صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الدين والتمدين والوزير شربتلي السعودي
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الدين والتمدين كتاب من تاليف الشيخ محمد علي الحوماني (أبو الرضا) اللبناني العاملي (1898 - 1964)،كاتب وأديب وشاعر من جبل عامل ، في العام 1922 هاجر إلى النجف، فدرس علوم المنطق والبلاغة واللغة، وكان من أساتذته في هذه المرحلة: الشيخ محمد تقي صادق (النجف)، الشيخ محمد علي نعمه (النجف)، السيد محمد محمود الأمين (لبنان)، السيد حسن يوسف (لبنان) .
هذا الكتاب بخمس اجزاء ، المؤلف فقير مال لكنه غني نفس وعلم ومعرفة وقوي الحال ووطني بامتياز وله نقد لبعض رجال السياسة، وبعدما أصدر ديوانه اللاذع بالهجاء (ديوان فلان) بحق بعض هؤلاء الساسة وفي مقدمهم رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك رياض الصلح، تم نفيه في العام 1945 ـ الحكومة العراقية تُشتم بالكتب والمجلات وعلنا وفي الشارع ولا تحرك ساكنا ـ فانتقل إلى دمشق ثم عمان فطهران فبغداد، وفي العام 1947م ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى مصر حيث استقر هناك.
ترك مصر عام 1961م، وعاد إلى الوطن، ثم لم يلبث أن توفي في الحادي عشر من نيسان 1964م ودفن في حاروف .
هذا الكتاب الذي عنوانه دين وتمدين متنه مجموعة روائع رسول الله صلى الله عليه واله والامام علي عليه السلام ، ولانه فقير مال فان السيد حسن عباس شربتلي (لذي يعتبر أول من حمل لقب «معالي»، إضافة إلى لقب «وزير دولة فخري»، وذلك بناءً على أمر أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في عام 1934) ، الوزير السعودي طبعه على نفقته الخاصة سنة 1959 وهذا يدل على مدى اعتقاد واعجاب الوزير السعودي بهذا الكتاب ، هذا الوزير السعودي ليس وهابي انه سني قمة في الاعتدال وحب الاحسان للغير بل انه يقول اولادي واموالي فداء للقدس ـ وملك السعودية اليوم يتفاوض على بيع القدس بل انه باعها وثمنها دماء فلسطين ولهذا يكون حزب الله اعتى اعداء السعودية لانه يفسد عقد بيع فلسطين ـ .
قناة العربية كتبت في ايلول من العام الماضي تحقيقا عنه بعنوان (ثري سعودي لم يعرف حجم ثروته لضخامتها) بقلم عبد الله المدني الذي اظهر جوانب مضيئة وبارزة من حياة هذا الوزير الفخري .
هذا الكتاب الرائع عموما والذي لا يخلو من بعض الملاحظات والمؤاخذات الا انه ضمنه عبارة رائعة بعد صفحة العنوان مباشرة بل انه العنوان الحقيقي للكتاب بل اكثر من ذلك يختصر الكتاب كله في هذه العبارة الا وهي ( عرف الله بمحمد وعرف محمد بعلي )هذه العبارة التي لا تتفق وادبيات الوهابية كان لها تاثير قوي بالوزير السعودي السيد حسن عباس شربتلي رحمه الله ولهذا السبب تكفل في طباعة اربع مجلدات من الكتاب من اصل خمسة ( الثاني، الثالث، الرابع، والخامس) .
هذا الوزير يعطي دلالة على الثقافة السعودية الدينية في ذلك العهد الذي كان نوعما بعيدا عن الطائفية فهذا الوزير الذي يصفه الملك عبد العزيز بالمحسن الكبير هل تستطيع المؤسسة الدينية السعودية اعادة طبعه باعتباره مطبوع سابقا باموال سعودية ؟
هذا الكتاب يضع النقاط على بعض الحروف التي تتضمن بعض النقاط الخلافية من حيث الاستشهاد بالاحاديث مع التعقيب المنطقي عليها وهذه الاحاديث تعتبر موثقة لدى الطرفين ، وفي الوقت ذاته فان اسلوب الكاتب اسلوب حضاري يحترم جميع الاطراف ولا يقدح او يجرح حتى من اتفق المسلمون على تكفيره لانه يحترم الراي الاخر .
هنيئا للكتاب وللمحسن الكبير على جهودهما هذا وجعلهم الله في فسيح جناته


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/04



كتابة تعليق لموضوع : الدين والتمدين والوزير شربتلي السعودي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net