صفحة الكاتب : مرتضى المكي

امام أنظار وزير الصحة.. أموات على قيد الحياة
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في مبنى شبه متهالك؛ في اغلب المحافظات العراقية ومنها محافظتي ذي قار، تمر في ممر تؤدي نهايته الى صالة تحتوي على عشر اجهزة للغسيل الكلوي، يجلس فيه المرضى كل بجانب كليته الصناعية، تخترق اوردتهم خراطيم صغيرة دورها ايصال دمهم الى ذلك الجهاز منتهي الصلاحية، فيما ضعف عددهم من المرضى في انتظار ادوارهم لخمسة وجبات في اليوم تقريباً، اذا ما طرأ طارئ ما وتسبب في تأخير الوجبات، في وضع مأساوي جداً لا يتكرر في افقر الدول.

ونحن نعيس زمن الكورونا؛ والذي يمثل كارثة قاتلة لمرضى الغسيل الكلوي اذ اصابه لا سمح الله؛ هذا الفايروس اللعين، كون المناعة منعدمة او قليلة لهؤلاء المرضى، يرقد المصاب بالفايروس والفشل الكلوي سويةً؛ في ردهة عزل تحتوي كليةٍ صناعيةٍ واحدة، في مكان أشتق من تلك الصالة التي يرقد فيها اولائك المرضى الذين يجرون عمليات غسيل الكلى!

يتسابق على تلك الاجهزة العشر، ما يقارب الـ 400 مريض! من اقصى شمال ذي قار، (ناحية الفجر وتبعد 100 كم)، وكذلك اقضية الشطرة والجبايش وسوق الشيوخ، (وتبعد كل منهن ما يزيد على 50 كم)، وكذلك مركز المحافظة، في منظر انعدمت فيه الانسانية، ناهيك عن تقليص اضطراري لساعات الغسيل الى ساعتين او ثلاث، فيما يصر اطباء الاختصاص على ان تكون 4 ساعات كاملة، والسبب يكمن في قلة الاجهزة.

كهول انهكت اجسامهم سموم الدم، وحبست انفاسهم السوائل المتراكمة، واطفال سرقت طفولتهم وغزات انابيب سحب الدم، يتجمهرون امام ذلك الجهاز المتعطل بين فينة واخرى، ينضرون له انه مصدر لحياتهم، يرتادونه لمرتين او ثلاث اسبوعياً، مع انعدام لمجموعة من العلاجات الضرورية في المراكز الحكومية واهمها علاجا ((Eprex & Sevelamer، والباهظة الثمن في المذاخر والصيدليات الاهلية.

قرأت في عيون المرضى وانا اراجع المركز، كمرافق لوالدي المصاب هو ايضاً بالفشل الكلوي، كثير من علامات البشرى، عندما سمعوا ان وزير الصحة في زيارة تفقدية بمعية رئيس الوزراء؛ الى محافظة ذي قار، بعدما تم التصويت عليها مؤخراً انها منكوبة، بعدما وطأتها ايادي التخريب والفساد، لكن سرعان ما تحولت تلك البشرى الى موجات من اليأس تحاصر اولائك الراقدين بإنتظار آجالهم، بعدما حلقت طائرة وزيرنا بسماء ذي قار متجهةً الى العاصمة، دون تفقد لاي مركز صحي في المحافظة.

ينتقل التاريخ ان الله عز وجل بعد فترة وجيزة؛ من نزول العذاب على قوم موسى (ع)، قد رفعه عنهم، ولما ساله النبي عن سبب رفع البلاء على الرغم من استمرار كفرهم، قال يا موسى "هؤلاء قوم تراحموا فيما بينهم وانا رب الرحمة فأستحيت ان اعذبهم".

خلاصة القول: الخلاص من البلاءات التي نمر بها، مرهون بالتراحم، ونطالبكم كوزير للصحة بالنظر في معاناة هذه الفئة المعذبة، بالرغم من انك المسؤول المباشر والمحاسب امام الله بإزهاق ارواحهم بدعوى الاهمال والتقصير.

"وقفوهم انهم مسؤولون" 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/13



كتابة تعليق لموضوع : امام أنظار وزير الصحة.. أموات على قيد الحياة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net