صفحة الكاتب : نزار حيدر

(الشّرعيَّة الدّوليّة) أُصيبَت بانتكاسَةٍ اليوم
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   [بعد تقديم التّعازي الحارّة للشّعب العراقي ولأسر الضّحايا الشّهداء والجرحى بسبب الجرائم الارهابيّة التي شهدتها اليوم عددٍ من المناطق في العاصمةِ بغداد ومدينة الكاظميّة المقدّسة].
   انّ رفض مجلس الامن الدولي اليوم إدراج أخطر تنظيمَين إرهابيَّين في اللائحة السّوداء العالمية يهدّد الامن والاستقرار الدوليّين ولا يُساهم في إنجاح مشاريع الحرب على الارهاب سواء في العراق او في سوريا او حتّى في بقيّة المناطق الملتهبة كعددٍ من الدّول الافريقيّة وليبيا وغيرها.
   لقد أُصيبت اليوم الشّرعية الدّولية بانتكاسةٍ خطيرةٍ جرّاء هذا الموقف المُخجل والمخزي من قبل مجلس الامن، والذي شرعن برفضهِ هذا الارهاب وساهم في دفع التنظيمات الارهابيّة لارتكاب المزيد من جرائم القتل والذّبح والتّدمير، كما انّهُ شرعن أموال البترودولار التي يدفعها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيّة وكذلك في قطر للارهابيّين للاستمرار في ارتكاب جرائمهِم البشعة، كما حصل اليوم في العاصمة بغداد عندما فجّر الارهابيّون عدد من السيّارات المفخّخة في عدة مناطق منها بالاضافة الى مدينة الكاظميّة المقدّسة والتي استُشهدت بسببِها ارواحٌ بريئةٌ بالاضافة الى أعدادٍ كبيرةٍ من الجرحى والمصابين.
   كما انّ موقف الرّفض هذا سيشجّع انقرة للدّفع بالمزيد من الارهابيّين الى المناطق الساخنة وتحديداً سوريا والعراق، فعندما يحمي مجلس الامن الدّولي التنظيمات الارهابيّة ويكافئها على جرائمها بإصرارهِ على دعوتها لحضور مفاوضات (السّلام) فعن أَيّ سلامٍ يتحدّثون؟ وعن ايِّ خُططٍ دوليَّةٍ للقضاء على الارهاب يتحدّثون؟ وعن ايّة شرعيّة دولية يتحدّثون؟.
   لقد سحقها اليوم مجلس الامن الدّولي تحت أقدامهِ القذِرة، وعرّضها للمساءلة والتّشكيك، كما عرّض جهود السلام في سوريا للخطر، اذ كيف سمح لنفسهِ ان يساوي بين الضحيّة والجلّاد؟ وبين القاتل والقتيل؟ وعلى ايّة نصوصٍ حقوقيّة دوليّة اعتمدَ؟ وهو الذي يتشدّق بالحريّة وحقوق الانسان والديمقراطيّة؟! فهل يُرِيدُ ان يقنعنا بأنّها تمرّ عبر انهار الدّم التي صنعها الارهابيّون ومَن خلفهم لشعوبنا وبلداننا؟!.
   انّ مكافأة الارهابيّين بالتفاوض السّياسي وعلى المستوى الدولي يُعدُّ انتهاكاً خطيراً لميثاق الامم المتّحدة الذي نصّ على حماية الأعضاء من كلّ ما يمسّ سيادتهم وأمنهم!.
   لقد تورّطت اليوم الشّرعية الدّولية بدماءِ الابرياء عندما رفض مجلس الامن الدّولي إدراج عدد من التنظيمات الارهابيّة التي ارتكبت أبشع الجرائم والتي يرقى بعضها الى مستوى جرائم حرب وجرائم ضدّ الانسانيّة، في اللائحة السّوداء، وبذلك تكون قد فقدت الكثير من مصداقيّتها وجدوى وجودها على السّاحة الدّولية.
   كما انّ مجلس الامن الدّولي تعامل اليوم بانتقائية لدرجة النّفاق مع توصيف الجماعات الارهابيّة عندما ميّز بين ارهابٍ مذمومٍ وآخر ممدوحٍ، وبين قتلٍ وذبحٍ واغتصابٍ محميٍّ دوليّاً وآخر مرفوض، وبين تنظيمات إرهابيّة مقبولة دولياً واُخرى مرفوضة، الامر الذي كشف للملأ عن حقيقةٍ في غاية الأهميّة كنّا قد أشرنا اليها مرّات وكرّات الا وهي ان المجتمع الدولي يوظّف الارهاب كأداةٍ في السّياسات والمفاوضات! وهذا أَمرٌ خطيرٌ يلزم ان تنتبه اليه شعوب العالم الحرّ تحديداً فالإرهاب واحِدٌ لا يمكن التّمييز بينه وانّ توصيفاتهُ واحدة لا تتجزّأ وهو سيرتدّ على الدّول التي تسخّره كأداةٍ في السّياسة ان عاجلاً ام اجلاً، وان غداً ناظرهُ لقريب.
   انّ الموقف المخزي والمخجل لمجلس الامن الدّولي اليوم كشفَ عن ترابط الشّبكة الدّوليّة والإقليميّة التي تدعم الارهاب لينمو لتوظيفهِ في السّياسات الدّولية، وهي الشّبكة التي تمتدّ لتشمل واشنطن وعدد من عواصم حليفاتها الغربيّات مع الرّياض والدّوحة وأنقرة، في تشابك مصالح هجين يعتمد الارهاب كأداةٍ من أدوات السّياسة الدّولية، لتجتمع كلّ وسائل الدّعم المادّي والمعنوي للتنظيمات الارهابيّة في هذه الشّبكة، الا وهي البترودولار وفتاوى التّكفير والدّفع بالعناصر الارهابيّة، وهذه مهمة (آل سَعود) و (آل ثاني) و (آل عُثمان) والغطاء (الشّرعي) الدّولي وهذه مهمّة واشنطن وحليفاتها في مجلس الامن الدّولي.
   ١١ مايس (أيار) ٢٠١٦ 
                       للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/13



كتابة تعليق لموضوع : (الشّرعيَّة الدّوليّة) أُصيبَت بانتكاسَةٍ اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net