحرارة؟ لفترة معينة ونكتفي بالاطراء الاعلامي عليها وعلى مواقفها الوطنية النزيه في التصدي لاخطر الملفات الحيويّة التي تعيق تقدم الديمقراطية في البلاد !! وهل يجب الاشادة بصلابتها ومواجهتها لعصابات الفساد والمفسدين في بعض مؤسسات الدولة وحسب؟ وهل يجب علينا التخلي عن شخصية وطنية مهمة كالدكتورة حنان ونتركها واسرتها فريسة وهدف سهل لذئاب البعث وانصارهم من دول الارهاب العربي والعالمي الساعين منذ سقوط الصنم لاخماد كل الاصوات الوطنية العراقية من اجل تنفيذ مشاريعهم المشبوهه في العراق ....وكما حدث مع الشهيد اللامي ممكن ان يحدث معها ايضاَ وفي غفلة منّا , لنتبادل التعازي ونذرف الدموع الساخنة بحسرة وألم على فقيدتنا المغدورة !!! لاسامح الله .
لا احد منّا يريد ان يشهد اويتصور ذلك اليوم ... لذا اقول ان هذه السيدة الكريمة امانة في اعناق كل العراقيين الشرفاء داخل الحكومة وخارجها والسيد رئيس الوزراء تحديداً لما تحمله هذه النائبة من شجاعة ووعي كبيرين, وضمير حيّ وقدرة متميزة على دحض الاكاذيب والافتراءات سوى خلال استجوابها الاخير للحيدري او خلال مداخلاتها الحوارية عبر الاعلام والقنوات الفضائية , قدرات رائعة قلما نجدها في اغلب اعضاء البرلمان العراقي , فماذا نحن فاعلون ؟ للحفاظ على هذه المرأة العراقية الفريدة من نوعها , دعوة صادقة ارسلها للجميع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat