• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح7 .
                          • الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) .

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح7

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
 
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة.. 
 
' الحلقة : السابعة '
 
______________________
 
24- الإحاطة بالقرآن الكريم ليس ممتنعا على المفسر البشر على صعيد المراتب والطبقات الغيبية فحسب، بل الإحاطة التامة المحكمة ذات الإحكام بالمصحف وظاهر القرآن أيضاً لا يمكن ولا يتسنى للمفسر البشر أن يحيط به، وذلك لأن الآيات القرانية تقرب من سبعة آلاف آية أقل بقليل، وكل آية تحتوي على جمل عديدة، كل جملة بمثابة المعادلة العلمية، فإذا أردنا إحصاء المعادلات العلمية في القرآن الكريم لبلغت عشرات الآلاف من المعادلات، ثم النسبة والتناسب والمناسيب بين المعادلات العلمية يتصاعد ضريبه إلى عدد يخرج عن قدرة العقل البشري أن يحيط به، مع ان موازنة هذه النسب والتناسبات دخيلة في استخراج المراد والمعنى المقصود في الآيات، فكيف لعالم فيلسوف أو متكلم أو عارف مرتاض أو لعالم باحث أن يدعي إحاطته بكل هذه المعادلات والنسب بينها إلا الذين شهد لهم القرآن أنهم يمسون الكتاب، فتبين ان الظاهر لكلمات القرآن ليس من قدرة البشر الإحاطة بها بنحو كامل تام، فكيف للمفسر البشري إدعاء الاحاطة بدون الاستعانة بحديث أهل البيت (عليهم السلام)؟! وربما يتساءل بأن لازم ذلك تعطيل الكتاب والقرآن وإبهامه عن الفهم بالمرة من رأس، والجواب ان القرآن نظير كل العلوم الأخرى كالرياضيات لا يحيط بها علماء الرياضيات مهما تعاقبت الأجيال من الباحثين، بل ليس ما توصلوا إليه في علوم الرياضيات ليس إلا قطرة في محيطات بحور، ومن ثم الطريق أمام البشرية لإكتشاف كل أسرار الرياضيات والكون لن تقف في يوم ما، ولا في قرن مهما تواصلت جهود الأجيال عبر ما يأتي من البشر بشهادة وجدان كل عاقل أن المسيرة العلمية لأبحاث البشر لا يمكن أن تقف يوماً ما أبداً لإكتشاف الحقائق الكونية، ومع كل ذلك فإن ذلك لا يدعو للإياس ولا لتعطيل العمل بالمقدار المعلوم من علوم الرياضيات مثلا عما لا يتناهى من علومها.
 
25 - ومن ثم أجمعت الإمامية ان الحافظ للمصحف عن الضياع والنقص لا يمكن أن يكون بقدرة الحس والصحابة والمسلمين لأن قدرة الحس محدودة لا تحيط بأمر وحياني فالقرآن النازل وهو المصحف لا يمكن أن يظل وحيانياً بقدرة الحس والتواتر الحسي للمسلمين والصحابة، بل لابد أن تكون قدرة وحيانية تحفظ الوحياني وإلا لعاد تنزيل القرآن المصحف كتاب تاريخي أثري بشري، وهذا ما أمتازت به الإمامية عن كافة المسلمين وعن النصارى واليهود، وهو أن الحافظ للكتاب السماوي لابد أن يكون إماماً من السماء ذو قدرة وحيانية، فكل إجماع للبشر أو للمسلمين أو للصحابة لا قيمة له بدون الإمام ذي القدرة الوحيانية ذي الانترنيت الالهي؛ لأن توافق البشر أو المسلمين أو الصحابة توافق حسي يتطرق إليه آلاف الآفات والهفوات والأخطاء التي تعتور الحس البشري، وتنزيل القرآن المصحف كتاب وحياني لا مجرد صيانة حسية صرفة.. ( إنّا نزلنا الذكر وإنا -الوحي القدرة الغيبية- له -للذكر الوحياني- لحافظون -حفظ وحياني لا حسي محض فقط- ) .
 
والحمد لله رب العالمين،، 
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35012
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19