رد الإساءة بالإحسان .. محافظ ذي قار أنموذجا
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلمة أديب لها معنى أولي وظاهري هي كاتب الشعر والقصة والرواية وغيرها.. وهذا ما هو متعارف في الأوساط الثقافية. غير أن هناك معنى آخر اعتقد انه اكبر من المعنى الأول رغم عدم تسليط الأضواء عليه وعدم إدراجه ضمن صفات الأديب العديدة وهي الأدب أي الأخلاق والمبادئ والقيم التي يجب أن يتحلى بها ذلك الأديب من خلال احترامه لجمهوره ولتاريخه ولقلمه وتبنيه للقضايا الإنسانية التي تهم بناء المجتمع لتنير له درب السعادة والهناء والإصلاح.
من بين الأدباء الذين تنطبق عليهم اغلب صفات الأديب الناجح هو الأستاذ طالب الحسن الأديب والمحافظ الحالي لذي قار. فتجد لديه التواضع الواضح مع جميع طبقات المجتمع، والروح الإنسانية العالية التي يتحلى به شخصه، إضافة إلى قضيته التاريخية التي كان ولازال يحملها في حياته سواء الأدبية أو الاجتماعية أو السياسية وهي محاربة الظلم والاستبداد الذي تمثل بنظام البعث البائد وذلك من خلال كتبه ومؤلفاته التي تعد بحق من أفضل المصادر التاريخية لحقبة سوداء من تاريخ العراق واخص بالذكر كتاب ( حكومة القرية ).
لم يرفض محافظ ذي قار أية دعوة وجهت له من قبل أية جهة إعلامية أو ثقافية أو غيرها فكان محبا وراعيا وداعما لأغلبها ومن بين النشاطات التي اهتم بها النشاطات الشعرية التي تتقدمها الشعبية بطبيعة الحال لعدم وجود مهرجانات شعر القريض!
وكان آخر حضور ودعم من قبل السيد طالب الحسن هو مهرجان منتدى النخبة استذكارا للشاعر الراحل جبار الشدود وحضره عدد من الشعراء الشعبيين في محافظات العراق ومن بينهم الشاعر سعد محمد الحسن من محافظة ميسان الذي فاجأ الجميع بقراءة قصيدة تتهجم على شخص السيد المحافظ وعلى الحكومة بصورة غير مباشرة ( يتجعبن عليّ كان ما كان ) ومن ثم فجر قنبلته الموقوتة بأنه سيترك الناصرية لان محافظها لم يلقي التحية عليه حين جاء وهو لا يستطيع الوقوف. حين سالت الموجودين قالوا إن المحافظ لم يقصد ذلك وان الشاعر لم يحرك ساكنا حين دخول المحافظ فتوقع الأخير إن هذا الشخص لا يريد السلام عليه وهو ما صرح به المحافظ بعد أن اعتذر من الجمهور وكذلك من الشاعر الذي استغل المنصة لإغراض شخصية إلا أن السيد المحافظ ( الأديب ) رد على إساءته بالإحسان ولم يتركه يرحل وهو زعلان لأنه مهما كان ضيف على المحافظة وعلى المحافظ وهذا الموقف جعل من الجمهور يصفق كثيرا ويعجب بهكذا أخلاق سامية تتعامل مع الجميع بنفس الروح.
لم اكتب مقالي هذا للتملق للسيد المحافظ لكني علمت قبل يومين أن هذا الشاعر ( سعد محمد الحسن ) هو احد شعراء النظام البائد وكثيرا ما كان يتغنى بالطاغية صدام وله بيت شعري يحفظه الكثير يقول فيه :
فلتن العكازات من بين اديّه
ما أحس لن صدام صاير تجيّة
اتمنى على جمهورنا الوفي ان يميز الغث من السمين ويعرف من هو شاعر القضية ومن هو شاعر المادة والمصالح الشخصية، كما اتمنى على جميع النقابات والمنتديات والاتحادات ان تعطي لك ذي حق حقه ولا تقرب الملونين والمنافقين لان ذلك سيبعد الناس عنها ولبرما ياتي يوم لن يكون للشعراء قضية ولن يكون ( الشعر قضية ).