صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

الفساد في المنافذ الحدودية
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يمر اسبوع على بلادنا الا وكان هناك اعلان عن فساد في المنافذ الحدودية والموانئ يترواح بين الرشى والتهرب من دفع الكمارك وادخال بضائع فاسدة ومنتهية الصلاحية، بل ان الامر وصل الى شكوك في توريد بضائع تالفة لطمرها في اراض بلادنا، أي ان العراق اصبح مكباً ومكانا للطمر الذي يشكل خطراً على البشر والارض في آن واحد.
 البلاد تخسر موارد كبيرة يمكن ان تمول الاقتصاد الوطني الذي يعاني من عجز اضطر الحكومة الى الاقتراض من الدول والمؤسسات المالية  الاجنبية لسده، فيما هناك موارد تحت يدها يهدرها موظفون غير كفوئين وينهبها فاسدون في المنافذ الحدودية في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجهات الرقابية يقول النائب حاكم الزاملي الذي زار موانئ البصرة لمتابعة شحنة الرز التالف .
ان جباية الاموال من الموردين لصالح خزينة الدولة لا تشكل الا النزر  القليل، والقائمون على هذه الجباية فاسدون وحددهم بالاسماء، برغم ان اللجنة الاخيرة جاءت بتعيني من رئاسة الوزراء.. وذلك لغياب الرقابة وان العاملين في هذه اللجان اصابهم ثراء سريع بائن  للعيان. الواقع الشكوى مما يجري في المنافذ الحدودية اصبح امراً مستداماً وهو معروف لكل العراقيين من  المنافذ او من هم بعيدون عنها، والاعلام في تحقيقاته كشف عما هو مستور او يحاول بعضهم تغطيته، وبين مبالغ ضخمة تفقدها خزينة الدولة يومياً جراء هذا الفساد، وتروى شهادات المتضررين من هذه المنافذ في البصرة وديالى وغيرهما لقد صارت تسعيرة لكل شاحنة وحسب نوعية البضاعة، والمورد يدفع مرتين للحكومة مبالغ بسيطة وللسيطرات  اكبر منها، وهي الاساس  الذي يسمح له على ضوئها بوصول بضاعته الى وجهتها للمخازن والاسواق ان هذه الاتاوتات باتت تشكل اقتصاداً موازياً، والاكثر خطورة فيه تمرير البضائع التالفة لتجد طريقها الى المستهلك لاحقاً ومثل هذه البضائع مهما دفع موردها لا تشكل له أية خسارة مادية، فهي تكاد ان تكون كلها ربحاً، فهو يشتريها بسعر التراب ان لم تكن مجاناً..وبالتالي المتضرر الوحيد في النهاية المستهلك والاقتصاد الوطني لتضاف صعوبات وعراقيل وخسائر لتعمق ازماته وكبح نموه وتطوره.
 لابد من الاشارة ان الحكومة تعلم بما يجري في هذه المنافذ الحدودية، ولكن اجراءاتها ليست كافية وغير مانعة لمحاصرة الفساد والحد منه الى اقصى درجة ممكنة. 
من هنا هي بحاجة الى اجراءات فعالة وشديدة والاستفادة من الخبرات  في البلدان الاخرى، والاهم من ذلك انتقاء الموظفين على اساس الكفاءة والنزاهة والمقدرة على الاداء الجيد وليس على اساس المحاصصة والقرب من هذه الجهة او تلك المسؤولة عن المنفذ الحدودي.
 ومن المهم ان تكون آليات الرقابة محكمة ولها سلطة علوية في قرارتها المهنية والقانونية واحالة الفاسدين الى القضاء العادل وتعريف الناس بما تحققه وما يناله المذنبون من جزاء.
 مرة اخرى نقول ان بلداناً كثيرة تشكل الواردات الضريبة رافداً لتمويل موازنتها الى جانب انها تصحح الاختلالات الاجتماعية واعادة توزيع الثروة ومنع الاستغلال الذي تتعرض له غالبية مواطنيها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/22



كتابة تعليق لموضوع : الفساد في المنافذ الحدودية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net