صفحة الكاتب : مرتضى المكي

الديمقراطية في زمن الأركيولوجيا
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما كنت احسب ان الديمقراطية ستفسر هكذا في اوساطنا، اجزم اننا فهمنا معناها عكساً، ورحنا نعلق كل اخطائنا على شماعة الديمقراطية العرجاء، فوضى عارمة، شتم وسباب عم احاديثنا، حيث انك تطبق اقدس وادق مفاهيم الديمقراطية وانت تشتم كل الطبقة السياسية المتصدية؛ وانت في مكان عام! والاعظم ان اغلب الحاضرين سيعلقون على صدرك انواط الشجاعة والثقافة والكياسة السياسية.

لمن لا يعرفها فهي حكم الشعب، أي يقدم الشعب جدوى للحكم المشترك بينه وبين المتصدي، واذا ما حصلت خروقات، سيقدم الشعب انتقاداته البناءة، لتسير عليها الحكومة، لذلك حدد الحكم في زمن الديمقراطية ببضع سنوات، لكي يحدد من خلالها من اخفق في خدمة شعبه، وبعدها يحاسب بتنحيته عن طريق صناديق الاقتراع، وبهذا يتم المعنى الأقرب للديمقراطية بعيداً عن التنكيل والفبركة والتسقيط.

على مر الدهور لم تكن المرجعية الدينية مجاملةً، لكي لا تدخل في دائرة النفاق (حاشاها)، فالعجب كل العجب لمن يشير للمرجعية بأصابع الاتهام بالفساد السياسي المستشري، ويشركها في سرقات من مكنهم الشعب، لاسيما وانها بح صوتها وهي تنادي: عليكم بالاصلح الذي يزيح بدربه الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد،

لكن.

الشعب بقي غافياً على رومانسية الاهازيج التسقيطية التي جعلت الجميع في نفس لوحة الاتهام، والسبب ان كل من تصدى هو فاسد فوجب تسقيطه وهذا خلاف العقل والمنطق، فحاشا لعلي (ع) ان يشترك بنتانة الفساد الذي استحم به معاوية! مع انهم في واحة سياسية واحدة.

في خضم هذه الاحداث يبقى الصراع للضمير، من سينتصر عامل الخير ام عامل الشر؟ عالم التسقيط والفبركة ام عالم الوطنية والحرص على صيانة البلد؟ فمن يقتنع ان الجميع فاسد، فقد غَلَبَ قلبه على عقله، ومن يرى ان المرجعية مشتركة بالفساد! فقد غَلَبَ مصلحته على ضميره، ومن هنا لابد ان يرى الشعب بعين الوطن، ويميز بين من يَخدُم ومن يٌخدَم، وحينها يدلي بصوته.

خلاصة القول: الكرة بأيدينا والملعب صناديق الاقتراع، فمن اقتنع ان العزوف عن الانتخابات حلاً، فلا عقل له، ومن لم يستطع انتشال الصالح من بين زحمة المرشحين، فالخلل فيه لا بغيره، ومن نظر بعين الشخصنة وهو يقترع، فَقَدَ وطنه، فلا يغرنكم زعيق الجيوش الالكترونية، وحافظوا على وطنكم، فالمرحلة القادمة اذا تمكن الفاسدين غرقنا، وان تمكن الصالحين نجونا.

والسلام.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/22



كتابة تعليق لموضوع : الديمقراطية في زمن الأركيولوجيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net