صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

هل طالب العلم في المدارس غير الحوزوية تابع للوقف الشيعي؟
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان النظام السابق يحاول كثيرا ان يجر الحوزة الى قربه بشتى الصور واستعمل كل الوسائل التي يعرفها حتى الوسائل الاجرامية في هذا الامر، الا انه لقي فشلا ذريعاً عندما واجهته الحوزة بالرفض على مستوى الافراد طبعا.

 وبعد التغيير اصبح الامر بيد بعض الأحزاب السياسية المعروفة بعدائها للمرجعية او التي لا ترى ان مرجعية النجف مواكبة للعصر وبعد مدة ليست طويلة حاول احد اقطاب هذه الأحزاب المتنفذة ان يجرب حظه العاثر فيعرض على المرجعية الدينية ان يكون لكل طالب علم راتبا من الوقف الشيعي في محاولة واضحة لكسر حاجز الصمت بين الطرفين.
وكان جواب المرجعية على مستويين:
الأول: نصيحة قدمتها المرجعية لهؤلاء بان ما تطلبونه ليس امنا على الحوزة العلمية التي كانت تطارد من نفس الجهة التي تتسمون بها.
والثاني: ان الحوزة العلمية لها اسلوب في التمويل عبر عشرات السنوات الماضية وهو اسلوب يعطيها الاستقلالية في اتخاذ القرارات بعيدا عن الحكومات الموجودة مهما كانت ولعل ايران الان مع كونها دولة وشيعية لا زال فيها كثير من الجهات التي لا تحب التعامل مع الدولة في الجانب المالي لأنها تشعر بفقدان استقلاليتها في القرار.
وعاد الوفد الذي عرض هذه القضية على المرجعية بخفي حنين بعد ان سمع اصرار المرجعية على رفض مثل هذا التعامل وكان الوفد منزعجا من هذا الموقف المشرف وكأن المسالة عندهم كانت محسومة.
وقد حصل تعاون بين الوقف الشيعي وبعض المدعين لإعطاء رواتب للطلبة للحصول على مكانة في اذهان البعض من الطلبة وكان اهم من تحركوا عليه هم أئمة المساجد في المحافظات.
وهكذا حاول البعض ان يجعل طالب العلم تابعا لبعض الجامعات في خارج العراق مثل جامعة المصطفى وغيرها من الجامعات مع اعطاء وعود بإعطاء شهادة معترف بها من قبل الجامعة المذكورة وكان ذلك هواء في شبك كما قامت بعض المدارس الأخرى بالارتباط بالوقف الذي رفضت المرجعية الارتباط به من اجل الحصول على شهادة اكاديمية.
اما التأثير السلبي لهذه التبعية فهي ان الطالب المسكين سيكون مضطرا لدراسة عدد من الكتب التي تقررها الجامعة او الوقف ويكون ملزما بالنجاح فيها مهما كان محتوى تلك الدروس.
فصار الطالب مطالبا بدراسة الجغرافية والرياضيات والإنكليزي كدرس أساسي فيما يكون الفقه والأصول بالمرتبة الثانية.
فهل يعي الطالب في هذه المدارس انه ليس تابعاً لأي جهة غير الدرس الحوزوي وان هذه التبعية جعلت البعض من الراغبين في الشهادة الاكاديمية يدخلون هذه المدارس ليس حبا في الدين بل حبا بالحصول على الشهادة وهذا امر مشروع في حد ذاته لكن لماذا لا تحافظوا على استقلالية المدارس بعيدا عن التدخلات الحزبية والشخصية كما صنعت المرجعية عندما طردت وفد الدولة الراغب في جر الطلاب الى جنبه كما فعل صدام قبل ذلك حيث كان الطالب المرتبط بالوقف ليس له دور علمي وانما هو تابع للدولة في كل ما تريد وهذا ما لا تريده المرجعية الدينية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/23



كتابة تعليق لموضوع : هل طالب العلم في المدارس غير الحوزوية تابع للوقف الشيعي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net