صفحة الكاتب : عامر ناصر

سلسلة أكاذيب أحمد الكاتب (الكاتب يكذب على السيّد المرتضى)
عامر ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الكاتب: (وإذا كان حديث الغدير يعتبر أوضح وأقوى نصّ من النبي بحق أمير المؤمنين، فإنّ بعض علماء الشيعة الاماميّة الاقدمين كالشريف المرتضى يعتبره نصّاً خفيّاً غير واضح بالخلافة)( أحمد الكاتب، تطور الفكر السياسي: ص 22 ).
والعجيب من هذا الكلام أنّه كذب صريح لا يحتمل التأويل والحمل، ونحن نعرف أنّ اُولئك الذين يكذبون عادة يكذبون بأمر يخفى على القارئ ولا يستطيع كشفه بسهولة، أمّا هذا الرجل فإنّه يجعل من القارئ وكأنّه لم يرَ كتاباً في حياته إلاّ كتابه، ولم يطالع قصاصة إلاّ ما قاله، فالسيّد المرتضى واضح وصريح في حديث الغدير حيث يقول:
(قد دللنا على ثبوت النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) بأخبار مجمع على صحّتها، متّفق عليها وإن كان الاختلاف واقعاً في تأويلها، وبيّنا أنّها تفيد النص عليه بغير احتمال ولا إشكال، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى" و"من كنت مولاه فعلي مولاه"، إلى غير ذلك ممّا دللنا على أنّ القرآن يشهد به، كقوله تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(1)، فلابد أن نطرح كلّ خبر ناف ما دلّت عليه هذه الادلّة القاطعة إن كان غير محتمل للتأويل فحمله بالتأويل على ما يوافقها ويطابقها إذا ساغ ذلك فيه)(2).
وأكثر من ذلك ذهب السيّد المرتضى إلى أنّ النص على أمير المؤمنين ثابت بطريقين:
الاوّل: الفعل، ويدخل فيه القول.
الثاني: القول دون الفعل.
وذكر أمثلة لذلك، ولو كان الكاتب موضوعياً في طرحه، لا يريد أن يستغفل القارئ، لا أقل يذكر عبارة السيّد المرتضى التي يقول فيها: (الذي نذهب إليه أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ على أمير المؤمنين (عليه السلام) بالامامة بعده، ودلّ على وجوب فرض طاعته ولزومها لكلّ مكلّف، وينقسم النص عندنا في الاصل إلى قسمين:
أحدهما: يرجع إلى الفعل، ويدخل فيه القول.
الاخر: إلى القول دون الفعل.
فأمّا النص بالفعل والقول فهو ما دلّت عليه أفعاله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقواله المبيّنة لامير المؤمنين (عليه السلام) من جميع الامّة، الدالّة على استحقاقه من التعظيم والاجلال،
والاختصاص بما لم يكن حاصلاً لغيره، كمؤاخاته (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، وإنكاحه سيّدة نساء العالمين ابنته (عليها السلام)، وأنّه لم يولّ عليه أحداً من الصحابة، ولا ندبه لامر أو بعثه في جيش إلاّ كان هو الوالي عليه، المقدّم فيه، وأنّه لم ينقم عليه من طول الصحبة، وتراخي المدّة شيئاً، ولا أنكر منه فعلاً، ولا استبطأه في صغير من الاُمور ولا كبير، مع كثرة ما توجّه منه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جماعة من أصحابه من العتب، إمّا تصريحاً أو تلويحاً، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: "علي منّي وأنا منه" و"علي مع الحقّ والحق مع علي" و"اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر"(1)، إلى غير ذلك ممّا ذكرناه من الافعال والاقوال الظاهرة التي لا يخالف فيها ولي ولا عدو، ويطول المقام بذكرها جميعها، وإنّما شهدت هذه الافعال والاقوال باستحقاقه (عليه السلام) الامامة، ونبَّهت على أنّه أولى بمقام الرسول من قبل دلالتها على التعظيم والاختصاص الشديد....
وأمّا النص بالقول دون الفعل، فينقسم إلى قسمين:
أحدهما: ما علم سامعوه من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مراده منه باضطرار وإن كان الان نعلم ثبوته والمراد منه استدلالاً، وهو النص الذي في ظاهره ولفظه الصريح بالامامة والخلافة، ويسمّيه أصحابنا النص الجليّ، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "سلّموا على علي بإمرة المؤمنين"، و"هذا خليفتي فيكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا". والقسم الاخر: لا نقطع على أنّ سامعيه من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علموا النص بالامامة منه اضطراراً، ولا يمتنع عندنا أن يكونوا علموه استدلالاً من حيث اعتبار دلالة اللفظة وما يحسن أن يكون المراد، أو لا يحسن، وأمّا نحن فلا نعلم ثبوته والمراد به إلاّ استدلالاً، كقوله: "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي" و"من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهذا الضرب من النص هو الذي يسميه أصحابنا بالنص الخفي(2).
فحرّف الكاتب معنى الخفي عند السيد المرتضى وكذب عليه بأنّ حديث الغدير غير واضح الدلالة، على الرغم من عدم قطع السيّد المرتضى في هذا القسم الاخير،
لكنه قطع في القسم الاوّل بأنّ اُولئك الذين سمعوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علموا بالنص اضطراراً، فلو كان الكاتب موضوعياً في الطرح لنقل القسمين، بينما نجده اكتفى بالقسم الاخير ليشوِّش ذهن القارئ ويحرّف كلام السيّد المرتضى من معناه المقصود.
فكيف تنسب جهالات الكاتب للسيّد المرتضى وهو يصرّح بقوله: (قد دللنا على ثبوت النص على أمير المؤمنين بأخبار مجمع على صحّتها، متفق عليها، وإن كان الاختلاف واقعاً في تأويلها، وبيّنا أنّها تفيد النص عليه بغير احتمال ولا إشكال، كقوله: "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى" و"من كنت مولاه فعلي مولاه")(1).
إذ دلالة حديث الغدير عند السيّد المرتضى لم تكن خفيّة، بل واضحة ناصعة بالبرهان والاستدلال، ومن خلال ذلك بان مراد السيّد المرتضى الذي حرّف معناه الكاتب بقوله: (إنّا لا ندّعي علم الضرورة في النص لا لانفسنا ولا على مخالفينا، وما نعرف أحداً من أصحابنا صرّح بادعاء ذلك).
المصدر ( دفاع عن التشيع )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/15



كتابة تعليق لموضوع : سلسلة أكاذيب أحمد الكاتب (الكاتب يكذب على السيّد المرتضى)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net