التغيير إحدى أهم السمات التي تتطلع لتحقيقها النفس والمجموعات البشرية والمجتمعات الإنسانيةب والشعوب والبلدان وتنشد الإرتقاء من خلال هذا التغيير في مجمل حياتها وحياة الأجيال التي تليها . لا أريد أن أخوض في غمار العوالم المحيطة وما وصلت اليه بقدر ماهو تسليط الضوء على العراق وشعبه كونه يتصدر قائمة من السلوكيات لا أحد يعرف مدياتها إلا الله والراسخون في العلم . العراقيون قبل 2003 كانوا أشبه بالغريق الذي ضاقت به السبل نحو النجاة ووصل به الحال الإستعداد للتعلق بالقشه من أجل الخلاص من ظلم لاحد ولا حصر له .. وبعد 2003 إعترت البلد جبال من الأمواج المهلكة تبدأ من الفساد في كل مفاصل الدولة الى الإنهيارات الأمنية الى دمار البنية الإقتصادية الى سوء الخدمات الى ضياع في ضياع . الغريب الكل ينتقد ويحلل ويتذمر ويعاتب ويتعصب لما هو حاصل والكل يحمل الآخرين أسباب هذا التردي وتتزاحم طروحاتهم الإعلامية وفي بوابات تواصلهم الإجتماعية كل القيم الأخلاقية النبيلة وتتشدق ألسنتهم بالحق والصدق والأمانة والإخلاص والكرم والجود والتكافل الإجتماعي والإحساس المرهف بالوطنية والمواطنة الصالحة والشعور النرجسي بمعاناة الآخرين ولم ينتبه أحد على أن يبذل أدنى جهد لمعرفة دوره ومساهمته في كل مايجري وكأنه خارج هذه الدائرة أو منزه أو ملك من السماء أو أن ماهو حاصل ليس من ذات المجتمع وذات الشخوص بل من خارج الكوكب أو من سنخ الجن والشياطين . مايجري في العراق من أحداث متراكبة ومتشابكة تعتليه كل يوم مشاكل لاحصر لها والكل ينتقدها ولم نجد من يمتلك شجاعة المواجهة مع ذاته ونفسه وشخصه ليقول ماهو دوره في تلك الأحداث ومساهمته في تفاقم هذه المشاكل ولو بعبارة أو كلمة بل هو على إستعداد لتحليل كل مايجري وتحميل السبب على الآخرين وهكذا دواليك والنتيجة ضياع في ضياع . التغيير لابد أن يبدأ وينطلق من النفس ومن إحياء الضمير ليكون هو المقود والحكم والمراقب والمصحح وبالتالي تنبت بذور التغيير في المجتمع لتزهر ثماره في نهضة حقيقية للبلد ويتحول الحال من حال الى حال . أما إذا بقيت النفس خارج هذه الأطر وبعيدآ عن المحاسبة الذاتية وفي بروجها المتعالية فلا تغيير يحصل ولا ينهض البلد بدون تشييد لمحكمة للضمير .. |